شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على أن بلاده اتخذت الخطوات اللازمة بموجب القانون حيال أنشطة التنقيب التي تقوم بها قبرص الرومية في المناطق التي تخص الشطر التركي من الجزيرة.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده أردوغان في سفارة بلاده بالعاصمة الصينية بكين خلال زيارته الأخيرة إلى هناك، بحسب بيان صادر عن دائرة الاتصال في الرئاسة التركية الخميس.
وقال أردوغان: “اتخذنا الخطوات اللازمة في إطار القانون. إذا لم يعترفوا (إدارة قبرص الرومية) بالقانون، عندها نعرف كيفية التحدث باللغة التي يفهمونها”.
وشدد على أن “الادعاء بالحق من قبل الذين ليس لديهم أي حقوق هناك أمر غير مقبول، والشطر الجنوبي من الجزيرة لم يتصرف قط في إطار القانون”.
وأضاف أردوغان أن “انضمام إدارة قبرص الرومية إلى الاتحاد الأوروبي يعتريه شبهات، فهي تحاول تخويف جمهورية شمال قبرص التركية عبر القوة التي تحصل عليها من الاتحاد الذي لا يتحرك بصدق”.
وتابع أنه “جرى ضم الشطر الرومي إلى الاتحاد رغم تصويت شعبها بـ لا، ولم يضموا الشطر الشمالي رغم تصويت شعبها بـ نعم. كيف يمكننا أن نصدق الاتحاد الأوروبي، فهو غير مخلص”.
وتؤكد تركيا أنها لن تسمح لشركات الطاقة بالقيام بأنشطة التنقيب والإنتاج في المناطق التي تدخل في نطاق الصلاحيات البحرية لجمهورية شمال قبرص التركية.
وتواصل سفينتا التنقيب التركيتين “فاتح” و”ياووز” مهامها في البحر المتوسط بالقرب من جزيرة قبرص في الجرف القاري لتركيا.
وتعارض قبرص الرومية واليونان والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ومصر وإسرائيل، أعمال تركيا في التنقيب عن الغاز الطبيعي في البحر المتوسط.
فيما أكدت أنقرة، في بيانات عدة لوزارة الخارجية، أن السفن التركية تنقب في الجرف القاري للبلاد، وستواصل ذلك.
** تركيا والصين رؤية مستقبلية مشتركة
وعلى صعيد آخر، تطرق أردوغان إلى مقالة كتبها لصحيفة “غلوبال تايمز” البارزة في الصين، الثلاثاء، حملت عنوان “تركيا والصين: بلدان يتشاطران رؤية مستقبلية مشتركة”.
وشدد أردوغان في مقالته على تحمّل بلاده والصين مسؤوليات كبيرة لإعادة بناء النظام العالمي.
** وساطة تركية
وردا على سؤال حول ما إذا كانت تركيا ستتولى وساطة لخفض التوتر الأمريكي الإيراني، قال أردوغان: “لم نتطرق إلى هذا الموضوع خلال لقائي مع السيد دونالد ترامب”.
وتابع: “غير أنه خلال لقائي رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، سألني الأخير: هل يمكننا أن نتعاون معا حيال موضوع كهذا؟، وقلت: لم لا”.
وأوضح الرئيس التركي لـ”آبي” أنه بإمكانه إجراء لقاءات منفردة مع نظيره الإيراني حسن روحاني والمرشد علي خامنئي، أو عقد لقاءات مشتركة (تركية يابانية) مع الجانب الإيراني.
** الجدل حول مقاتلات إف-35
ولدى سؤاله عن المستجدات حول ملف مقاتلات “إف-35″، قال أردوغان: “أبرمنا عقدنا لشراء 116 مقاتلة، وسددنا 1.4 مليار دولار، وسلمونا أربعة منها فقط”.
وأضاف: “نحن هنا لسنا سوقا للاستهلاك إنما منتجين مشتركين، ونقوم بإنتاج بعض أجزاء المقاتلة في تركيا”.
وحول منظومة الصواريخ “إس-400″، أوضح أن بلاده توجهت لشراء المنظومة بعد رفض واشنطن بيعها منظومة “باتريوت”.
وبدأ الخلاف بين تركيا والولايات المتحدة، في 2017، بشأن قرار أنقرة شراء منظومة “إس-400″، ما دفع واشنطن إلى التهديد بفسخ عقدها لبيع تركيا مقاتلات من طراز “إف-35”.
وللدفاع عن مجالها الجوي، سعت أنقرة، منذ فترة طويلة، لشراء منظومة “باتريوت” الأمريكي، لكن واشنطن اختارت تجاهل المصالح الوطنية لأحد حلفائها.