في يوم تاريخي جديد، تبدأ المرحلة الأولى من مطار “إسطنبول”، الذي يعدّ الأكبر في العالم، للعمل بكامل طاقته، الأحد، بعد استكمال الانتقال الشامل من مطار “أتاتورك”.
وبلغت قيمة استثمار مطار “إسطنبول” الذي افتتحه الرئيس رجب طيب أردوغان، في 29 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، 35 مليار دولار، بما في ذلك البناء والإيجارات التي سيتم دفعها إلى الدولة.
المطار الذي تبلغ إجمالي مساحته 76.5 مليون متر مربع، سيتم افتتاحه بشكل تدريجي على عدة مراحل ليكون الأكبر في العالم عند اكتمال جميع مراحله لغاية عام 2023.
وتم إنشاء عشرات المنشآت الصناعية في موقع البناء، وبداخلها نحو ثلاثة آلاف آلة ثقيلة، وعمل فيها أكثر من 10 آلاف موظف في ظروف استثنائية، على مدار 24 ساعة دون انقطاع.
– سيكون الأكبر في العالم
إنشاء مطار “إسطنبول” تم بموراد القطاع الخاص، وفق نموذج “التشييد والتشغيل ونقل الملكية”، ومن المنتظر أن يضم ستة مدارج مستقلة، وقدرة استيعابية تتسع لـ500 طائرة في آن واحد، عند اكتمال المراحل كلها.
وسيضم أيضًا مرآبًا مفتوحًا وآخر مغلقًا للسيارات، بسعة 70 ألف سيارة، إضافة إلى 200 مليون مسافر سنويًا، لينال بهذا لقب أكبر مطار حول العالم.
في منتصف عام 2014، اكتمل إعداد خطة العمل الرئيسية للمطار، الذي يقوم أسلوبه المعماري على المخزون الثقافي لمدينة إسطنبول العريقة.
وتضم فرق التصميم في المطار أكثر من 250 معماريًا تركيًا وأجنبيًا مختصين في مجالات مختلفة، إضافة إلى ما يزيد عن 500 مهندس.
وستتجه طائرات 250 شركة نقل جوي من مطار إسطنبول نحو أكثر من 350 وجهة في أرجاء العالم.
وسيكون المطار قادرًا على احتضان 2000 عملية هبوط وإقلاع في اليوم الواحد، بعد اكتمال مراحله.
– جوائز دولية
حتى قبل افتتاحه، حصد مطار إسطنبول جوائز دولية عديدة. ففي عام 2016، نال مبنى المسافرين جائزة تصميم في فئة المشاريع المستقبلية والبنى التحتية من مهرجان العمارة العالمي.
وتبلغ مساحة المبنى الرئيسي للمطار مليونا و300 ألف متر مربع، وهو بذلك الأكبر في العالم.
واستوحى مصممو سقف المبنى تصميمهم من المعماري العثماني الشهير سنان آغا (1489: 1588).
أما أبرز وأول الجوائز، فحصدها برج المراقبة، وهو من تصميم شركتا “Pininfarina” و”Aecom“، إذ حصل على جائزة “المركز الأوروبي للهندسة المعمارية والتصميم”، عام 2015.
البرج مستوحى من الثقافة الإسلامية والتركية، ومن شكل زهرة التوليب التي تشتهر بها إسطنبول، وسيكون من معالم المدينة البارزة التي يمكن للمسافرين جوًا رؤيتها.
كما حصلت أنظمة مشروع المطار، بما فيها الكهربائية، وتصميم مبنى المطار، على جائزة “المركز الأوروبي للهندسة المعمارية والتصميم”، في ذلك العام.
– نظام سكك حديدة
سيتم رتبط المطار بمركز مدينة إسطنبول بواسطة شبكة حديثة ومتطورة من مترو الأنفاق يتواصل العمل حاليًا على إنشائها.
من المستهدف جعل مطار إسطنبول من أفضل المطارات التي تقدم خدمات للمسافرين. وتم تحديد معايير عالمية جديدة لشركة سيارات الأجرة، التي تم التعاقد معها من أجل المطار.
وفيما يخص منظومة تكنولوجيا المعلومات، تم تشكيل شركة مساهمة مختصة بالبنية التحتية وخدمات البرمجة الإلكترونية في المطار، يعمل فيها حوالي 780 مهندسًا تركيًا.
وستعتمد هذه الشركة التركية أنظمة البرمجة والتكنولوجيا المحلية في كافة الأعمال التي ستقوم بها ضمن المطار.
وسيضم المطار أحدث أنظمة الأمن والحماية، فضلًا عن رادارات أرضية لأول مرة، بحيث لا تكاد تخلو نقطة أو زاوية من كاميرات مراقبة تم تركيبها وفق أحدث الأنظمة العالمية.
ويبلغ عدد الكاميرات في كل من مبنى المطار ومرآب السيارات تسعة آلاف كاميرا مراقبة ذكية.
وتم تخصيص مركزين مختلفين لتواجد قوات الأمن، لتأمين سهولة انتقالهم إلى موقع الحدث إن تطلب الأمر ذلك.
وسيلعب مطار إسطنبول الجديد دورًا مهمًا في تحقيق تركيا لأهدافها الاقتصادية.
وتسعى تركيا إلى الانضمام لقائمة أكبر 10 اقتصادات بالعالم، بحلول 2023، وهو عام المئوية الأولى لتأسيس الجمهورية التركية، على يد مصطفى كمال أتاتورك (1881: 1938).
.
وكالات