يبدو أن آلاف السوريين اللاجئين في ألمانيا قد وضعوا أنفسهم تحت خطر سحب اللجوء الممنوح لهم من قبل الحكومة الألمانية، خاصة بعد الإجازة الصيفية التي أصبحت عبئا على الكثير من طالبي اللجوء السوريين في ألمانيا.
الوزير وفي تصريح يوم الأحد 18 أغسطس/ آب ، قال “لا يمكن أن يدعي أي لاجئ سوري يذهب بانتظام إلى سورية في عطلة، بجدية أنه تعرض للاضطهاد. علينا حرمان مثل هذا الشخص من وضعه كلاجئ”.
واكد الوزير أنه إذا كان المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين على علم بسفر طالب اللجوء إلى البلد الأصلي، فستدرس السلطات على الفور إلغاء وضعه كلاجئ، عبر بدء إجراءات سحب اللجوء. وأضاف أن السلطات تراقب الوضع في سوريا بنشاط، مضيفا “سنعيد (طالبي اللجوء) إلى بلادهم إذا سمح الوضع بذلك”.
يذكر أن نحو 780 ألف سوري فروا إلى ألمانيا في السنوات الأخيرة في أعقاب الحرب السورية المستمرة منذ ثماني سنوات.
وعادة ما تقوم الشرطة الاتحادية في المطارات بمراقبة مثل هذه الحالات وتقوم بتبليغ المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين بأسماء لاجئين يشتبه في زيارتهم لأوطانهم التي هربوا منها نتيجة لاضطهاد تعرضوا له.
وصف المحلل السياسي الألماني، ألكسندر راهر، الوضع بالسخيف للغاية، قائلا “حصل اللاجئون على صفة اللجوء السياسي في ألمانيا ليتمتعوا بالحماية من الاضطهاد في بلدهم، قالوا بأنهم هربوا من الاضطهاد والسجن والتعذيب والإعدام، وفي المحصلة يذهبون الى سوريا لقضاء عطلتهم، وللراحة ولزيارة أقاربهم”.
وتابع قائلا “لقد أصبحت صفة “اللجوء” سخيفة”، وهذا الشخص لم يصبح لاجئا وإنما سائحا ويمكنه الذهاب إلى أي مكان”.
وأضاف راهر “السؤال الأهم، هو كم عدد هؤلاء الأشخاص الذين يقومون بهذا الأمر؟ ومن أين لهم هذه الأموال؟”.
بالنسبة لمدى مشاركة السوريين اللاجئين في عجلة الاقتصاد الألماني، قال راهر “مساهمتهم قليلة وتصل للحد الأدنى، نعم ربما يوجد بينهم أطباء ومهندسون لكن الغالبية العظمى غير مندمجين بشكل جيد في المجتمع ولا تكاد توجد فرص للتكيف مع الوضع هناك”.
ردود الفعل في الشارع الألماني
“من غير المنطقي أن يقوم شخص يعيش على حساب دافعي الضرائب ويأخذ معونات اجتماعية من مركز العمل، بالسياحة والسفر على حساب دافعي الضرائب مرارا وتكرارا وخصوصا إن كان هذا الشخص لاجىء ويقوم بزيارة بلده الأم الذي قدم منه لألمانيا وقدم لجوئه على أساس الحرب في بلده. من غير الحكمة أيضا القيام بذلك خصوصا في ضوء ارتفاع أصوات الأحزاب اليمينية الشعبوية المنادية بترحيل اللاجئين. بعض اللاجئين وتصرفاتهم غير المدروسة لديها تأثير كبير في الشارع الألماني خاصة لدى اليمينيين منهم”.
بهذه الكلمات وصف أحد المغتربين السورين القاطنين في ألمانيا بما تقوم به فئة من طالبي اللجوء.
ردود أفعال غاضبة من الشارع الألماني على مواقع التواصل الاجتماعي، نددت بما يقوم به اللاجئون السوريون، فعلق صاحب حساب حمل اسم Mick قائلا “لماذا لا يعودون على أي حال لإعادة بناء بلدهم؟ لقد تذوقوا الآن “الحريات” الحرفية للغرب التي يمكنهم إعادة بنائها وتحقيق النجاح فيها من خلال إخراج الدين من السياسة في بلدانهم الخاصة، وبذلك سيفتحون بلدانهم على العالم”.
وعلق صاحب الحساب Charles Carlier قائلا “حتى الآن بعد كل التنوع المستورد، أصبحت سوريا أكثر أمانا من ألمانيا”.
كما وعلق صاحب حساب آخر على نوعية الأخبار التي يقدمها الاتحاد الأوروبي قائلا “يريد الاتحاد الأوروبي إبقاء سوريا في حالة حرب في الأخبار”