نشر موقع “هاكر نون” الأمريكي تقريرا سلط فيه الضوء على أهم الأمور التي يجب أخذها بعين الاعتبار قبل ترك وظيفتك وإطلاق مشروع تجاري، علما وأن بعض أصحاب الأعمال يستمرون في وظائفهم اليومية إلى أن يقرروا أن الوقت المناسب قد حان لتكريس أنفسهم لمواصلة مشاريعهم الخاصة.
وقال الموقع في تقريره، إن العمل كمستثمر يمثّل فرصة جذابة بالنسبة للكثيرين ممن سئموا التعرّض للظلم اليومي في العمل. وبفضل أفكارهم الرائعة ورغبتهم في الأخذ بزمام الأمور في حياتهم الخاصة، يطلق هؤلاء المستثمرون مشاريع جديدة كل يوم.
في المقابل، يستمر بعض أصحاب الأعمال في وظائفهم اليومية إلى أن يقرروا أن الوقت قد حان لتكريس أنفسهم من أجل الشروع في أعمالهم الخاصّة. لكن الجزء الأكثر تحديا في مثل هذا القرار هو أن تعرف تماما متى يجب عليك اتخاذ هذه الخطوة لأن التخليّ عن عملك لتصبح مستثمرا ينطوي على الكثير من المخاطرة. لذلك، كيف تعلم أن الوقت المناسب قد حان للتخلي عن وظيفتك وبدء مشروعك الخاص؟
أشار الموقع، أولا، إلى أن أهم النقاط التي يجب مراعاتها عند التفكير في بدء مشروعك الخاص هو مدى استقرار حياتك الماليّة، إذ يجدر بك أن تحرص على أن تكون لديك مدخرات تكفي لبضعة أشهر في حال حدوث أي خطأ. كما ينصح الأخصائيون بأنه من الأفضل الادخار على امتداد سنة كاملة قبل الاستقالة من عملك. كما يجدر بك أيضا أن تكون على علم بمقدار الأموال التي تحتاجها.
وأضاف الموقع، ثانيا، أنه من الضروري تحديد خطّة عمل مثاليّة تتضمّن أكثر من مجرّد تنظيم للأفكار وتحديد للآفاق. فضلا عن ذلك، عليك التحلي بالصبر والتأكد من تغطية جميع متطلبات إطلاق مشروع مناسب. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تكون لديك فكرة عمل جيّدة وخطّة تمويل ملائمة. ومن ثم، لا بد من الاطلاع على هويّة منافسيك في هذا المجال. وحاول استشارة بعض الخبراء في هذا المجال، إذ أن هناك بعض الوكالات المتخصّصة في مساعدة المستثمرين الجدد. وبفضل هذه المساعدة، ستكون أكثر استعدادا لترك وظيفتك.
وأوضح الموقع، ثالثا، أنه من المهم ألا تقارن نفسك بالآخرين. فقد تقرأ أو تسمع قصصًا عن كيفية تعامل بعض من أصحاب الأعمال الآخرين مع موقف مشابه لموقفك، ولعلّهم تركوا وظائفهم على الفور، لكنك لا تعرف القصة بأكملها. فمن الممكن أن تكون مدّخراتهم كافية أو كانوا يتعاملون مع مستثمرين في شركتهم، ما من شأنه أن يتيح لهم فرصة ترك وظائفهم بسرعة.
وعلى الأغلب، ستشعرك هذه القصص بالقلق إزاء ترك عملك في وقت مبكّر. وعلى الرغم من نجاح بعض الأقارب أو الأصدقاء في اتباع مثل هذه الخطّة، إلا أن هذه الخطوة تنطوي على الكثير من المخاطرة. وبالتالي، سيكون من الأفضل تجنب مقارنة نفسك بأصحاب الأعمال الآخرين، حتى لو كانوا في المجال ذاته.
وذكر الموقع، رابعا، أن أغلب الشركات الناشئة تستفيد بشكل كبير من الاستعانة بمجموعة صغيرة وموثوقة من العملاء. وبالتالي، عندما تجد بعض وقت الفراغ من عملك اليومي، حاول تقديم بعض الخدمات والمنتجات لبعض العملاء المحتملين، حتى تصبح على دراية أكبر بطريقة العمل والأسعار ومفهوم النجاح، ما سيمكّنك من رفع مكانة عملك وكسب ثقة العملاء حتى تتمكن من توسيع نطاق عملك ما إن تطلق شركتك الجديدة بدوام كامل. ومن خلال تحديد عدد كافٍ من العملاء الموجودين والعملاء المحتملين الآخرين، ستتمكن خلال مدّة زمنيّة قصيرة من دعم شركتك، والاستقالة من وظيفتك.
وأورد الموقع، خامسا، أنه بمجرّد توفير الأموال الضروريّة، ستحصل على خطة عمل رائعة وعلى مجموعة عملاء مناسبين، وبالتالي، يمكنك البدء في اتخاذ المزيد من الخطوات لتصبح رئيس مشروعك الخاص. لكن، قبل أن تقدّم إشعارا لمدّة أسبوعين بخصوص استقالتك من العمل، عليك أن تحدّد ما إن كانت هناك بضع الخطوات النهائية التي يجب الاهتمام بها أولاً لتسريع نجاح مشروعك. من هذا المنطلق، ستكون في حاجة إلى تقديم مستندات قانونية على غرار ترخيص العمل لبدء ممارسة الأعمال التجارية، لذلك، عليك الحرص على توفير هذه المستندات قبل أن تغادر وظيفتك اليومية.
وخلص الموقع إلى أهميّة كبح حماسك، حتى لا تفسد التقدّم الذي أحرزته، إذ أن تصرّفاتك الناجمة عن الاندفاع لن تخدم مصلحتك أو مصلحة عملك الجديد كما تتوقّع. وقد يتسبّب تركك لوظيفتك في وقت مبكر جدًا في وضعك في موقف لا يمَكّنك من سداد فواتيرك. في المقابل، قد يمنعك ترك عملك في وقت متأخر من تحقيق الأرباح المرجوّة من مشروعك الجديد. بناء على ذلك، يكمن الحل في تحديد الوقت المناسب لك ولمشروعك، والذي قد يصعب التنبؤ به أحيانا.
.
وكالات