أجمع مسؤولون لدى حلف شمال الأطلسي “الناتو” على أحقية تركيا في الحصول على ما تحتاجه من الأسلحة والمنظومات الدفاعية، وأنها الوحيدة التي يحق لها تقرير ما ستحصل عليه من الأسلحة من البلدان التي ترغب بها.
وفي هذا الإطار، قالت رئيسة الجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي “ناتو”، عضو مجلس العموم البريطاني، مادلين مون، إن تركيا هي التي تقرر لوحدها ما إذا كانت ستحصل على منظومة “أس-400” الدفاعية من روسيا أم لا.
جاء ذلك خلال حديثها، على هامش ندوة “روز – روث” الـ99 للجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي “ناتو”، والاجتماع المشترك لمجموعة البحر المتوسط والشرق الأوسط، التي استضافتها ولاية أنطاليا جنوبي تركيا، في الفترة بين 12 – 14 أبريل/نيسان الجاري.
ووصفت “مون” تركيا بأنها عضو قوي وفعّال لدى حلف الناتو، مبينة أنها تبنّت أدواراً هامة خلال فترات حساسة، مثل أحداث أفغانستان، والعراق وكوسوفو.
وفي معرض تعليقها على تصريحات الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ حول امتلاك تركيا الحرية الكاملة في شراء منظومة “أس-400” من روسيا، قالت “مون”: “نعم، أؤيد الأمين العام في هذا الخصوص، إذ أن تركيا لها الحق في تقرير بشراء ما تريد من الأسلحة، شأنها في ذلك شأن جميع أعضاء حلف الناتو.
وذكّرت “مون” في الوقت نفسه، بأن شراء أنقرة لمنظومة “أس-400” الروسية، يمكن أن يشكّل خطراً على أمن معلومات أنظمة “الناتو”، وعلى الانسجام مع مقاتلات “اف-35”.
وفي سياق آخر، أشادت “مون” بالدور التركي إزاء المأساة الإنسانية التي تشهدها سوريا، مثمنة الجهود التي تبذلها من أجل استضافة اللاجئين السوريين.
وأوضحت أن استضافة تركيا للاجئين السوريين، تصرف يستحق التقدير، وأن أنقرة أظهرت للعالم، كيف يجب التقرّب من المستضعفين.
وأشارت إلى أن تركيا لعبت دورا مهما جدا في مساعدة اللاجئين الفارين من الحرب.
كما تطرّقت “مون” إلى الدور التركي لتأمين الاستقرار في الشرق الأوسط، مشيدة بجهودها في مكافحة تنظيم “داعش”.
من جهته، قال فرانكلين وان كابين، نائب رئيسة الجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي “ناتو”، إن تركيا من أهم أعضاء حلف “الناتو”، وهي بمثابة جسر تواصل بين أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط.
وتطرّق “كابين” إلى أن الجيش التركي هو ثاني أكبر جيش لدى “الناتو”، معرباً عن رغبتهم في بقاء تركيا في صفوف الحلف كجزء منه.
وفيما يخص شراء أنقرة منظومة “أس-400” الدفاعية من موسكو، لفت “كابين” إلى وجوب تقييم هذا الأمر من وجهة نظر جميع الأطراف المعنية به.
وأضاف أن تركيا طالبت بالحصول على أنظمة “باتريوت” منذ زمن بعيد، إلا أنها لم تستطع الحصول عليها، مبيناً أن أنقرة لها الحق في امتلاك الأنظمة الدفاعية التي تحتاج إليها.
وأشار إلى أن مقترح وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو حول تشكيل “مجموعة عمل تقنية مشتركة” لضمان عدم تهديد منظومة “أس-400” أنظمة حلف “الناتو”، خطوة إيجابية.
بدوره، قال رئيس مجموعة البحر المتوسط والشرق الأوسط في برلمان الناتو “فيليبي فيلوت”، إن تركيا تلعب دوراً مفصلياً في تأمين استقرار المنطقة التي تتواجد فيها.
وأضاف أن تركيا ليست حرة في الحصول على منظومة “أس-400” فحسب، بل في شراء جميع الأسلحة التي تحتاجها وترغب بها، شأنها في ذلك شأن كل عضو لدى “ناتو”.
وأكد على ضرورة تحقيق تركيا الموازنة في علاقاتها مع بلد مثل روسيا التي “تنتهج سياسات معادية لأعضاء حلف ناتو.
وأشار في ختام حديثه إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية وباقي أعضاء “ناتو” سيتابعون مراحل تحقيق هذه الموازنة من قبل تركيا.
تجدر الإشارة إلى أن تركيا قررت عام 2017، شراء منظومة “أس-400” الصاروخية من روسيا، بعد تعثر جهودها المطولة في شراء أنظمة الدفاع الجوية من الولايات المتحدة.
المصدر: الاناضول