زعم رئيس مركز الدراسات الإسلامية بمعهد التنمية المبتكرة بروسيا، كيريل سيمينوف، أن تركيا يمكن أن توافق على تسليم محافظة إدلب، آخر معاقل المعارضة السورية، في حالة واحدة.
جاء ذلك بحسب مقال كتبه ألكسندر أتاسونتسيف، في صحيفة “آر بي كا”، حول معضلة إدلب السورية المستعصية، واختلاف الموقف من “هيئة تحرير الشام”، بين موسكو وأنقرة.
واتهمت الولايات المتحدة موسكو ودمشق باستخدام القوة العسكرية المفرطة في إدلب السورية، وحذرت الأمم المتحدة من مخاطر وقوع كارثة إنسانية في المنطقة، وفق وكالة (RT).
سيمينوف، يرى أنه حتى إذا نجحت تركيا في حل مشكلة هيئة تحرير الشام (النصرة سابقًا)، فمن المستبعد أن يتم حل الأزمة في إدلب بسرعة.
فدمشق مصرة على استعادة السيطرة الكاملة على البلاد، وهي عازمة على استعادة جميع المناطق. يقول الخبير الروسي.
وأضاف: “بالنسبة لتركيا، من المهم الحفاظ على الوضع الحالي في إدلب، لأنه يضمن مراعاة مصالح أنقرة في المفاوضات. يمكن أن توافق تركيا على تسليم إدلب، مقابل إنشاء منطقة عازلة في شمال شرق سوريا وحل القضية الكردية.
لذلك، فالقضاء التام على هيئة تحرير الشام الآن مكلف للغاية ولا يتوافق مع مهام أنقرة.. كما أن موقف أنقرة منها مختلف عن موقف موسكو.
فهناك يعتقدون بأن للتنظيم جناحا معتدلا، يتألف من أولئك الذين لا يشاركون (النصرة) الإيديولوجية الجهادية، لكنهم انضموا إليها لأسباب تكتيكية”.
وبحسب رئيس قسم دراسة الصراعات في الشرق الأوسط بمعهد التنمية المبتكرة، أنطون مارداسوف، فإن الوضع الحالي في إدلب يعود إلى أن مذكرة سوتشي الروسية-التركية تترك مجالاً لتأويلات مختلفة وتحتوي على عناصر يصعب جدا تنفيذها، وخاصة تلك المتعلقة بالفصل بين المتشددين المتطرفين والمعتدلين.
فيما رأى خبير المجلس الروسي للشؤون الدولية، تيمور أحمدوف، أن موسكو يمكنها التأثير على دمشق ومنع القيام بعملية واسعة النطاق في إدلب.
وقال: “أي عملية في إدلب، ستكون دموية دون دعم من سلاح الجو الروسي”. وبالنظر إلى عزلة إيران، سيكون من الصعب على دمشق تعزيز نجاح العملية في الساحة الدبلوماسية من دون مساعدة موسكو.
ووفقا لأنطون مارداسوف، لا مصلحة لروسيا بعملية في إدلب، بل من مصلحة موسكو تقليص المنطقة غير الخاضعة لسيطرة دمشق، “ولكن من دون إفساد العلاقات مع أنقرة، ومع ضمان تشغيل طريقي حلب اللاذقية وحلب حماة”.
.
وكالات