قال المؤرخ التركي أنس ديمير، إن عدد الشهداء الأتراك في جبهتي قناة سيناء، وسوريا وفلسطين، خلال الحرب العالمية الأولى، بلغ 3 آلاف و886 شهيدًا.
وتحدث “ديمير”، عن عدد الشهداء الأتراك الذين سقطوا بمنطقة الشرق الأوسط، خلال الحرب العالمية الأولى، المسجلة في قوائم الأرشيف التركي.
وأفاد المؤرخ أن الجيش التركي الذي نفذ عمليات عسكرية في الشرق الأوسط مثل “درع الفرات” و”غصن الزيتون”، بهدف إحلال الأمن والاستقرار، قدم آلاف الشهداء في المنطقة، قبل 100 عام.
وتمكنت القوات المسلحة التركية من تطهير مدن وبلدات سورية على الحدود التركية من التنظيمات الإرهابية، عبر تنفيذ عمليتي “درع الفرات” في مارس/ آذار 2017، و”غصن الزيتون” في مارس 2018، بالتعاون مع “الجيش السوري الحر”.
وأوضح ديمير أنه مع إعلان النفير العام في الدولة العثمانية إبان الحرب العالمية الأولى، توجه الكثير من الشبان من مختلف ولايات الأناضول إلى خطوط الجبهة في منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف أنه ذكر في كتابه “الشهداء الأتراك على جبهتي قناة سيناء وفلسطين- سوريا خلال الحرب العالمية الأولى”، معلومات حول الشهداء الأتراك مع ذكر أسمائهم وألقابهم.
وأردف بأن المعارك العديدة التي شهدتها جبهتي قناة سيناء، وفلسطين- سوريا، على مدى 4 أعوام، خلال الحرب العالمية الأولى والفترات التي تبعتها والنتائج التي أسفرت عنها، حملت مشاكلَ وتبعات ممتدة إلى يومنا هذا.
وبيّن أن المؤامرات التي تشهدها المنطقة هي نتاج انفصال دول المنطقة عن الدولة العثمانية.
وذكر أن قبور الجنود الأتراك الموجودة في تلك المنطقة منذ 100 عام، تعتبر إرثًا تاريخيًا مهمًا بالنسبة لتركيا، مضيفًا “أن من يتساءل اليوم حول الأسباب التي تدفعنا للوجود في سوريا، وعلاقتنا بفلسطين، يعد جاهلًا بالتاريخ التركي”.
وأشار المؤرخ أن قوائم شهداء الجيش تؤكد استشهاد 3 آلاف و886 جنديًا تركيًا في المنطقة، وأن هذا العدد قابل للزيادة في حال قيام الجهات المعنية بأبحاث ودراسات حول الشهداء في الفترات اللاحقة.
وأضاف بأن عدد الشهداء الأتراك في أراضي الدولة العثمانية الواقعة خارج حدود تركيا اليوم، وفي العالم الإسلامي، يتجاوز 5 آلاف شهيد.
وفيما يخص الرتب العسكرية للشهداء، أوضح ديمير أنه يوجد بينهم 184 ضابطا، منهم شهيد برتبة عقيد، و3 برتبة رائد، و20 نقيبًا، و25 ملازما، وملازما أول، و53 ملازما ثان.
وتابع أن 219 شهيدًا هم من الرتب العسكرية الأدنى، مثل ضباط الصف، والرقباء، والرقباء الأوائل، والعرفاء، وأن النسبة الأكبر منهم هم من رتبة العساكر، وأن رتبة 165 شهيدًا تركيًا ليست معروفة.
وأشار أن الجنود الأتراك ينتمون إلى 76 ولاية، و450 قضاء، و181 ناحية، وألف و23 قرية موجودة ضمن الحدود التركية اليوم.
ولفت أن الشهيد الأكبر عمرًا هو من مواليد 1865، واسمه محمد أفندي بن سعيد، برتبة ملازم من ولاية بولو، حيث استشهد بعمر 52 عاما في جبهة فلسطين عام 1917.
فيما ذكر أن أصغر الشهداء عمرًا من مواليد عام 1903، اسمه حسن بن رمضان، وهو عسكري متطوع، من ولاية شانلي أورفة، استشهد بعمر 14 عامًا في جبهة فلسطين، في أبريل/ نيسان عام 1917.
وأفاد أن 754 شهيدا تركيا سقطوا في جبهة سيناء، و36 جنديًا استشهدوا في سوريا، و84 جنديًا استشهدوا في المعارك مع العصابات عند مداخل الجبهة.
كما أوضح أن القسم الأكبر من الشهداء سقط في جبهة فلسطين، حيث استشهد 3 آلاف و12 جنديًا في المعارك التي وقعت في فلسطين، وجنوب لبنان، والمناطق الواقعة داخل الحدود الأردنية، والإسرائيلية. المصدر: الاناضول