شدّد خبراء ومحللون أتراك على أهمية المناظرة المقررة يوم الأحد بين مرشحي “تحالف الشعب” بن علي يلدريم، و”تحالف الأمة” أكرم إمام أوغلو، لرئاسة بلدية إسطنبول الكبرى.
ويضم “تحالف الشعب” حزب “العدالة والتنمية الحاكم وحزب “الحركة القومية”، فيما يضم “تحالف الأمة”، حزب “الشعب الجمهوري” وحزب “إيي” المعارضين.
وقبل أيام، توصل حزبا العدالة والتنمية والشعب الجمهوري إلى اتفاق لإقامة مناظرة متلفزة بين مرشحيهما يلدريم وإمام أوغلو، لرئاسة بلدية إسطنبول الكبرى.
وقال الحزبان، في بيان، إنه سيتم عقد مناظرة متلفزة مباشرة بين مرشح تحالف الشعب المتمثل بعلي يلدريم، ومرشح تحالف الأمة المتمثل بأكرم إمام أوغلو، وذلك مساء 16 يونيو/حزيران.
وأشار البيان أن المناظرة ستتم إدارتها من قبل المذيع التركي إسماعيل كوجوك قايا. بحسب وكالة الأناضول التركية.
وفي 6 مايو/أيار الحالي، قررت اللجنة العليا للانتخابات التركية، إلغاء انتخابات رئاسة بلدية إسطنبول الكبرى، التي جرت نهاية آذار/مارس، وإعادة إجرائها في 23 يونيو/حزيران.
وجاء قرار اللجنة العليا للانتخابات استجابة للطعون المقدمة من حزب “العدالة والتنمية” وبأغلبية كبيرة، حيث وافق 7 أعضاء على الطعون، مقابل اعتراض 4 أعضاء.
ويتوقع مراقبون أن تساهم المناظرة المرتقبة، في حسم جولة الإعادة لانتخابات بلدية إسطنبول، لصالح من ينجح من المرشحين في جذب أصوات شريحة كبيرة من “المترددين”، خاصة مع التقارب الكبير في نتائج الانتخابات التي خاضها المرشحان نفسهما عن بلدية اسطنبول.
في حديث لصحيفة “عربي21″، قال الكاتب والمحلل السياسي التركي برهان كور، إن هذه المناظرة مهمة جدا وحاسمة، خاصة مع تقارب نسب التصويت لكلا المرشحين في جولة الانتخابات السابقة التي جرى الغاؤها.
ورأى كور أوغلو أن الغاء الانتخابات التي أجريت في آذار/ مارس الماضي، أعطت هذه المناظرة أهمية كبيرة، باعتبار أن الفارق بين الأصوات كان ضئيلا جدا.
وأشار إلى أن الناخب في اسطنبول يريد أن يسمع مباشرة من كلا الطرفين عبر هذه المناظرة، ليقرر فيما بعد لمن سيعطي صوته بعيدا عن التجاذبات السياسية.
وأضاف المحلل التركي: “هذه المناظرة ستعطي فرصة لحسم قرار شريحة مهمة من الناخبين المترددين الذي لم يستقروا بعد على رأي”.
وردًا على سؤال عن الأوفر حظا من بين المرشحين، قال: “من الصعب جدا الإجابة على هذا السؤال، فحزب الشعب الجمهوري يلعب على ورقة المظلومية في إلغاء الانتخابات السابقة التي فاز فيها مرشحه، فيما سيحاول العدالة والتنمية تسويق انجازاته والتركيز على حدوث تزوير في الانتخابات”.
واستطرد: “أعتقد أن مصير الانتخابات يكمن في مدى نجاح المرشحين في إقناع واستمالة شريحة صغيرة لا تتعدى نسبتها 4 في المئة من الناخبين وهي على الأرجح من ستحسم النتيجة”.
من جهته، يرى الكاتب والمحلل السياسي التركي إسماعيل ياشا أن هذه المناظرة التي يترقبها الرأي العام بشغف لا يمكن أن تغير آراء الناخبين بشكل كبير، لأن دوافع كثير من الناخبين سياسية وأيديولوجية، حتى لو كانت الانتخابات محلية.
وقال ياشا في مقال بصحيفة “عربي21″، إن حملة إمام أوغلو الانتخابية تلعب منذ إلغاء اللجنة العليا للانتخابات نتائج انتخابات رئاسة إسطنبول الكبرى، بورقة “المظلومية” لكسب تعاطف الناخبين وأصواتهم في جولة الإعادة.
فيما يحسب ليلدريم إسناده إدارة المناظرة إلى صحفي مخضرم محسوب على المعارضة، ما سيسحب ذريعة الانحياز التي قد يتهم فيها يلدريم.
وقال ياشا إن مرشح حزب الشعب الجمهوري منذ انطلاق حملته الانتخابية يطلق أكذوبة تلو الأخرى لتشويه صورة منافسه، ويواصل استراتيجيته المبنية على الكذب، على الرغم من نفي جميع تلك الأكاذيب.
وفي برنامج تلفزيوني، ذكر إمام أوغلو أن يلدريم طلب أسئلة المناظرة من الصحفي إسماعيل كوتشوك كايا الذي سيديرها، إلا أن هذا الادعاء سرعان ما تم نفيه من قبل يلدريم وكوتشوك كايا. بحسب ياشا.
ووفقًا لمقال ياشا، فإن يلدريم يقول إنه يريد أن يتحدث في المناظرة المتلفزة عن مشاريعه وحلول مشاكل محافظة إسطنبول.
ومن المؤكد أنه في هذا الجانب يتقدم على منافسه الذي لم يذكر حتى الآن أي مشروع لينفذه في حال فاز برئاسة البلدية، غير إطلاق جمل فضفاضة ووعود عامة، كقوله بأن “كل شيء سيكون أفضل”.
.
وكالات