امتدت حملة “صفر نفايات” التي أطلقتها السيدة الأولى أمينة أردوغان عام 2017، والتي تبنتها البلاد على مدى عامين، لتشمل إعادة تدوير مخلفات الطعام والمنتجات النسيجية. وستركز وزارة البيئة والتمدن، التي تشرف على هذه الحملة الضخمة، على إعادة تدوير المواد الغذائية والمنتجات النسيجية غير المستخدمة أو القديمة أو تلك الحاوية على أخطاء وعيوب.
مشروع إعادة التدوير، الذي تم تطبيقه لأول مرة في مجمع “باش تيبيه” الرئاسي وكذلك في الوزارات لاحقًا، اتسع ليضم البلديات في جميع أنحاء تركيا. وبدأت الشركات الخاصة والمؤسسات العامة كالمستشفيات والمدارس، بتطبيقه. وسيقوم الهلال الأحمر التركي وهو أهم مؤسسة خيرية رائدة في البلاد، بإدارة المرحلة التالية من الحملة التي حصدت جوائز عدة، وسيشرف على جهود إعادة تدوير المواد الغذائية والنسيجية.
وقال رئيس الهلال الأحمر “كرم كينيك” إنه ناقش القضايا المتعلقة بالحملة مع السيدة الأولى، وأنهم سيتعاونون مع السلطات المختصة في الترويج للحملة على مستوى البلاد.
وأضاف: “نحن نعد تقريراً عن اللوائح اللازمة لتمكين البلاد من إعادة تدوير الغذاء والمنسوجات. في النهاية، ستعود أطنان من الأغذية والملابس التي تهدر بالنفع لصالح الاقتصاد التركي”.
وستقوم شراكة بين المؤسسات العامة والخاصة، بهدف إنشاء نظام لجمع النفايات الناتجة عن المواد الغذائية والمنسوجات الزائدة.
وأوضح “كينيك”: “في مجال المواد الغذائية، لدينا تعاون مع متاجر البقالة الكبيرة، وتجار التجزئة. حيث سيتم أولاً تحليل نفايات الطعام، للتحري عن مدى ملاءمتها للاستهلاك والصحة العامة. ثم سنقوم بنقلها إلى مطابخ الحساء والمطابخ الصناعية الكبيرة لدينا، ليتم تعليبها من أجل تحضيرها للاستهلاك. كما نعمل أيضاً على إنشاء مرافق منفصلة تركز فقط على إعادة تدوير المواد الغذائية. وستكون مهمتها تحويل مخلفات الطعام إلى منتجات ملائمة للاستهلاك النهائي، عن طريق طهيها والحفاظ عليها طازجة”.
يذكر أن المؤسسات الخيرية في إزمير وأنقرة، قد أطلقت بالفعل حملات لإعادة تدوير النفايات الغذائية. حيث راحوا يجمعون الطعام قبل أن يتم إلقاؤه في مكبات النفايات. وسوف يطلق الهلال الأحمر في العام القادم، حملة مماثلة على مستوى البلاد. يؤكد المسؤولون أن ما قيمته حوالي 250 مليار ليرة تركية من الطعام، يُهدر في كل عام. وكذلك يضيع حوالي 500 ألف طن من الخبز، الذي يمثل العنصر الأساسي في النظام الغذائي التركي.
أما بالنسبة للملابس فإن أكثر من 2500 طن يهدر منها بشكل يومي، بالاضافة إلى بقايا النسيج والمنتجات المشابهة. وأشار”كينيك” بهذا الصدد، أن خطة الهلال الأحمر تقضي بجمع الملابس الزائدة التي لا يرتديها الأشخاص وغالباً ما يرمونها.
وأوضح قائلاً: “سيتم تسليم الملابس المناسبة للارتداء إلى المحتاجين، أما ما لا يمكن الاستفادة منه، فسيتم إعادة تدويره ليصبح قماشاً من جديد. نحن نعمل على إنشاء بنية تحتية لهذه العملية. وسيتم إقامة منشآت لاستخراج أقمشة القطن والصوف والمواد الأخرى من الملابس الملقاة “.
أضاف “كينيك” أن إعادة التدوير لن تقتصر على المنسوجات التي تصنع منها الملابس فحسب، بل هم يفكرون في إضافة منسوجات الأثاث وهيكله والسجاد والأجهزة المنزلية إلى سلسلة إعادة التدوير.
تسعى تركيا، بتوجهها نحو إعادة التدوير والإدارة الفعالة للنفايات، إلى إنهاء مدافن النفايات التي انخفضت أعدادها بشكل كبير في السنوات الأخيرة. وقد بدأت تركيا في إعطاء الأولوية لإدارة النفايات، بسبب المخاوف من زيادة الأضرار البيئية، وذلك من خلال قيام البلديات المسؤولة عن جمع القمامة، بتحديث نظم إدارة النفايات الخاصة بها.
كذلك تمكنت البلاد من إعادة تدوير أكثر من نصف العبوات البلاستيكية المطروحة في الأسواق منذ عام 2017. وتسعى تركيا أيضاً إلى نشر معدات صنع السماد التخصصية، لتحويل نفايات الطعام إلى سماد للاستخدام المنزلي.
تهدف البلاد، التي لم تلحق بعد بدول الاتحاد الأوروبي من حيث إعادة التدوير، إلى زيادة معدل إعادة التدوير ليصل إلى 35٪ في السنوات الخمس المقبلة.
وفي الوقت الراهن انضمت أكثر من 18.750 مؤسسة عامة إلى مشروع “صفر نفايات”، بحيث يتم فصل النفايات في مصدرها. توضح الأرقام التي قدمتها وكالة أناضول، أن مشروع “صفر نفايات” قد ساعد منذ إطلاقه، على إعادة تدوير 126.1 طن من الورق والكرتون، ومنع قطع 2.142 شجرة. في حين تم إعادة تدوير 49 طناً من النفايات البلاستيكية، الأمر الذي أدى إلى توفير 798.7 برميلاً من البترول.
وبالنسبة للنفايات الزجاجية فقد تم حفظ ما مجموعه 25.5 طن من المواد الخام عن طريق إعادة تدوير 8.7 طن منها. وكذلك الاستفادة من 11.5 طن من النفايات المعدنية، في حين تم إنتاج 3.7 طن من السماد العضوي من تدوير 9.1 طن من النفايات العضوية واستخدامها لزراعة الفواكه والخضروات.
بالإضافة إلى ذلك، تم إنتاج وقود الديزل الحيوي عن طريق إعادة تدوير نفايات الزيوت النباتية، وإنتاج الزيوت المعدنية عن طريق إعادة تدوير نفايات زيوت المحركات، وإنتاج المواد الخام عن طريق إعادة تدوير النفايات الإلكترونية.
كما تمكنت تركيا أيضاً من توفير 807.341 كيلو واط ساعي من الطاقة، و 3.528 متر مكعب من المياه، و 1490 متر مربع من مساحة التخزين، وخفض انبعاثات الغازات السامة بمقدار 25.6 طن. المصدر/A.A