أعرب رئيس بيلاروسيا، ألكسندر لوكاشينكو، عن دعمه لنظيره التركي رجب طيب أردوغان أمام الانتقادات الغربية التي تطاله في العديد من القضايا.
جاء ذلك خلال مقابلة أجراها “لوكاشينكو” مع الأناضول، بالتزامن مع زيارته الرسمية إلى تركيا، الثلاثاء.
وتناول رئيس بيلاروسيا العلاقات بين أنقرة ومينسك على مختلف الأصعدة، وعلاقاته الشخصية التي تربطه مع نظيره التركي أردوغان.
كما تطرّق “لوكاشينكو” إلى تعرضه لانتقادات هو الآخر من قبل العالم الغربي.
وتابع قائلاً: “الغرب لا ينتقدني وحدي، بل ينتقد صديقي أردوغان بكثرة أيضاً، بل إنه يتعرض للانتقاد أكثر مني. والسبب في ذلك أنهم منزعجون من تركيا ومن تقدمها. المكانة التركية في الوقت الحالي، لا تُرضي الولايات المتحدة”.
وحول شراء أنقرة منظومة “إس-400” الدفاعية من موسكو، قال “لوكاشينكو” إن تركيا أقدمت على هذه الخطوة انطلاقاً من حاجتها لذلك، وحصلت عليها بسعر أرخص من نظيراتها الغربية، مبيناً أن هذا الأمر هو من بين أسباب انزعاجهم من تركيا.
وأوضح أن “كافة سياسات الاستقلال التي تتبعها تركيا تتعرض لانتقادات الغرب، ثم ينتقلون لمهاجمتها. هذا يعني أن أنقرة تسلك الطريق الصحيح في نيل استقلالها الوطني”.
وأشار إلى أن تركيا، ورغم كونها عضو في حلف شمال الأطلسي “ناتو”، إلا أن لديها خصوماً ضمن دول الحلف نفسه.
وأردف: “إذا كان منافسوك يوجهون لك الانتقادات، فاعلم أنك في الطريق الصحيح، لذا فإني أقف إلى جانب أردوغان وأسانده في العديد من القضايا التي يدافع فيها عن سيادة واستقلال بلاده”.
ولفت إلى أنه مختص في مجال التاريخ، ويدرك جيداً الدور التركي لدى المعادلة العالمية في الوقت الراهن، مبيناً أن أنقرة تساهم بشكل كبير في المكون الثقافي، والمعماري، والتعليمي والاقتصادي للعالم.
واستطرد: “تركيا تركت بصمتها في التاريخ. أقول هذا انطلاقاً من حقيقة امتلاكها إرثاً لإمبراطورية كبيرة على مر التاريخ. لذا فإن تأثير أنقرة هام وكبير على مستوى العالم في يومنا هذا. الشعب التركي شعب شجاع، وقوي ومتجّذّر”.
وذكر أن “الشعب التركي يمتلك تاريخاً لامعاً وثميناً، واكتسب الكثير من أجداده العثمانيين، وهو الآن يسير في نهج ذلك التاريخ القوي واللامع”.
وأكد أهمية الموقع الجغرافي لتركيا، شأنها في ذلك شأن بيلاروسيا، حيث تقع البلدان ضمن نطاق الاتحاد الأوروبي، وفي مناطق يزداد اهتمام القوى الكبرى عليها مثل الولايات المتحدة، والصين، وروسيا والهند.
وأعرب “لوكاشينكو” عن ثقته في لعب أنقرة دوراً بارزاً وهاماً في تكوّن النظام العالمي.
وأفاد أن العلاقات بين تركيا وبيلاروسيا في تطوّر دائم خلال المراحل الأخيرة، على كافة الأصعدة.
وعلى الصعيد التجاري، أشار “لوكاشينكو” إلى ضرورة موازنة الصادرات والواردات بين البلدين، مبيناً أن حجم التبادل التجاري بينهما يبلغ حوالي مليار دولار.
وتابع: “العلاقات الاقتصادية والتجارية هي أساس كافة العلاقات الأخرى. لذا علينا تعزيز التجارة والاقتصاد بين أنقرة ومينسك، من أجل تأسيس علاقات أوسع على المدى الطويل، وهذا ما أجمعنا عليه مع السيد أردوغان خلال زيارته الأخيرة إلى بيلاروسيا”.
ولفت إلى أنه سيركّز في مباحثاته، التي سيجريها مع المسؤولين الأتراك خلال زيارته إلى تركيا، على تعزيز التعاون التجاري والاقتصادي، وتأسيس مشاريع مشتركة، وزيادة الاستثمارات المشتركة، وموازنة التجارة بين البلدين.
وتوقع تطور العلاقات بين تركيا وبيلاروسيا خلال الأعوام القصيرة المقبلة، لتصل إلى مستوى تطور العلاقات بين أنقرة وموسكو.
وتطرق “لوكاشينكو” إلى التعاون السياحي بين بلاده وتركيا، مبيناً أن السيّاح البيلاروسيين القادمين إلى تركيا، في تزايد دائم، في ظل تطوير مشاريع مشتركة بين البلدين في هذا الخصوص.
وشدد على أن بيلاروسيا وتركيا بلدان يعتمدان بشكل كبير على الصادرات، وعليهما الاستفادة من العلاقات المتطورة والجيدة في هذا المجال.
وأضاف أن التعاون بين أنقرة ومينسك شمل المجالات العسكرية أيضاً، وأن الجانبان بصدد تطوير علاقات قائمة على الثقة في هذا الخصوص.
وفي سياق آخر، قال “لوكاشينكو” إن بلاده تستضيف أكثر من 30 ألف مسلم على أراضيها.
وبيّن أن المسلمين في بلاده ممتنون للرئيس أردوغان، لما قدمه من دعم لبناء الجامع الكبير في العاصمة مينسك، والذي شارك في افتتاحه (إلى جانب “لوكاشينكو”) أواخر عام 2016.
وبشأن علاقاته الخاصة بالرئيس أردوغان، قال “لوكاشينكو” إن لديه علاقات متينة مع أردوغان، وأنهما يسميّان بعضهما البعض بتسميات تعكس مدى حميمية هذه العلاقات، مثل “أخي” و”صديقي”.
وفي معرض رده على سؤال حول وكالة الأناضول، قال “لوكاشينكو” إن الوكالة التركية تقوم بعمل عظيم، مؤكداً أهمية دورها في نقل المشاريع المشتركة والتعاون الوثيق بين أنقرة ومينسك، للرأي العام في البلدين.
ومن المقرر أن يترأس الرئيس التركي أردوغان، ونظيره البيلاروسي “لوكاشينكو”، اجتماعاً لمنتدى الأعمال التركي – البيلاروسي، الثلاثاء، والذي يشارك فيه وزراء، ومسؤولون، ودبلوماسيون وممثلون عن القطاع الخاص في البلدين. المصدر/الاناضول