يحضر رئيس الوزراء القطري الشيخ عبد الله بن ناصر آل ثاني، قمة في المملكة العربية السعودية غداً الخميس، في أرفع زيارة منذ فرضت المملكة وحلفاؤها حظراً على جارتهم قبل عامين.
وتأتي الزيارة — وهي أول خطوة ملموسة نحو إنهاء الصدع الذي قطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية — في الوقت الذي يؤدي فيه تشديد العقوبات الأمريكية إلى زيادة التوترات في الخليج بعد عام من سحب الرئيس دونالد ترامب الولايات المتحدة من الصفقة النووية المهمة لعام 2015.
في هذا الإطار قالت وكالة “بلومبرغ” الدولية، إنه مع استمرار الدبلوماسية المكثفة ونداءات الولايات المتحدة لدول الخليج العربية لتوحيد صفوفها ضد إيران، تزداد التوقعات بأن صفقة كبيرة لإنهاء النزاع قد تلوح في الأفق.
وسيعقد رئيس مجلس الوزراء القطري اجتماعات مع كبار المسؤولين السعوديين والإماراتيين والبحرينيين، وفقًا لما أوردته وسائل إعلام قطرية، نقلاً عن مسؤول كبير لم تحدد هويته. وأضافت أنه من غير المرجح أن يحضر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الاجتماعات الثلاثة.
وقالت لولوة الخاطر، المتحدثة باسم وزارة الخارجية القطرية، على موقع “تويتر”، إن التصعيد يتطلب حكمة ومسؤولية. “وبالتالي فإن مشاركة قطر إلى جانب البلدان المسؤولة هي واجب وطني وإنساني لإرساء الأمن الجماعي”.
وأضافت “إن الظروف الصعبة والحساسة التي تمر بها المنطقة والتصعيد المتسارع يوميا، يتطلبان الحكمة والتعامل بمسؤولية، لذا فإن مشاركة دولة قطر والدول التي تتمتع بالعقلانية وحسّ المسؤولية تعدّ واجبا قوميا وإنسانيا لتحقيق الأمن الجماعي والمصلحة العليا لشعوب المنطقة ولعقلنة الخطاب القائم”.
قمم الطوارئ
تصاعد التوتر في الخليج منذ هجمات وقعت هذا الشهر على ناقلات نفط سعودية ومحطات الضخ التي هزت أسواق النفط العالمية ودفعت إدارة ترامب إلى إرسال المزيد من القوات إلى أكبر منطقة مصدرة للنفط الخام في العالم.
وألقت الولايات المتحدة باللوم على إيران وحلفائها في اليمن في أعمال العنف. ونفت طهران تورطها.
ودعت المملكة العربية السعودية إلى ثلاثة اجتماعات طارئة للزعماء الخليجيين والعرب والإسلاميين في مكة هذا الأسبوع لمناقشة التوترات المتصاعدة، حيث قالت جميع الأطراف إنها حريصة على تجنب الحرب الشاملة.
وفرضت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر حصاراً على قطر وقطعت العلاقات الدبلوماسية في يونيو/ حزيران 2017، متهمة جارتها بدعم المتشددين الإسلاميين والتقارب مع إيران ووكلائها.
وبحسب “بلومبرغ” فقد “ثبت أن التصدع صعب بشكل كبير على الرغم من النداءات الأمريكية المتكررة للوحدة بين حلفائها، وجهود الوساطة التي بذلتها الكويت”.
الانقسامات العميقة
وأشارت الوكالة الدولية إلى ان “التلميحات المبكرة إلى أن الانفراج أشارت إلى انها يمكن أن تكون في المستقبل القريب، عندما خفف ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان”، من خطابه نحو قطر. ومع ذلك ، في الأشهر التالية، تم إحراز تقدم ضئيل على أرض الواقع حيث ثبتت الخلافات بعمق.
وجلب الخلاف إلى الانقسامات المفتوحة التي ابتلي بها منذ فترة طويلة مجلس التعاون الخليجي، وهي مجموعة تضم ستة أعضاء من دول الخليج العربية تأسست في عام 1981 كقوة موازنة للجمهورية الإسلامية التي تشكلت في ذلك الوقت في إيران.
وقالت “بلومبرغ” إن عُمان، التي تتمتع بعلاقات جيدة مع إيران، كانت بمثابة قناة خلفية تحت إدارة أوباما. أما الكويت، فإنها خوفاً من رد الفعل من أي عدم استقرار في الخليج، وقفت على الحياد. واتخذت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين موقفا أكثر تشددا ضد الإيرانيين و”وكلائهم” من اليمن إلى لبنان وسوريا.
.
وكالات