قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الإثنين، إن بلاده مصممة على طرد واجتثاث البؤر الإرهابية التي تهدد أمنها القومي في سوريا.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين عقب محادثات بينهما بالعاصمة الروسية موسكو.
وأعرب الرئيس التركي عن سعادته للتواجد في روسيا، وشكر نظيره بوتين على حسن الاستقبال والضيافة.
وأشار أردوغان إلى أن مباحثاته مع بوتين تناولت الأوضاع في المنطقة وفي مقدمتها إدلب، إضافة إلى خطة الانسحاب الأمريكية من سوريا.
وأضاف أن تركيا اتخذت وستواصل اتخاذ الخطوات اللازمة (مع روسيا) في إدلب؛ لأنه “من غير الممكن التراجع”.
وأكد أن تنظيم “بي كا كا/ب ي د” الإرهابي يشكل تهديدا للمنطقة بنفس قدر تنظيم “داعش” الإرهابي، وأن الإرهاب بغض النظر عن توجهاته فهو إرهاب، ويجب تحرير المنطقة منه بشكل كامل.
وأضاف قائلا: “أود أن أجدد عزمنا على اجتثاث البؤر الإرهابية التي تهدد أمننا القومي وطردها من سوريا”.
وشدد على أن تركيا “لن تسمح بتشكيل كيان شمالي سوريا يهدد أمنها القومي ووحدة الأراضي السورية”.
وأعرب عن تطابق الآراء مع روسيا بأن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة بسوريا.
وحول شراء تركيا منظومة إس- 400 الروسية، قال أردوغان: “بما أننا أبرمنا العقد فالأمر منتهٍ، هذا حق من حقوقنا السيادية”.
ولفت إلى أن حجم التجارة بين البلدين زاد بنسبة 15% مقارنة مع العام الماضي، وبلغ 26 مليار دولار.
وأشار إلى أن زعيمي ووزراء البلدين بحثا اليوم خلال لقاءاتهم سبل رفع المعوقات أمام التجارة، وأن أنقرة وموسكو تهدفان لرفع حجم التجارة بينهما إلى 100 مليار دولار.
وأكد وجود ألف و300 مستثمر تركي في روسيا.
ونوه بأن عدد السياح الروس الذين زاروا تركيا في 2018 بلغ 6 ملايين، متوقعا أرقاما قياسية في عدد السياح الروس ببلاده خلال العام الجاري.
من جهة أخرى أكد أردوغان استكمال القسم البحري من خط أنابيب السيل التركي للغاز الطبيعي متوقعا إنهاء القسم البري منه قبل حلول نهاية 2019.
ولفت إلى أن البلدين يعززان علاقاتهما عاما بعد عام، على أساس الاحترام المتبادل.
وأوضح أردوغان أن تركيا توفر 50% من احتياجاتها من الغاز الطبيعي من روسيا.
ولفت إلى أن تركيا تضع أهمية كبيرة للتعاون مع روسيا في قطاع الصناعات الدفاعية قائلا “لقد اتخذنا ونواصل اتخاذ خطواتنا في هذا الشأن وجلّ ما نتمناه الآن هو الانتقال إلى التعامل بالعملات المحلية”.
وفيما يتعلق بالتفاهم الروسي التركي حول إدلب، قال أردوغان إن إدلب تشكل إحدى أهم المناطق السورية، مبينا أن سكانها سيلجأون إلى تركيا أمام أي عملية إجلاء بالمنطقة.
وأضاف “هذه المنطقة تشكل أهمية بالنسبة لنا.. ولذلك لدينا تعاون مشترك مع الاتحاد الروسي بشأنها، وخصوصا عمليات الحماية التي نقوم بها هناك، وللأسف عملنا ليس سهلا بسبب بعض التنظيمات الإرهابية المنتشرة بالمنطقة”.
وتابع “في نفس السياق أيضا روسيا تبذل جهودها، والنظام (السوري) يقوم بتنفيذ بعض الخطوات حسبما يرى”.
وبيّن أردوغان أن وزارتي الدفاع التركية والروسية والمجموعات العاملة تحت مظلتيهما تواصل أعمالها فيما بينها بخصوص إدلب.
وأكد أن تركيا تبذل جهودها من أجل توفير عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم، مشيرا في هذا الإطار إلى عودة 300 ألف سوري في تركيا إلى بلاده طوعا.
وردا على سؤال فيما إذا كانت لدى تركيا خطط على صعيدي مكافحة الإرهاب ودعم العملية السياسية في سوريا، قال أردوغان إن التفاهم مع روسيا حول محافظة إدلب تعد ضمن الخطوات التي اتخذتها تركيا في هذا الصدد.
وأكد أن تركيا قطفت وتواصل قطف ثمار جهودها في إدلب، وأضاف: “قبل عدة أشهر الوضع في إدلب كان مختلفا، فالناس كانت قد بدأت بمغادرتها، أما اليوم فبدأت بالعودة إليها مجددا”.
وأردف: “ولكن هل هذا يرضينا؟ لا، لأن المشاكل مستمرة فيها ولو كانت جزئية؛ رغم ذلك يمكن لهذه المنطقة (إدلب) أن تكون مثل (مدينتي) جرابلس أو الباب”.
وشدد على أن الهدف الرئيسي لتركيا هو حماية وحدة الأراضي السورية، مبينا أنها أكدت مرارا أنها لن تسمح لتنظيم “ي ب ك” الإرهابي في مدينة تل رفعت (بحلب) بالقيام بأعمال إرهابية.
وأكد أن “ي ب ك” تنظيم إرهابي ولا مجال للنقاش في هذا الأمر، مبينا أن تركيا ستواصل مكافحة هذا التنظيم.
– “إذا أبرمنا صفقة ووقعنا اتفاقا حولها فهذا يعني أن الأمر انتهى”
وشدد أردوغان على أن تركيا وروسيا “دولتان سيادتهما تعود لشعبيهما بلا قيد أو شرط “، ولن تسمحان لأحد بالمساس بحقوقهما السيادية.
وأوضح أنه كما أن بقية الأطراف تتخذ قراراتها دون التشاور مع أحد، فإن لموسكو وأنقرة الحق في اتخاذ قراراتهما بنفسهما، لا سيما في مجالات الطاقة والصناعات الدفاعية.
وأكد على أن تركيا وروسيا تتخذان قراراتهما انطلاقا من هذا المبدأ وأنهما ستواصلان اتخاذ الخطوات اللاحقة على هذا النحو.
واعتبر أن تركيا حسمت أمرها واتخذت الخطوات اللازمة فيما يخص شراء منظومة إس-400 الروسية وأن الصفقة قد انتهت ولا رجعة عن هذا القرار.
وعن الذين يدعون تركيا للتراجع عن قرارها فيما يخص شراء منظومة الدفاع الروسية، قال أردوغان “هذا يعني أنهم لم يعرفونا حق المعرفة بعد. إذا كنا أبرمنا الصفقة بهذا الخصوص، ووقعنا اتفاقا حولها فإن الأمر انتهى، نواصل طريقنا على هذا الأساس”.
وتابع: “هذا حقنا السيادي. وهذا بتصرفنا، لا يحق لأحد مطالبتنا بالتخلي عن ذلك”.
يشار إلى أن الجانبين وقعا عددًا من الاتفاقيات بينهما بحضور أردوغان وبوتين قبيل مؤتمرهما الصحفي المشترك، بينها تسجيل العلامات التجارية والاستثمار. المصدر/الاناضول