تسجل أرقام السياحة القادمة إلى تركيا ارتفاعا سنويا، يقصدها الزائرون من كل دول العالم، والسياحة الأوروبية جزء هام من السياحة العالمية، تستهدف استكشاف التاريخ وتمازج الثقافات والحضارات.
وليس غريبا على تركيا عامة وإسطنبول خاصة، استقطاب النسبة الكبيرة من السياحة، بل إن معظم زوار البلاد يبدأون من إسطنبول وينتهون عندها، بعد الاطلاع على الأماكن الأثرية وتاريخها وحضارتها.
وتشير الأرقام الصادرة عن وزارة السياحة أن 40 بالمئة من السياح يزورون إسطنبول، لأن فيها مراكز أثرية وتاريخية عدة، وتحتل مكانة مهمة على صعيد العالم، فهي ملتقى القارات والحضارات.
كما أن تركيا على وجه العموم تشكل منطقة هامة ليتعرف الغرب على الشرق وحضاراته.
وتعتبر إسطنبول جامعة لحضارتي الشرق والغرب مجتمعة، حيث أن المدينة كانت عاصمة للدول الرومانية والبيزنطية قديما، وفي العصور الحديثة عاصمة الدولة العثمانية.
وتعتبر هذه الميزات، أسبابا هامة لتزايد السياحة الأوروبية الوافدة إلى تركيا، ويقصدها من مختلف دول القارة من روسيا وصولا إلى البرتغال، وخاصة الألمان والإنجليز، والإيطاليين والفرنسيين.
وتشير أرقام وزارة الثقافة والسياحة التركية، أن أعداد السياح القادمين للبلاد خلال الثلث الأول من العام الجاري (يناير/كانون الثاني، نيسان/أبريل)، سجلت 8 ملايين و735 ألفا و268 سائحا أجنبيا.
تلك الأعدد، تمثل زيادة قدرها 12 بالمئة عن العام السابق، حيث بلغت في نفس الفترة العام الماضي 7 ملايين، و783 ألفا و967 سائحا، أكثر من 40 بالمئة منهم زاروا إسطنبول وحدها.
وخلال نفس الفترة، تصدر السياح الألمان قائمة الزائرين إلى تركيا، بحسب أرقام رسمية، مسجلين أكثر من 808 آلاف زائر، بنسبة 9.20 بالمئة من الزائرين، يليهم البلغار بنسبة 8.46 بالمئة، ومن ثم السياح الروس بنسبة 8.13 بالمئة.
ومع دخول صيف العام الحالي 2019، بدأ عشرات الآلاف من العرب والأجانب بالتوافد إلى تركيا لقضاء عطلاتهم في عموم البلاد.
تقول السائحة البولندية دورتبا، للأناضول، إن “إسطنبول ساحرة جدا، هذه زيارتي الرابعة وما زلت أرى فيها أماكن جديدة وأناس جدد مميزين، كما أني أرى الأمن هنا وهذه الزيارة لن تكون الأخيرة بل ستكرر دائما”.
وتضيف، متحدثة عن الأماكن التي زارتها وأعجبت بها، “أحببت أماكن كثيرة، ومن الظلم القول إني أحببت مكانا أكثر من الآخر، لكني أحببت منطقة السلطان أحمد ورغبت بأن يرى أولادي هذه المنطقة، والتطور، وإسطنبول كبيرة جدا وبحاجة لكثير من الوقت لزيارتها”.
وحول التمازج الحضاري في تركيا قالت “ليست لدي مشكلة بالاختلاف الثقافي، الجميع هنا قادمون للسياحة، كل شيء جيد، ولا توجد سلبيات، ولا أعتقد أن هناك أمورا مزعجة، لا فروقات بين الثقافات، ولا نشعر بأي قلق أو بشيء سلبي لأننا غير مسلمين، وهنا يمكن رؤية كثير من الأديان الممتزجة هنا فلا مشكلة فيها”.
من ناحيتها، قالت السائحة الألمانية إيزابيلا: “هذه زيارتي الأولى وفي يومي السادس، وكانت إسطنبول ممتعة ومتواجدة في فندق مركزي، رأيت هذه المنطقة وهي قلب إسطنبول”.
وأضافت: “يجب زيارة إسطنبول بالكامل، زرت الكنيسة والقصور والمنطقة المحيطة، وما رأيته أن هناك ثقافة مميزة، والمدينة كبيرة وفيها أماكن كثيرة يمكن زيارتها، وأتمنى الحصول على مزيد من الوقت لرؤية بقية أنحاء المدينة”.
وحول تمازج الشرق بالغرب، توضح: “لدي فضول للشرق وسحره، وخلال الزيارة أستطيع رؤية القصور هنا والمقاهي وأحببتها كلها وهي خاصة، وأحببتها ووجدت أن طابعها الغربي أكثر”.
وترى أنها وجدت إسطنبول “أقرب إلى الغرب من الشرق، وبالطبع هي منطقة سياحية يمكن أن ترى فيها أماكن كثيرة”.
وتنصح برؤية مزيد من المناطق بالإقامة بمناطق أخرى، بالقول: إسطنبول كانت على رأس قائمة المناطق التي زرتها، وربما أزورها عندما أنهي بقية المحطات التي سأزورها مستقبلا.
أما السائح الروسي ألكسي، فقال متحدثا عن جولته في إسطنبول “هذه زيارتي الأولى لإسطنبول، والآن في هذه المحطة نحن بمنطقة السلطان أحمد، وهي جميلة ومختلفة، برؤية ثقافة أخرى، وأديان مختلفة، وهذا ممتع”.
وأردف “أعجبت بكل الأماكن هذه أول منطقة وهي السلطان أحمد، وكانت البداية جيدة وجميلة، سمعت أنها جميلة ووجدتها جميلة كما سمعت عنها، ولدي مخطط لرؤية وزيارة أماكن أخرى في المدينة والاستمتاع بها”.
وعن جدارة، تعد تركيا الوجهة السياحية الأولى بين دول الشرق الأوسط، بفضل انخفاض التكلفة السياحية بها، واحتوائها على خليط من الثقافات الشرقية والغربية.
وحقق قطاع السياحة في تركيا خلال العام الماضي 2018، رقما قياسيًا بـ40 مليون سائح أجنبي، وفق أرقام رسمية.
وخلال الأشهر الخمسة الأولى من العام 2019 الجاري، بلغ عدد المسافرين ذهابا وإيابا، عبر مطارات إسطنبول الثلاثة، 39 مليون و719 ألفا و547 مسافرًا.
وبحسب معلومات، حصلت عليها الأناضول من مؤسسة إدارة المطارات التركية، فقد بلغ عدد الرحلات الجوية بين يناير/ كانون الثاني ومايو/ أيار الماضيين في مطارات إسطنبول 275 ألفًا و878 رحلة جوية.
وتضم إسطنبول ثلاث مطارات هي أتاتورك، ويقتصر على رحلات الشحن منذ 6 نيسان/أبريل الماضي، ومطار صبيحة غوكشان في القسم الآسيوي، ومطار إسطنبول في القسم الأوروبي والذي سيكون أكبر مطار في العالم بعد الانتهاء من بناء كافة مراحله.
المصدر: الاناضول