مواطنون أتراك يعتدون على “قليجدار أوغلو”

تعرض كمال قليجدار أوغلو، زعيم حزب “الشعب الجمهوري” التركي المعارض، إلى اعتداء من قبل مجموعة من المواطنين خلال مراسم جنازة جندي استشهد في مواجهات مع منظمة “بي كا كا” الإرهابية على الحدود مع العراق جنوب شرقي البلاد.

ووقعت الحادثة في قضاء “تشوبوق” بالعاصمة أنقرة، أثناء حضور قليجدار أوغلو، جنازة الجندي الشهيد “ينار قيريقجي”.

وعقب صلاة الجنازة تم نقل جثمان الشهيد إلى مقبرة في قرية قريبة من المنطقة، وفي هذه الأثناء قامت مجموعة من الأشخاص بلكم وركل قليجدار أوغلو، وسط هتافات تمجد الشهيد والوطن وتدين منظمة “بي كا كا” الإرهابية.

وقام الحرس الخاص لقليجدار أوغلو وعناصر من القوات الخاصة والشرطة والدرك بحمايته ونقلوه إلى أحد المنازل القريبة من المنطقة.

وحاول مدير عام الشرطة التركية جلال أوزون قايا ووجهاء القرية تهدئة المواطنين، فيما تم اتخاذ تدابير أمنية موسعة في المنطقة.

وقام مواطنون برشق سيارة قليجدار أوغلو التي حضرت إلى المنزل لنقله، فيما تدخل وزير الدفاع خلوصي أكار ودعا المواطنين إلى التحلي بالهدوء والسكينة.

وفي وقت لاحق تم إخراج قليجدار أوغلو من المنزل ونقله إلى مكان آخر عبر سيارة مدرعة، وسط تعزيزات أمنية مكثفة.

في سياق متصل أعلنت ولاية أنقرة، في تغريدة عبر تويتر، اتخاذ التدابير الأمنية اللازمة، للتصدي للتصرفات الاحتجاجية المؤسفة، ضد قليجدار أوغلو، وبدء الإجراءات الرسمية بحق المتورطين في الحادثة.

من جهته، أعلن النائب العام في أنقرة، يوكسل قوجامان، في تصريح للأناضول، فتح تحقيق في الاعتداء على قليجدار أوغلو، لكشف الملابسات من كافة الجوانب، والتحقق فيما إذا كانت هناك صلة للحادثة بالإرهاب أو العمل الاستفزازي، أم لا.

وفي تعليقه على الاعتداء، قال وزير الداخلية سليمان صويلو، في تصريح لإحدى محطات التلفزة، ” بالطبع لا يمكن القبول بمثل هذه الحادثة في جنازة شهيد، نتمنى له السلامة”.

وأكد على أنه يتابع الموضوع عن كثب، حيث يتم التحقيق في الحادثة، من كافة الجوانب، ودعا إلى التحلي بالصبر وضبط النفس.

بدوره أدان وزير العدل عبد الحميد غُل، الهجوم على زعيم حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة.

وقال في تغريدة على تويتر ” أدين هذا الاعتداء الشنيع على السيد كمال قليجدار أوغلو، وأتمنى له السلامة، ولن نسمح للعنف بمختلف أشكاله، بأن يرخي بظلاله على السياسة الديمقراطية”.

في سياق متصل، أعرب رئيس البرلمان التركي، مصطفى شنطوب، في تصريح صحفي، عن اعتقاده، بأن المتورطين في الاعتداء، إنما هدفهم الاستفزاز، وينبغي الكشف عن المخططين.

كما أدان المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم، عمر جليك، في تغريدة، بشدة بالاعتداء.

وقال ” ندين كافة أنواع العنف، ونتمنى السلامة للسيد قليجدار أوغلو، ولايحق لأحد تجاوز القانون”.

أما وكيل رئيس حزب العدالة والتنمية، نعمان قورتولموش، فقال في تغريدة، ” الاعتداء الذي تعرض له السيد قليجدار أوغلو، مؤسف للغاية، ولايمكن قبوله إطلاقا”

والسبت، أعلنت وزارة الدفاع التركية استشهاد جنديين وإصابة 7 آخرين في اشتباكات بين الجيش التركي ومنظمة “بي كا كا” الإرهابية على الحدود مع العراق جنوب شرقي البلاد، قبل أن تعلن ارتفاع عدد الشهداء إلى 4.

يذكر أن الجندي ينار قيريقجي الذي حضر قليجدار أوغلو جنازته، كان من بين الجنود الذين استشهدوا في الاشتباكات المذكورة.

وبحسب مراقبين، يواجه حزب الشعب الجمهوري انتقادات لتحالفه “ضمنيا” خلال الانتخابات المحلية الأخيرة ولا سيما في الولايات الغربية مع حزب الشعوب الديمقراطي الذي يتهم بوجود علاقات له مع “بي كا كا” الإرهابية.

يذكر أن حزب الشعوب الديمقراطي لم يقدم مرشحين له في العديد من الولايات الغربية خلال الانتخابات المحلية الأخيرة، فيما صرح الرئيسان المشاركان للحزب “سيزائي تمللي، و”بارفين بولدان” مرارا أن حزبهما له دور كبير في “النجاح” الأخير في الانتخابات المحلية بإسطنبول (فوز مرشح الشعب الجهوري المعارض برئاسة البلدية).المصدر/الاناضول

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.