هل منعنا حدوث جريمة خاشقجي ثانية؟، أم كانت شخصية تركية هي هدفهم الجديد؟، لماذا انتحر جاسوس الإمارات؟
لا شك أنه اعتقد هو الآخر أن جسده هو الآخر سيمزق ذات يوم إربًا وسينقل إلى مكان ما داخل الحقائب أو سيتمّ التخلص منه بشكل أو بآخر.
حسنا، لماذا أرسلوا هذين الجاسوسين التابعين للإمارات إلى إسطنبول؟ هل كانوا سينفذون جريمة مماثلة لجريمة قتل خاشقجي؟ هل كانوا سيخطفون أو يقتلون أحد الشخصيات العربية المعارضة؟ هل أسندوا لهما مهمة إعادة تشكيل فريق العمليات الذي كشفت أسراره خلال جريمة خاشقجي؟ أم كانا يستعدان لعملية اغتيال أو تفجير مثيرة جديدة في تركيا؟ هل كان من الممكن أن يكونوا قد استهدفوا شخصية تركية هذه المرة؟
ماذا تفعل عصابة دحلان الإرهابية في تركيا؟ يجب أخذ المسألة على محمل الجد..
عندما ننظر إلى التطورات التي شهدناها مؤخرا قبل انتخابات 31 مارس/آذار المحلية وبعدها وبعض الترتيبات الداخلية والتحركات المثيرة في بحر إيجة وشرق المتوسط والمحاولات الدولية للضغط على تركيا في كل المجالات والأدوار الجديدة التي تلعبها أجهزة استخبارات السعودية والإمارات ومصر في هذه المخططات الشاملة؛ نرى بوضوح أن ما نواجهه اليوم ليس حدثًا ذا أبعاد ضيقة.
ماذا كان نوع التجهيزات لعملية سرية كان يستعد لتنفيذها هذان الرجلان في تركيا؟ وهما فلسطينيان من فريق محمد دحلان وأعضاء بالعصابة التي قتلت ياسر عرفات بالسم ويعملان في سبيل المصالح المشتركة للإمارات والسعودية لكنهما أديرا على يد الاستخبارات الإسرائيلية. وهل هناك عناصر شبيهة أخرى داخل تركيا؟
ما علاقة هذين الشخصين بالكيانات التي دائمًا ما أشير إليها بـ”المحتلين الداخليين” و”أصحاب العمليات الداخلية”؟ من التقى هذان الشخصان في تركيا؟ وإلى أين ذهبا؟ وما مدى علاقاتهما داخل تركيا؟
هل يمهد “ابن سلمان” و”ابن زايد” لمحاولة انقلاب جديدة في تركيا؟
يدير دحلان فرق القتلة المرتزقة والاغتيال الإرهابية في المنطقة كلها، ويسند له المهام من جانب أجهزة استخبارات إسرائيل ومصر والسعودية والإمارات والولايات المتحدة، كما أنه هو وأعضاء فريقه يخضعون تماما لسيطرة الموساد الإسرائيلي.
كما أن وليي العهد السعودي محمد بن سلمان والإماراتي محمد بن زايد يديران أكثر فرق الاغتيال والإرهاب انتشارًا في المنطقة، ويضعان الخطط للعمليات السرية، ويرتكبان الجرائم، ويمولان التنظيمات الإرهابية.
يدير هذا المحور الجديد العديد من التدخلات الصريحة والأعمال المشينة في ليبيا واليمن والسودان والصومال والجزائر وكل مكان بالمنطقة تقريبا.
إنهما يكرهان تركيا لدرجة أنهما يهاجمان كلّ شيء خاص بها، بل إنهما يمولان بعض الكيانات داخل تركيا، ليمهدا الطريق أمام موجة جديدة من 15 يوليو/تموز وأحداث غيزي بارك وما شابههما من أحداث.
لقد استغلوهم في جبهة مماثلة ضدّ العثمانيين قبل قرن من الزمان
إن ابن سلمان وابن زايد يتلقيان التعليمات من الولايات المتحدة وإسرائيل كما أنهما يصدران التعليمات للتنظيمات الإرهابية وعصابات الاغتيال، فهما يسعيان بكل ما أوتيا من قوة للسيطرة على المنطقة كلها مستغلين أموال الإمارات وقوة السعودية وإمكانيات الاستخبارات المصرية.
تواجه تركيا كراهية معلنة من هذه الدول التي تعاديها في كل مكان في المنطقة، لأن أكبر أهدافهم هو إيقاف تركيا وإلحاق خسارة كبيرة بها.
كان هناك من وقف مع الإنجليز في الحرب العالمية الأولى ضد العثمانيين، واليوم فإن أحفادهم يحاربون تركيا من جديد.
لقد تهور وليا العهد لدرجة أنهما ربما يقدمان على اغتيالات سياسية
القضية ليست قاصرة على عدائهما لتركيا. فالموبقات التي يرتكبها وليا العهد قد تخطت حدود التحمل، فهما تهوّرا لدرجة أنهما – لو أتيحت لهما الفرصة – سيستهدفان الزعماء السياسيين لتركيا.
تحاول تركيا مواجهة المناورات العسكرية المتتالية في بحر إيجة وتسليح جزر تلك المنطقة والحشود العسكرية في شرق المتوسط ومحاولة حصارها من هناك وكذلك الجبهة التي يحاولون إقامتها لمئات الكيلومترات في شمال سوريا. كما أن عليها التصدي للأعمال القذرة التي تقدم عليها عصابة الإرهاب التي يريدها وليا العهد ودحلان بالتنسيق مع تنظيم غولن ومنظمة بي كا كا الإرهابية.
الأمر ليس قاصرًا على مسألة إرهاب واغتيال، بل إننا أمام جملة من أعمال الشر بدءا من هدم الاقتصاد إلى منع التأثير التركي بالمنطقة، ومن عمليات الاحتلال الداخلية إلى الهجوم عبر وسائل الإعلام.
إندبندنت وفرق الاغتيال: المال والمحرض واحد
نذكر مثلا جريدتي إندبندنت والشرق الأوسط اللتين أطلقتا خدمة ناطقة باللغة التركية، وهما مؤسستان تستمدان التمويل ذاته الذي استمده جاسوسا الإمارات؛ إذ إنهم جميعا عناصر تابعة لكيان واحد. أحدهما قوة ناعمة، والآخر شبكة جنائية قذرة (حتى لا أنعتها بالشبكة الاستخباراتية).
كل شيء مصدره واحد، الأموال والترتيبات والإدارة والتعليمات والموارد البشرية.
أحدهما ينفذ الجرائم، والآخر يقوم بعملية تضليل ذهنية، وكلاهما يخوضان حربًا صريحة ضدّ بلدنا تركيا.
هجمات إعلامية مشتركة من وليي العهد ودول الغرب: هذه ليست مسألة إعلام!
برأيكم لماذا تطلق بي بي سي البريطانية ودويتش فيله الألمانية وفرانس 24 الفرنسية وصوت أمريكا الأمريكية، وسائل الإعلام الرسمية لأربع دول غربية، قناة مشتركة على يوتيوب تستهدف فقط بث أخبار عن تركيا؟
برأيكم لماذا تخصص دويتش فيله ملايين اليوروات لإسقاط أردوغان؟ برأيكم لماذا أعيد تنسيق مواقع التواصل الاجتماعي التابعة لتنظيم غولن الإرهابي بشكل متزامن مع هذه التطورات قبيل انتخابات 31 مارس/آذار وبعدها؟
ألا ينتبه أحد للعلاقة المشتركة بين هذه الكيانات والعمليات الإعلامية الأجنبية؟ ألا يفهم أحد أنها ليست مسألة إعلامية عادية؟
ألا ينزعج أحد من العلاقة بين هذه الكيانات والعمليات الاستخباراتية؟ وناهيكم عن العلاقة، فنحن أمام عمليات صريحة تستهدف بها تركيا، فإلى أي مدى يمكن أن نتحمل؟
ألا يقتفي أحد آثار التمويل المنقول إلى تركيا في هذا السياق؟
الصورة واضحة، فهذه عاصفة جديدة
يجب تقوية “محور تركيا”
إنهم يستعدون لتنفيذ “تدخل” شامل. وشخصيا أتابع تطورات الأوضاع في كل المجالات. التحركات في الخارج والداخل والتطورات القذرة المرتبطة بهذه التحركات.. فالصورة تزداد وضوحًا بمرور الوقت…
يجب تعزيز قدرات “محور تركيا”. فنحن نخوض كفاحا متعدد الجبهات ليس به حزب سياسي، فهذه حالة متعلقة بأن ينتمي المرء إلى هذا الوطن. إنها مسألة مرتبطة بتاريخنا الممتد من السلاجقة والعثمانيين وحتى الجمهورية وإرثنا وجيناتنا السياسية المستمرة حتى يومنا هذا.
لم يعد لدينا أي هوية سياسية أسمى من “محور تركيا”. وسنرى ذلك بوضوح أكبر قريبًا. وعلى الجميع مراجعة نفسه أين وفي صف من يقف.
.
بواسطة/الكاتب التركي إبراهيم قراغول
قل ،،،،ولا تقل
نحر الفلسطيني
وليس انتحر