أظهر استطلاع للرأي نُشر أمس الخميس، أن حوالي نصف الشعب التركي يؤيد شراء منظومة الإس-400 الدفاعية المضادة للصواريخ الباليستية من روسيا على الرغم من التهديد بالعقوبات من الولايات المتحدة.
أحد أهم الأسئلة التي تم طرحها في استطلاع هذا العام الذي أجرته جامعة “قدير خاص” كان “في ضوء اعتراضات الولايات المتحدة وحلف الناتو على شراء أنظمة الأسلحة من روسيا وتهديد الولايات المتحدة بتنفيذ العقوبات ضد تركيا، هل تؤيد شراء تركيا صواريخ الإس-400 من روسيا؟”
وقال 44 في المائة إن الأمر ينبغي أن يتم، بينما قال 24.9 في المائة إنهم متخوفون من حصوله. ومع ذلك، قال 31.1 في المائة إنهم ليس لديهم فكرة عن الأمر.
وفي حين تصدر أنصار حزب العدالة والتنمية الحاكم القائمة بنسبة 49.6 في المائة لصالح الشراء، قال 43.7 في المائة من أنصار حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي إنه يتعين على تركيا المضي قدماً في عملية الشراء. وحوالي 48.1 في المئة من خريجي المدارس الثانوية لصالح شراء الإس-400 و44.3 في المئة من خريجي الجامعات كذلك.
ويهدف الاستطلاع أيضا إلى قياس معرفة المشاركين حول قضايا السياسة الخارجية التركية. عندما سأل “هل سمعت سابقا عن الإس-400؟ كانت الإجابة بنعم، هل يمكنك شرح ماهية الـ الإس-400؟ قدم ما يقرب من نصف المجيبين الإجابة الصحيحة. قال حوالي 19.6 في المائة إنه صاروخ، وقال 10 في المائة إنه صاروخ روسي، وقال 9.3 في المائة إنه نظام دفاع جوي. فيما قال 37.4 في المائة على الأقل إنهم لم يسمعوا به قط. وعلى نحو مماثل، قدم ما يقرب من نصف المجيبين إجابة صحيحة على ماهية الطائرة F-35، لكن 41.1 بالمائة قالوا إنهم لم يسمعوا بها مطلقًا.
ويظهر الاستطلاع تباينًا صارخًا في التصور حول العلاقات مع الولايات المتحدة وروسيا.
فقال 81٪ من المشاركين في الاستطلاع إن الولايات المتحدة تشكل تهديدًا لتركيا، بينما كانت النسبة 60.2٪ في عام 2018. واحتلت روسيا المرتبة 12 بين الدول التي اعتبرتها تهديدات بنسبة 44.2٪، وجاءت بعد بلدان مثل فرنسا وإنجلترا وألمانيا.
ولدى سؤال المستطلعين عن أصدقاء تركيا، احتلت روسيا المرتبة الرابعة عشرة، وجاءت بعد دول مثل إيران وفنزويلا وأوكرانيا، بينما كانت الولايات المتحدة وفرنسا في أسفل القائمة، حيث قال أقل من 5 في المائة إنهم أصدقاء. حتى اليونان، التي حصلت على 10.5 في المائة والتي وقعت بينها وبين تركيا العديد من المشاكل والتي لم تحل على مدار عقود، احتلت مرتبة أعلى من ألمانيا، حيث يعتقد ما نسبته 9.3 في المائة فقط أن ألمانيا صديق لتركيا.
ووفقًا للاستطلاع، لدى الرأي العام التركي نظرة إيجابية شاملة حول العلاقات مع روسيا، حيث استخدم 55٪ من المشاركين وصفًا إيجابيًا للعلاقات مع موسكو. وقال 26.1٪ من المشاركين إن هناك شراكة إستراتيجية مع روسيا، وقال 13.4٪ إن هناك تعاونًا وثيقًا، وقال 16.3 إن هناك تعاونًا. بينما يرى 24 في المائة من المجيبين أنه لا يوجد تعاون ولا مشاكل. واستخدم 11.1٪ وصفًا سلبيًا، بينما قال 4.6٪ إن العلاقات معادية و 6.5٪ قالوا إن هناك مشاكل مع موسكو.
على النقيض من ذلك، فإن تصور المشاركين في الاستطلاع حول العلاقات التركية مع الولايات المتحدة هو سلبي للغاية، حيث استخدم 24.1 في المئة فقط من المشاركين أوصافا إيجابية للعلاقة. وقال حوالي 39.4 إن الولايات المتحدة غير موثوق بها و13 بالمائة قالوا إنها دولة معادية. فيما قال 14.5 في المائة فقط إنها شريك استراتيجي، بينما قال 2.2 في المائة إنها دولة صديقة وحليفة.
وكانت الخلافات على أساس الأحزاب السياسية ضئيلة من حيث النظر إلى الولايات المتحدة على أنها غير موثوق بها. فبينما قال حوالي 42 بالمائة من حزب العدالة والتنمية والحزب الجيد إن الولايات المتحدة غير موثوق بها، كانت هذه الأرقام حوالي 39 بالمائة لمؤيدي حزب الشعب الجمهوري وحزب الحركة الوطنية.
.
المصدر/ديلي صباح