قال السيناتور الأمريكي الجمهوري البارز، ليندسي غراهام، إن العقوبات “ستكون مطلوبة بموجب القانون”، إذا قامت تركيا بتفعيل منظومة الدفاع الجوي “إس-400″، التي اشترتها من روسيا.
لكنه أضاف في الوقت نفسه أنه يريد تجنب أي صراع محتمل مع حليف مهم (أنقرة) في حلف شمال الأطلسي (الناتو).
جاء ذلك في مقابلة أجرتها شبكة “سي بي إس نيوز” الأمريكية، الأحد، مع غراهام، رئيس اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ، خلال زيارته السفارة الأمريكية في أنقرة.
وأشار غراهام إلى أن مجلس الشيوخ أصدر مؤخرًا تشريعًا يحظر بيع مقاتلات الشبح الأمريكية من طراز “إف-35” إلى تركيا، إذا قامت بتفعيل بطارية الصواريخ الروسية “إس-400”.
وأضاف: “ليس لدينا أي وسيلة لنقل تكنولوجيا إف-35 إلى تركيا، والسماح لهم بشراء بطارية صواريخ روسية في الوقت نفسه. هذا من شأنه أن يعرض منصتنا للخطر”.
مع ذلك، شدد غراهام على أهمية تركيا كحليف في “الناتو”، وحث واشنطن وأنقرة على “إيجاد مخرج من هذه المعضلة”.
وتابع: “لقد ساعدونا (تركيا) في سوريا. إنهم حليف بالناتو، الرئيس (الأمريكي دونالد) ترامب محق في أن الإدارة الأخيرة (برئاسة باراك أوباما 2009: 2017) ربما كانت صعبة للغاية (مع أنقرة). كان من المفترض أن يبيعوا لهم بطارية صواريخ باتريوت الأمريكية لحماية المجال الجوي التركي”.
وزاد بقوله إن “الهدف من ذلك هو جعل تركيا تتراجع عن تفعيل إس-400، وأن تحل محلها بطارية صواريخ باتريوت متوافقة مع الناتو. لا أريد صراعًا مع تركيا. إنهم حليف مهم للغاية، لا سيما عندما يتعلق الأمر بسوريا والمنطقة”.
وأعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، السبت، أن ترامب قدّم له توضيحًا بشأن العقوبات المحتملة ضد تركيا؛ بسبب شراء “إس- 400” من موسكو، وأن مثل هذا الأمر لن يكون واردًا.
وقال أردوغان، خلال مؤتمر صحفي على هامش قمة مجموعة العشرين باليابان: “السيد ترامب وضّح هذه المسألة اليوم، وسمعنا منه شخصيًا أن مثل هذا الأمر (العقوبات) لن يكون واردًا”.
وأكّد أردوغان أن “منظومة صواريخ إس- 400 أصبحت في مرحلة التسليم، والعدول عن الصفقة في هذه المرحلة لا يليق بدولة كتركيا”، مستطردًا: “لقد انتهى هذا الأمر”.
وأضاف: “صرحت الجهات المعنية لدينا بأن استلام منظومة إس-400 سيبدأ في النصف الأول من يوليو/تموز(الجاري)، وهذا ما ننتظره حاليًّا”.
وفي اليوم نفسه، قال ترامب إن تركيا دولة عضو في “الناتو”، ولم تتلق معاملة عادلة عندما طلبت شراء منظومة “باتريوت” الصاروخية الأمريكية.
وأشار إلى أنه لم يتم السماح لتركيا بشراء منظومة “باتريوت”، في عهد أوباما.
وشدد ترامب على أن إدارته تبحث عن حلول مختلفة بشأن شراء أنقرة منظومة “إس- 400” الروسية.
وبدأ الخلاف بين تركيا والولايات المتحدة، في 2017، بشأن قرار أنقرة شراء منظومة “إس-400″، ما دفع واشنطن إلى التهديد بفسخ عقدها لبيع تركيا مقاتلات من طراز “إف-35”.
وللدفاع عن مجالها الجوي، سعت أنقرة، منذ فترة طويلة، لشراء منظومة “باتريوت” الأمريكي، لكن واشنطن اختارت تجاهل المصالح الوطنية لأحد حلفائها. المصدر/A.A