انتقد رئيس حركة “النهضة” التونسية الشيخ راشد الغنوشي هجوم بعض السياسيين التونسيين على تركيا وتعاملهم بمنطق الشماتة، لجهة خسارة حزب العدالة والتنمية لرئاسة بلديتي أنقرة وإسطنبول، واعتبر ذلك أسلوبا مضرا بمصلحة تونس.
وانتقد الغنوشي في تصريحات أدلى بها لقناة تلفزيونية تونسية محلية ليلة أمس الأحد، حديث الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز الذي افتخر فيه بقرار قطع علاقات بلاده مع قطر، واتهمها بتدمير تونس وبلدان المغرب العربي، واعتبر الغنوشي تصريحات ولد عبد العزيز تدخلا في الشؤون التونسية.
ودعا الغنوشي الطبقة السياسية في تونس التي لها خصومة مع “النهضة” إلى عدم تدويل خصومتها مع التيار الإسلامي الصاعد في العالم لأن ذلك مضر بمصلحة البلاد.
وقال: “هناك مصطلح في تونس يسمى الشماتة، هناك أناس يتعاملون مع السياسة بنفسية الشماتة، ونفسية التهويل والمبالغة، حيث إذا خسر حزب البلدية فإنه خسر الحكم، وإذا إسلامي في الهنولولو خسر بلدية فإن حزب النهضة سيفشل في الانتخابات المقبلة، هناك بعض من الناس يعيشون بالتمني، ينبغي أن نفكر بموضوعية، تركيا نظام ديمقراطي والدليل على ذلك أن أكبر حزب حاكم خسر الانتخابات، وهذا يعني أن أردوغان ليس دكتاتورا، وهو حاكم ديمقراطي”.
وأضاف: “على من يعترض على ذلك أن يرينا في الدول المجاورة لتركيا انتخابات يخسر فيها الحاكم عاصمة بلاده، وينبغي أن نأخذ بعين الاعتبار أن بلدية اسطنبول، التي فيها 17 مليون ساكن موزعة إلى مديريات وأغلبها لحزب العدالة والتنمية، ولذلك فأغلبية المجلس البلدي في إسطنبول وأنقرة هي بيد الحزب الحاكم، حزب أردوغان، وأيضا يجب أن يضع هؤلاء في اعتبارهم أن أردوغان سيظل حاكما إلى سنة 2023، ولذلك سيرهقون بمشاهدته حاكما طيلة هذه المدة”.
وتابع: “بعض الناس لأن لهم خصومة مع النهضة فقد عمموها على كل الإسلاميين في العالم، وأتمنى أن لا يكونوا خصوما لأكثر من ذلك.. يجب أن تبقى خصومتهم داخلية مع النهضة لأن غير ذلك يضر بلادنا، فتركيا بلد وقف مع ثورتنا وساعدنا، وهي دولة صديقة فلماذا يعمم هؤلاء خصومتهم مع التيار الإسلامي الصاعد في العالم؟ نحن لسنا خصوما لليسار في العالم”.
وحول الحديث عن وجود سجناء رأي بتركيا، قال الغنوشي: “بالنسبة لسجناء الرأي، فنحن نقول إنه إذا كان هناك سجناء رأي فنحن ضد أي عدوان على حقوق الإنسان ارتكبه إسلامي أو غير إسلامي”.
من جهة أخرى دعا الغنوشي الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، إلى أن يهتم بشؤونه وأن يكتفي بنفسه.
وقال: “إن الرئيس الموريتاني لم ينصبه أحد ناطقا رسميا باسم تونس”. وتساءل: “لماذا هذا التدخل في الشؤون الداخلية التونسية؟”.
وتابع الغنوشي: “إن قطر هي المستثمر الأول في تونس واستثمرت العام الماضي بما قيمته 480 مليون دينار (قرابة 200 مليون دولار).
داخليا أكد الغنوشي متانة علاقته بنائبه الأول الشيخ عبد الفتاح مورو، وقال إنها علاقات أبدية، لكنه جدد في الوقت ذاته المسافة القائمة مع الأمين العام السابق للحركة حمادي الجبالي بشأن الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وقال الغنوشي في تعليقه على تصريحات الجبالي التي أكد فيها أنه “لن يكون مرشح النهضة لكن سيكون مرشح أبناء التنظيم”: “الحركة لم تتخذ قرارا ضد الجبالي وهو صديق وأخ، أما بالنسبة للانتخابات فهناك من سبق الجبالي ووجه خطابا لشعب النهضة (..) النهضة دار لها أبواب ولها قيادة ومن يريد التعامل معها فمرحبا به”.
وفي جواب على مسألة مشروع قانون المساواة في الإرث بين المرأة والرجل أكد الغنوشي أن الحركة ستتفاعل إيجابيا مع مشروع القانون، وقال: “القانون حاليا في البرلمان سيتم النظر فيه وككل المشاريع فإن المجلس يتناولها فيعدل فيها ويغير ويخرجها إخراجا جديدا”.
وأضاف: “إن النهضة رفضت المشروع على شكله الحالي لكن سيتم إعادة النظر فيه ضمن لجان البرلمان وسيتم تعديله وسنخرجه بما يناسب مجتمعا تونسيا محافظا وبما يناسب البند الأول والثاني من الدستور”، على حد تعبيره.
.
وكالات