قدم مسؤولون أتراك، الأربعاء، عرضا تفصيليا، مدعوما بالأرقام الموثقة رسميا، لاوضاع السوريين في تركيا، وللخدمات المتنوعة والواسعة التي قدمتها الدولة التركية لهم منذ 2011.
جاء ذلك في لقاء مع مجموعة من الصحفيين الاجانب، عقده كل من عمر فاروق تانفردي، مسؤول الدبلوماسية العامة في دائرة الاتصال برئاسة الجمهورية، ورمضان سيشيلميش، مدير إدارة النازحين بدائرة الهجرة التركية، وأوتكو اتاهان، المسؤول بإدارة الهجرة واللجوء بوزارة الخارجية.
وفي بداية اللقاء، أكد تانفردي أن “تركيا، بحكم موقعها الجغرافي الاستراتيجي المتميز بين الشرق والغرب، تعد دولة عبور للنازحين وأيضا دولة مقر”.
واوضح أن تركيا، التي تستصيف أكبر عدد من اللاجئين السوريين في العالم، تواصل تقديم كافة أشكال الرعاية والخدمات لهم، مثل التعليم والصحة، دون ادنى تمييز بينهم وبين المواطنين الأتراك، وهو ما يوجب على المجتمع الدولي تقديم الدعم لتركيا.
من جانبه، قدم رمضان سيشيلميش، عرضا تفصيليا بالأرقام لاوضاع السوريين في تركيا مفندا ما يثار من أخبار مغلوطة عنهم في بعض وسائل الإعلام أو التواصل الاجتماعي.
وفي ما يلي عرض لأهم النقاط التي تحدث عنها مدير دائرة النازحين بالهجرة التركية:
– تركيا اعتمدت قانون الحماية الدولية للنازحين في 2013، وفي 2015 أصبحت دائرة الهجرة التركية عاملة في كافة المحافظات التركية الـ81.
– عدد السوريين في تركيا زاد من 14 الف و237 في 2011 إلى 3.6 مليون في 2019، من إجمالي 4.9 مليون أجنبي، ومع ذلك نسمع ان تركيا ترفض تسجيل السوريين او تعيدهم قسرا لسوريا.
– تركيا لم تستقبل فقط لاجئين سوريين من سوريا، وانما ايضا جنسيات أخرى مثل الفلسطينيين المقيمين في سوريا من سنوات.
– يوجد 547 الف سوريا مسجلون في إسطنبول، وفي ضوء هذا العدد والامكانات المتاحة، أغلقنا الباب أمام تسجيل مزيد من السوريين في المدينة، “فقد بلغت إسطنبول اقصى حد لها”
– ومع ذلك هناك استثناءات تمنح لأسباب إنسانية.
– يتم تخيير السوريين الغير مسجلين في إطار برنامج الحماية المؤقتة في اسطنبول بين العودة للولاية التي تم تسجيلهم فيها٬ او التوجه لمحافظة أخرى متاحة في تركيا، أو العودة لبلادهم، أو اختيار بلد ثالث، أو اخيرا الذهاب لمركز إيواء.
– كل السوريين تقريبا يريدون الإقامة في إسطنبول، لكن هذا مستحيل عمليا، لذلك أغلقنا باب تسجيل مزيد من السوريين في المدينة منذ 2016.
– منذ بداية الأزمة السورية، ولد 434 الف طفل سوري في تركيا ومن المهم ادماج هذا الجيل في المجتمع والعناية به.
– هذا الرقم لوحده يعني أن عدد السوريين يزيد في تركيا، رغم العودة الطوعية المستمرة، ولا ينقص كما يدعي البعض.
– لمواجهة الأخبار المضللة وحملات التشويه، اعددنا 14 فيديو وكتيبات بـ6 لغات، بينها العربية، لتوضيح كافة جوانب المعيشة في تركيا للنازحين والحقوق والواجبات، كما ننظم لقاءات دورية مع النازحين في 19 ولاية لتعريفهم بحقوقهم وواجباتهم.
-أيضا، هناك مراكز هاتفية لتقديم النصيحة والمشورة للسوريين والأجانب عموما، استقبلت منذ أغسطس 2015 وحتى يوليو 2019 ما يزيد عن 3 مليون مكالمة، كما هناك 10 آلاف و364 مهاجر تم انقاذهم من الغرق او مساعدتهم على تجاوز ظروف صعبة بفضل هذه المكالمات.
– في تركيا يوجد 20 الف و701 سوري يدرسون حاليا في الجامعات التركية وعلى مستوى المدارس، زاد العدد من 230 الف تلميذ سوري في المدارس التركية في 2015 إلى 643 الف في 2019 من إجمالي حوالي مليون سوري في سن الدراسة، موجودين بتركيا.
– منذ 2016، وفي إطار المناطق المؤمنة في تركيا، والممتدة على مساحة 4 آلاف كيلومتر مربع، ضمن نطاق عملية “درع الفرات” ثم عملية ” غصن الزيتون”، شمالي سوريا، عاد 337 الف و729 سوريا طواعية إلى بلادهم.
– إجمالي عدد الأجانب الذين دخلوا تركيا بصورة غير شرعية أو المقيمين بصورة غير شرعية في تركيا وصل إلى أكثر من 162 الف نهاية 2018 مقارنة بـ57 الف في 2005، علما بأن أغلب هؤلاء من الأفغان أو الباكستانيين.-
– أغلب هؤلاء المخالفين ضبطوا في المحافظات الغربية لتركيا، أي القريبة لحدود دول أوروبا، وبوجه عام، عدد المخالفين الذين يصلون لأوروبا بشكل غير قنوني عبر تركيا في تناقص مستمر، مقابل زيادة أعدادهم في تركيا.
– الطاقة الاستيعابية لمراكز الإيواء والترحيل في تركيا تصل إلى 19 الف نهاية العام الجاري، ولا توجد اي دولة في أوروبا تملك هذه الطاقة، فألمانيا على سبيل المثال، الطاقة الاستيعابية لمراكز الترجيل فيها لا تتجاوز 7 آلاف.
– ترجو إدارة الهجرة من السوريين أن يثقوا فقط في الأخبار الرسمية التركية ولا ينساقوا وراء الأخبار المضللة التي تنشر أحيانا على السوشيال ميديا وألا يوقعوا على أي وثيقة دون قرائتها وفهمها جيدا.
– بموجب قانون الحماية، أي سوري في تركيا يرتكب جريمة وتثبت إدانته، يعاقب عليها، مثله مثل أي تركي، وبموجب قانون الحماية يمكن أن يرحل لبلده على على خلفية هذه الجريمة، او يتم وضعه في مركز اعتقال اداري.
– رغم ما ينشر أحيانا في الإعلام، يمكن القول انه لا توجد حوادث خطيرة تم تسجيلها بين اللاجئين السوريين وبين الأتراك، وربما أوضح دليل على ذلك أن 80 بالمائة من سكان مدينة كيليس التركية، الحدودية مع سوريا، هم من السوريين ومع ذلك، لم نسمع عن اي حادثة خطيرة هناك.
من جانبه، شدد أوتكو اتاهان، المسؤول بإدارة الهجرة واللجوء بوزارة الخارجية، على أن قضية الهجرة توظف سياسيا من البعض مثلما تفعل أحزاب اليمين المتطرف في اوروبا.
ولفت لى أنه بعد انخفاض عدد المهاجرين الوافدين إلى أوروبا انطلاقا من تركيا في الأعوام القليلة الماضية، أصبح المجتمع الدولي مطالبا أكثر بتقديم الدعم اللازم لتركيا. المصدر/A.A