أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أن طاقما عسكريا تركيًا، توجه إلى روسيا لبدء التدريب على استخدام منظومة صواريخ “إس 400” الدفاعية.
جاء ذلك خلال لقائه في مأدبة إفطار الثلاثاء، مع ممثلي وسائل الإعلام في العاصمة أنقرة.
وأوضح أكار أن تركيا عرضة لتهديدات جوية وصاروخية، وأن من حق أنقرة البحث عن أنظمة دفاعية لحماية مواطنيها من تلك التهديدات.
وأكد أن منظومة “إس 400” الروسية، دفاعية وليست هجومية، وأن الغاية من شرائها حماية البلاد من أي اعتداء جوي أو صاروخي.
وأضاف أن ربط الجانب الأمريكي مصير مقاتلات “إف 35” بشراء منظومة “إس 400” الروسية، أمر لا يمكن فهمه.
وبيّن أنه لا يوجد أي بند في عقد الشراكة لتصنيع “إف 35″، يحظر على الشركاء شراء منظومات روسية.
وأعلنت مصادر مطلعة، أن الولايات المتحدة منحت تركيا أسبوعين لتخليها عن شراء منظومة الدفاع الصاروخي إس-400 الروسية، لصالح منظومة باتريوت الأمريكية، وجاء ذلك وفقا قناة “إس إن بي سي”.
ونقلت القناة عن المصادر قولها “بحلول نهاية الأسبوع الأول من حزيران / يونيو، يتعين على تركيا إلغاء الصفقة التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات مع روسيا وشراء نظام الدفاع الصاروخي باتريوت الذي يصنع في الولايات المتحدة الأمريكية. أو مواجهة فقدانها الحصول على 100 مقاتلة من طراز “إف 35″ وعدت بها، وفرض عقوبات أمريكية، فضلا عن رد فعل محتمل من الناتو”.
وأعلن المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، اليوم الأربعاء، أن الكرملين ينظر بأقصى درجات السلبية إلى كل الإنذارات، بما فيها مطالبة الولايات المتحدة لتركيا بالتخلي عن صفقة أس-400 مع روسيا.
وقال بيسكوف للصحفيين في رد على سؤال بشأن رؤية الكرملين حول تصريحات أعلنتها قناة “سي إن بي سي” الأمريكية عن مصدر لها قال إن واشنطن أعطت أنقرة مهلة أسبوعين للتخلي عن صفقة منظومة إس-400 مع موسكو: “نحن بوجه عام ننظر إلى هذا بسلبية، ونعتبر مثل هذه الإنذارات غير مقبولة”.
يشار أن تركيا قررت عام 2017، شراء منظومة “إس 400” الصاروخية من روسيا، بعد تعثر جهودها المطولة في شراء أنظمة الدفاع الجوية من الولايات المتحدة.
وفيما يخص مستجدات الأوضاع في إدلب السورية، أكد أكار أن بلاده تبذل جهودا كبيرة لإحلال الاستقرار في تلك المحافظة التي يعيش فيها نحو 4 ملايين سوري.
وأوضح أن النظام السوري يفعل ما بوسعه من أجل انهاء اتفاق سوتشي الذي ينص على وقف إطلاق النار في إدلب، ويقوم لتحقيق ذلك بقصف الأماكن المشمولة ضمن اتفاق مناطق خفض التصعيد.
ولفت أن قصف النظام السوري المستمر على إدلب، أدى إلى حدوث نزوح كبير، مبينًا أن أكثر من 350 ألف شخص اضطروا لتغيير أماكن إقاماتهم والانتقال نحو الشمال.
وأضاف أن الاشتباكات الجارية في إدلب، اقتربت من نقاط المراقبة التركية الموجودة داخل حدود المحافظة، مؤكدا في هذا السياق أن أنقرة لن تنسحب من تلك المناطق.
وأردف قائلا: “النظام يريد توسيع نطاق سيطرته، ويتذرع بأن إدلب أرض سورية، ونحن نقول لهم صحيح أن إدلب أرض سورية لكن قاطني المحافظة عانوا من ظلمكم، وتركيا كباقي الدول الأخرى ستقوم بما يلزم حين يتم إعداد دستور جديد للبلاد، وتجري الانتخابات وتشكل الحكومة الجديدة”.
ومنذ 25 أبريل/نيسان الماضي، تشن قوات النظام وحلفائه الروس والمجموعات الإرهابية التابعة لإيران، هجوما واسعا على مناطق سيطرة المعارضة في ريف حماة، الواقعة ضمن منطقة خفض التصعيد.
وتمكنت تلك القوات من السيطرة على عدد من المواقع في المنطقة، تزامنا مع استهدافها بقصف جوي ومدفعي عنيف.
وحول تواجد وفد من وزارة الدفاع التركية في العاصمة اليونانية أثينا، قال أكار، إن الوفد يجري محادثات حول سبل تعزيز الثقة والتعاون في بحر إيجة.
وأشار أن وفد وزارته حظي باستقبال جيد في أثينا، وأنه من الممكن تكرار مثل هذه المحادثات، لحل الخلافات القائمة بين الجانبين عن طريق الحوار.
يذكر أن منطقة بحر إيجة شهدت توتراً بين تركيا واليونان في الفترة الأخيرة، حيث تقوم السفن والزوارق اليونانية بحركات استفزازية في المنطقة.