نشرت صحيفة “سفابودنايا براسا” الروسية تقريرا طرحت فيه مخاوف مستقبلية، من شراء تركيا لمنظومة الدفاع الجوي “أس400”.
وقالت الصحيفة إن هذا النوع من المعدات العسكرية سيسلم إلى تركيا في المستقبل القريب، وذلك بحسب ما صرح به المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إبراهيم كالين. ومن جانبه، أوضح مستشار الصناعات الدفاعية التركية، إسماعيل دمير، أن روسيا سترسل المنظومة إلى تركيا عبر طائرات النقل التجاري خلال هذا الأسبوع.
وأضافت أن الرئيس التنفيذي لشركة “روسيتيك الروسية” للأسلحة، سيرجي شيمزوف، أشار من جانبه إلى انتهاء إجراءات استكمال الصفقة. والجدير بالذكر أن شيمزوف أشار خلال فصل الربيع المنقضي إلى أن المعدات ستصل إلى أيادي المشتري خلال هذا الصيف. أما المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، فاعتبر أن جميع الأمور تسير وفقا للخطة المرسومة مسبقا.
وأشارت الصحيفة إلى الضغط الذي تعرضت له تركيا بسبب إصرارها على شراء منظومة الدفاع الجوية الروسية، حيث توعدت الولايات المتحدة بفرض عقوبات ضدها، وحرمانها من المقاتلات الأمريكية من طراز “إف35”. وفي الحقيقة، خدم إصرار الجانب التركي على عدم إلغاء الصفقة الرئيس التركي، الذي لم يرضخ للتهديدات الأمريكية، وأبرم الصفقة.
وفي هذا الصدد، وعلى هامش قمة مجموعة العشرين المنعقدة أخيرا في اليابان، تطرق رجب طيب أردوغان ونظيره الأمريكي، دونالد ترامب، إلى مسألة شراء تركيا للمنظومة الروسية، ويبدو أن الجانبين توصلا إلى قرار يخدم مصالح كليهما. في الأثناء، أفاد ترامب أنه يتفهم موقف تركيا، مشيرا إلى أن التدابير التي اتخذت في حقها غير منصفة.
وأفادت الصحيفة أن لقاء ترامب وأردوغان على هامش قمة مجموعة العشرين فتح الباب أمام العديد من الشائعات، التي تفيد بأن أردوغان اتفق مع ترامب بشأن هذه المنظومة، وفعل ذلك بطريقة من شأنها أن تضع روسيا في موقف حرج. ومن هذا المنطلق، تعد إمكانية وصول المختصّين الفنيين الأمريكيين إلى المنظومة الروسية بعد تسليمها لتركيا من الأشياء التي تشكل خطرا على الجانب الروسي، لاسيما وأن واشنطن ستكون قادرة على اكتشاف أساسيات أنظمة الدفاع الجوي الروسية، الأمر الذي من شأنه أن يضر بالقدرة الدفاعية الروسية.
ويرى الخبير العسكري الروسي، أليكسي ليونكوف، أن هناك مبالغة في تقييم المحادثات التي جمعت بين الطرفين، خاصة وأن تركيا تتصرف بحذر إزاء هذه المسألة، ومن غير المرجح أن تلجأ إلى مثل هذه الأساليب. بالإضافة إلى ذلك، غالبا ما تنتشر هذه الشائعات.
فعلى سبيل المثال، وفي وقت سابق، صدرت شائعات مفادها أن تركيا تعتزم استخدام الأنظمة الروسية ضد سوريا، بسبب الأحداث الواقعة في إدلب، وسقوط قذيفة على نقطة تفتيش تركية، بسبب غياب الكفاءة المهنية العسكرية للجيش السوري. وتجدر الإشارة إلى أن أردوغان وفى بجميع التزاماته المتعلقة بشراء المنظومة الروسية.
ونقلت الصحيفة ما جاء على لسان ليونكوف، الذي أفاد قائلا: “حتى وإن طالت الولايات المتحدة المنظومة، من غير المرجح أن تكتشف خصائصها نظرا لتركيبتها المعقدة. وقد تحدثت في العديد من المناسبات مع ممثلي الشركات التي تعمل على تصنيع أنظمة الدفاع الجوي، الذين أشاروا إلى أن فهم طريقة تشغيل المجمع يتطلب اختراق وظائفه. وفي حالة “إس400″، يكاد الأمر يكون مستحيلا، بالنظر إلى الاختلاف الشاسع بين المجمع الصناعي العسكري الروسي والأمريكي.
علاوة على ذلك، حاولت واشنطن في وقت سابق دراسة خصائص المجمعات العسكرية الروسية داخل القاعدة الجوية الواقعة في صحراء نيفادا، حيث توجد العديد من المجمعات الروسية القديمة مثل “صاروخ إس 75 دفينا” و”إس 300″ الأوكرانية”.
ونوهت الصحيفة إلى أن تركيا ستقوم بإدخال بعض التعديلات على المنظومة، ذلك ما سيجعل خصائص المنظومة المتواجدة على الأراضي التركية تختلف عن نظيرتها المتواجدة في روسيا، بالإضافة إلى أن النسخة الموردة من روسيا تختلف بشكل كبير عن الإصدار الذي يستخدمه الجيش الروسي.
.
وكالات