قال محمد قوتش، منسّق السياسات الداخلية بمركز “إيرام” للبحوث الإيرانية، إنه لا يستبعد أن تكون هناك أصابع أطراف مثل إسرائيل وراء استهداف ناقلات نفط سعودية وإماراتية في الخليج العربي، بغرض تسريع وقوع الصراع المباشر بين إيران والسعودية والإمارات.
جاء ذلك خلال حوار أجرته وكالة الأناضول، مع الخبير التركي، تناول فيه الأعمال التخريبية التي تعرضت لها ناقلات نفط سعودية وإمارتية قرب شواطئ إمارة الفجيرة الإماراتية
والإثنين الماضي، أعلنت الرياض تعرض ناقلتين سعوديتين لهجوم تخريبي، وهما في طريقهما لعبور الخليج العربي قرب المياه الإقليمية للإمارات.
وسبق إعلان الرياض، بيان لوزارة الخارجية الإمارات، قالت فيه إن 4 سفن شحن تجارية من عدة جنسيات (لم تحددها)، تعرضت لعمليات تخريبية قرب المياه الإقليمية، باتجاه ميناء الفجيرة البحري.
وأفاد قوتش بأن استهداف ناقلات نفط سعودية وإماراتية في الخليج العربي، أعاد إلى الأذهان تحذيرات إيرانية حول عدم تمكن أي بلد من تصدير النفط من الخليج، في حال لم تتمكن طهران من تصدير النفط.
وربط “قوتش” بين الرسائل الإيرانية السابقة حول المبادرات الأمريكية لفرض عقوبات تستهدف صادرات طهران من النفط، وبين وقوع العمليات التخريبية المذكورة، تزامناً مع إنهاء واشنطن إعفاءاتها للعقوبات المفروضة على طهران.
وأضاف أنه عند النظر إلى طبيعة العملية التي تعرضت لها ناقلات النفط في الخليج، تتبادر إلى الأذهان تلقائياً الرسائل والتحذيرات الإيرانية السابقة حول أنه “ما لم تتمكن طهران من تصدير النفط، فلن يتمكن أي بلد من تصدير النفط من الخليج”.
وذكّر الخبير التركي، بالتصريحات الإيرانية عقب العملية التخريبية، والتي أفادت باحتمالية وجود أصابع إسرائيلية وراء العملية، داعية إلى فتح تحقيق حول الحادثة.
وتابع قائلاً: “الإعلان عن العملية التخريبية من قبل وسائل الإعلام الإيرانية قبل غيرها، دفعنا للتساؤل عما إذا كانت طهران وراء تخطيطها. كما أنّ هناك تساؤلات حول ما إذا كانت الحادثة لتحريض إيران ودول المنطقة ضد بعضها البعض، أم أنها رسالة تحذيرية من قبل طهران.”
وأشار إلى أنه يوم 2 مايو/أيار وعقب إعلان واشنطن إنهاء إعفاءاتها للعقوبات المفروضة على طهران، تم سحب ناقلة نفط إيرانية كانت تسير في البحر الأحمر، إلى ميناء جدة السعودي، لما قيل إنه بسبب عطل فني.
وأفاد “قوتش” أن هناك مزاعم حول أن سحب الناقلة الإيرانية إلى الميناء البحري السعودي كانت نتيجة استهدافها بصاروخ طربيد، لا بسبب عطل فني فيها.
وأردف: “هذه المزاعم تشير إلى مدى سرعة تحوّل التوتر القائم في المنطقة، إلى منحى مختلف قد يؤدي في نهاية المطاف إلى الصراع الساخن.”
ولم يستبعد الخبير التركي أن تكون هناك أصابع أطراف مثل إسرائيل وراء استهداف سفن النفط في الخليج، بغرض تسريع وقوع الصراع المباشر بين إيران والسعودية والإمارات.
ولفت في ختام حديثه إلى أن طهران طالبت بفتح تحقيق حول الحادثة، إلا أنها وفي الوقت نفسه، قامت بممارسات وتصرفات تعدّ كافية لاتهامها من قبل أطراف أخرى بالوقوف وراء هذه العملية، وبينها التهديدات التي أطلقتها من قبل.
وقالت الخارجية الإماراتية، في بيان لها الأحد قبل الماضي، إنه “جار التحقيق حول ظروف الحادث بالتعاون مع الجهات المحلية والدولية، وستقوم الجهات المعنية بالتحقيق برفع النتائج حين الانتهاء من إجراءاتها”، مشيرة إلى أن العمليات التخريبية “لم تنتج عنها أي أضرار بشرية أو إصابات، كما لا يوجد أي تسرب لأي مواد ضارة أو وقود من هذه السفن”.
بدوره، اعتبر وزير الطاقة السعودي، خالد الفالح أن الهجوم يعتبر تهديدا لحرية الملاحة البحرية وأمن الإمدادات النفطية للمستهلكين في أنحاء العالم كافة، مشيرا إلى أن المجتمع الدولي عليه مسؤولية مشتركة في الحفاظ على سلامة الملاحة البحرية.
من جهته، طالب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سيد عباس موسوي بالكشف ملابسات حادث التخريب، مؤكدا أن طهران لا تستبعد وقوف أطراف أجنبية وراء الحادثة.
وشهد مضيق هرمز الشريان الرئيسي لنقل الطاقة بالعالم، حربا كلامية بين طهران وواشنطن ودول خليجية، عقب تهديد إيراني بغلقه إثر تحرك أمريكي لإنهاء الإعفاءات من صادرات النفط الإيرانية ضمن العقوبات الأمريكية ضدها. المصدر:يني شفق