قال السفير الإيطالي لدى أنقرة، ماسيمو غياني، إنه يعتبر تركيا دولة عظيمة، تشاطر بلاده الرأي في قضايا كثيرة من منظور واحد على مستوى استراتيجي.
جاء ذلك في مقابلة مع الأناضول، حول طبيعة العلاقات التركية الإيطالية، وانطباعاته الأولى عن تركيا باعتباره بدأ مهمته بأنقرة في فبراير/ شباط الماضي.
وأعرب غياني عن سعادته من تولي مهمة السفير في تركيا التي تتمتع بأهمية استراتيجية سواء من الناحية السياسية أو الجغرافية.
وبيّن أن تركيا دولة مهمة تعود جذورها الاقتصادية والثقافية إلى الماضي، وهي واحدة من أهم البلدان التي يمكن أداء مهمة السفير فيها، مبينًا أنه لا يمكن لأحد أن يشعر بالملل خلال العمل في هذه البلاد بفضل أجندتها الديناميكية.
– تركيا دولة جديرة بالاهتمام
وأضاف غياني: “تركيا دولة عظيمة وجديرة بالاهتمام بفضل مكانتها الاستراتيجية والدولية، وبطبيعة الحال تحتضن العديد من المناطق السياحية، إذ يمكن ممارسة أنشطة التزلج والسباحة والرياضات الطبيعية في وقت واحد”.
كما أشاد بالمطبخ التركي الغني والمتنوع، قائلا “مشكلته الوحيدة أنه لذيذ للغاية، ويؤدي إلى زيادة الوزن”.
وتابع: “هناك أوجه شبه كثيرة بين المطبخين الإيطالي والتركي، الإيطاليون يعجبون بالمأكولات التركية كثيرًا، وأكثر ما يعجبني هنا الفطور التركي والسيميت وكباب هونكار بيغندي والبورك”.
وأبدى السفير شعوره بالراحة وسهولة التأقلم في الإقامة بتركيا لما يتمتع به شعبها من كرم الضيافة.
– تركيا وإيطاليا تتمتعان بعلاقات جيدة للغاية
غياني، أكّد خلال حديثه أن تركيا وإيطاليا تتمتعان بعلاقات جيدة جدًا من جميع النواحي، “حيث تفكران بنفس الطريقة في العديد من القضايا”.
ولفت إلى وجود شراكة بين الجانبين في إطار حلف شمال الأطلسي (ناتو)، واستمرار الاتصالات المكثفة بينهما، رغم وجود تباطؤ في الفترة الأخيرة بسبب الانتخابات التي جرت في كلا البلدين.
– حجم التبادل التجاري بلغ 20 مليار دولار
وحول العلاقات الاقتصادية بين البلدين، قال السفير الإيطالي إنها “رائعة”، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بينهما العام الماضي 20 مليار دولار، لتحتل إيطاليا بذلك المرتبة الخامسة بين أكثر الدول التي تربطها علاقات تجارية مع تركيا.
واستطرد: “حتى أنه في الشهور الأولى من عام 2019، يمكننا القول إن إيطاليا تجاوزت الولايات المتحدة لتحل في المرتبة الرابعة”.
ووفقًا لـ غياني، فإن “إيطاليا أصبحت عام 2018 ثاني أكبر مستثمر في تركيا، وفي نفس الوقت هناك مستثمرون كبار من تركيا في إيطاليا، وبات هناك توازن بين الطرفين من حيث الاستثمارات”.
وشدّد على أن الشركات الإيطالية تعتبر تركيا شريكًا تجاريًا هامًا في الوقت الراهن، بعد أن كانت تراها في الأعوام السابقة كسوق تجارية.
– تعزيز العلاقات الثقافية
وقال غياني إن العلاقات الرائعة بين تركيا وإيطاليا، تمتد أيضًا إلى المجالات الثقافية، وإن هناك نحو 15 ألف طالب في تركيا يتلقون التعليم باللغة الإيطالية.
ودعا إلى مواصلة تعزيز العلاقات الثقافية بين البلدين من خلال تنظيم الفعاليات والأنشطة بشكل متبادل، وخاصة في مجالات الآداب والموسيقى والرسم والسينما وغيرها من الفنون.
– التطورات في الاتحاد الأوروبي
وتطرق السفير الإيطالي إلى التطورات التي يشهدها الاتحاد الأوروبي في الآونة الأخيرة، خاصة قضية انفصال بريطانيا عن الاتحاد.
واعتبر أن قضية انفصال بريطانيا أظهرت أن العلاقات بين الدول الأعضاء في الاتحاد ذات طابع معقد، وزادت من علامات الاستفهام حول الوضع القائم.
وبيّن أنه يصعب توقع تكاليف الانفصال عن الاتحاد الأوروبي بالنسبة إلى جميع الأطراف، وأنه عندما يتم الحديث عن الاتحاد يجب تذكر أشياء من قبيل السلام والنمو والاستقرار.
ولفت إلى وجود بعض المشاكل داخل الاتحاد الأوروبي الذي واجه تحديات كبيرة، خاصة على الصعيد الاقتصادي وأزمة الهجرة، وأن الاتحاد لم يستطع التعامل بشكل جيد مع هذه الأزمات.
وقال إنه تم التركيز بشكل أكبر على سياسات التقشف في دول جنوب أوروبا، وتجاهل سياسات النمو، وإن هذا الأمر انعكس سلبا على إيطاليا.
السفير الإيطالي أكّد أن دول الاتحاد الأوروبي لم تتضامن بما فيه الكفاية في أزمة الهجرة، خاصة في الأعوام الأخيرة، حيث تُركت البلدان الموجودة على الحدود وحيدة في مواجهة الأزمة.
كما أكّد أن عضوية تركيا في الاتحاد ستعود بالفائدة على الطرفين، وأن إيطاليا دعمت هذا التوجه دائما بشكل صادق.
وقال إنه من المهم جدا دخول أنقرة إلى الاتحاد، وأن تحقق الاندماج، مشيرا إلى امتلاك تركيا لموقع استراتيجي وشعب شاب فتي وديناميكي سيشكل فرصة بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي.
.
المصدر:A.A