تساهم تركيا بشكل كبير في تنفيذ مبادرة “الجدار الأخضر العظيم” بالقارة الإفريقية، عبر إنفاق 3 ملايين دولار لدعم المشروع، والاستعداد للقيام بدور المرشد لدول المنطقة بفضل خبراتها الكبيرة في مجال الغابات.
تلك المبادرة، تم إقرارها بهدف التصدي للتصحر وتدهور الأراضي والجفاف، وتجمع 20 دولة في إقليم الساحل والصحراء الكبرى.
ويعد القحط والتصحر في مقدمة المشاكل التي تعانيها القارة السمراء، وتجري مشاريع عديدة لمواجهتها، أبرزها مبادرة الجدار الأخضر العظيم، الرامية لإنشاء مسار أخضر من الأشجار بين دول المنطقة، بهدف الحد من التصحر.
وتساهم تركيا بشكل كبير في تنمية القارة الإفريقية، كما تلعب دورا كبيرا في دعم مشروع زراعة الأشجار.
وفي هذا الإطار، تُسيّر وزارة الزراعة والغابات التركية، مشروع “الجسور في إفريقيا (بريجيز/ BRIDGES)”، بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “فاو”.
وأنفقت تركيا ضمن إطار هذا التعاون، 3 ملايين دولار، العام الماضي، لدعم مبادرة الجدار الأخضر العظيم.
– تحسين المناطق القاحلة
كما ستتعاون وزارة الزراعة والغابات التركية مع “فاو”، في تحسين 5 آلاف هكتار من الأراضي، في 3 دول بمنطقة الصحراء الكبرى.
وفي هذا الصدد، ستدعم تركيا مشروع تحسين الأراضي في مناطق القحط بكل من السودان، وإريتريا، وموريتانيا، ضمن نطاق مشروع “بريجيس”.
وفي لقاء مع الأناضول، قال موجتار ساجاندي، منسق مشروع “بريجيس”، والخبير في قسم سياسات الغابات والموارد، التابع لمنظمة “فاو”، إن تركيا تعد من اللاعبين الأساسيين في مشروع “بريجيس”، والذي يعد جزءا من مبادرة الحزام الأخضر العظيم.
وأشار إلى أن تركيا تعتبر قدوة للدول الأخرى في مجال مكافحة التصحر، حيث يمكن لها أن تلعب دور المرشد للدول الأخرى بفضل خبراتها الكبيرة في هذا الشأن.
وأوضح أن مبادرة الحزام الأخضر العظيم تعتبر مشروعا ضخما من شأنه تأهيل الأراضي في منطقة الصحراء الإفريقية، حيث يتضمن أنشطة تطال 20 دولة في القارة السمراء.
– مدة المشروع 3 أعوام
ولفت ساجاندي إلى أن فعاليات تأهيل الأراضي في تلك الدول، ستجري على يد خبراء منظمة “فاو”.
وأضاف أن تركيا قدمت الدعم للمبادرة، ضمن إطار اتفاقية التعاون مع فاو في مجال الغابات “بريجيس”.
ووفق المتحدث، فإن المشروع سيستمر 3 أعوام، ويقوم بموجبه الجانبان بتجديد أراضي الغابات المتحللة، وإدارة الأراضي المستدامة، ودعم الإنتاج، في كل من أريتريا، وموريتانيا، والسودان.
وتابع أنه تم الانتهاء من مرحلة التحضير النظري للمشروع، وأنه تم البدء بغرس الشتلات في الوقت الحالي، وأن زرع الأشجار سيجري في يوليو/ تموز المقبل.
وأكد ساجاندي على أهمية دور تركيا في المشروع، وقال إن “تركيا وفاو يجريان التعاون للمرة الأولى في إفريقيا، وإنها تلعب دورا كبيرا في مشروع بريجيس، الذي يعد جزءا من مبادرة الجدار الأخضر العظيم”.
وتابع: “يمكن لتركيا أن تلعب دور المرشد لبقية الدول بفضل خبراتها الكبيرة في مجال مكافحة التصحر”.
وأشار ساجاندي إلى إحياء الذكرى الـ 25 لاتفاقية الأمم المتحدة في مجال مكافحة التصحر، مؤخرا، لافتا إلى ضرورة التحول للمرحلة التنفيذية في مجال مكافحة التصحر. المصدر/A.A