قال المفكر الاستراتيجي الكويتي، عبد الله النفيسي، إن ضابط المخابرات البريطاني، العميل “توماس إدوارد”، الشهير بـ”لورانس العرب”، أغوى العرب بوهم “الثورة”، وأن من يُجسّده اليوم هو “جاريد كوشنر”، مستشار وصهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
جاء ذلك في تغريدة عبر حسابه في موقع “تويتر”، تعليقًا على مؤتمر أقيم في العاصمة البحرينية المنامة تحت عنوان “السلام من أجل الازدهار”، يومي الثلاثاء والأربعاء الماضييْن، بمشاركة ضعيفة مقابل مقاطعة تامة من جانب فلسطين ودول عربية أخرى.
النفيسي، وهو أستاذ علوم سياسية، قال في تغريدته: “دٓرْس في الغواية: تلك كلمة كوشنر في (ورشة الندامة). سبقه فيها لورنس 1916 حين أغوى العرب بوهم (الثورة العربية الكبرى)”.
واستطرد المفكر الكويتي: “كانت انتكاسة تاريخية عربية كبرى.. 2019 يصل كوشنر لأرض دلمون ليسوّق (وهم السلام).. ثقوا: لا فرق بين لورنس وكوشنر”.
دٓرْس في الغواية : تلك كلمة كوشنر في ( ورشة الندامة) . سبقه فيها لورنس1916 حين أغوى العرب بوهم ( الثوره العربيه الكبرى). وكانت إنتكاسة تاريخيه عربيه كبرى. 2019 يصل كوشنر لأرض دلمون ليسوّق ( وهم السلام) . ثقوا : لا فرق بين لورنس وكوشنر .
— د. عبدالله النفيسي (@DrAlnefisi) June 28, 2019
والعقيد توماس إدوارد لورنس الشهير بلورنس العرب (1888 – 1935)، هو ضابط مخابرات بريطاني كُلف بمهام تأليب القبائل العربية وزعمائها ضد الدولة (الخلافة) العثمانية، ودفعهم للتمرد عليها خلال الحرب العالمية الأولى، وقطع خطوط إمداد الجيش العثماني وشغله.
وعن لورنس العرب، قال رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ونستون تشرشل عندما كان وزيرًا للمستعمرات البريطانية: (لن يظهر له مثيل مهما كانت الحاجة ماسة له).
ويمثل المؤتمر المذكور في المنامة الشق الاقتصادي لما يُعرف بـ”صفقة القرن”، والذي أعلنه البيت الأبيض قبل أيام، ويهدف إلى ضخ استثمارات على شكل منح وقروض مدعومة في فلسطين والأردن ومصر ولبنان، بقيمة إجمالية تقدر بـ 50 مليار دولار.
ويتردد أن “صفقة القرن” تقوم على إجبار الفلسطينيين على تقديم تنازلات مجحفة لصالح إسرائيل في ملفات القدس واللاجئين وحدود عام 1967، مقابل تعويضات واستثمارات ومشاريع تنموية.
وأطلق كوشنر سيلًا من “الوعود المعسولة” للفلسطينيين والمنطقة بشأن المستقبل والتنمية والازدهار، بينما أغفل تمامًا حقوق الفلسطينين الكثيرة، لاسيما إقامة دولة كاملة السيادة، عاصمتها القدس الشرقية المحتلة، وعودة ملايين اللاجئين.
وترفض القيادة الفلسطينية التعاطي مع أية تحركات أمريكية في ملف السلام، منذ أن أعلن ترامب، في 6 نوفمبر/ تشرين ثانٍ 2017، القدس بشطريها الشرقي والغربي عاصمة لإسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، ثم نقل السفارة الأمريكية إليها، في 14 مايو/ أيار 2018.
ويتمسك الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المأمولة، استنادًا إلى قرارات الشرعية الدولية، التي لا تعترف باحتلال إسرائيل للمدينة عام 1967، ولا ضمها إليها في 1980.
وتقول القيادة الفلسطينية إن ترامب منحاز تمامًا لصالح إسرائيل، وتدعو إلى إيجاد آلية دولية لاستئناف عملية السلام المجمدة منذ أبريل/ نيسان 2014؛ بسبب رفض إسرائيل وقف الاستيطان والقبول بحدود ما قبل حرب يونيو/ حزيران 1967 أساسًا لحل الدولتين.
.
وكالات