برلماني كويتي سابق: “لا يعادي أردوغان إلا الديكتاتوريون”

قال العضو السابق في مجلس الأمة ناصر الدويلة، أن “رؤية الشعوب العربية لتركيا مختلفة اليوم عما كانت عليه قبل تولي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الحكم”.

 

ولفت ” الدويلة” إلى أن “اختلاف المشروع السياسي هو السبب الرئيسي لهجوم بعض الأنظمة العربية على تركيا”.

 

وأكد الدويلة إن “رؤية الشعوب العربية لتركيا تختلف اليوم عما كانت عليه قبل تولي أردوغان سدة الحكم، فقد كان العرب ينظرون للأتراك باعتبارهم أصدقاء للصهاينة ومعادين للعرب ولا يرون فيهم أي شيء جاذب للاهتمام”.

 

وأضاف أنه “بعد تولي أردوغان الحكم اختلفت نظرة عموم الأمة لتركيا وحكومتها وشعبها، فعادت المودة والمحبة والاحترام الكبير لتركيا وشعبها وحكومتها، وأصبحت اليوم هي وجهة العرب الأولى في كل شيء، بالسياحة والتجارة وحتى العسكر والمواقف الدولية”.

 

وأشار إلى أن “حكومة أردوغان غيّرت سنينَ من العداء والكراهية إلى حالة من التعاون والتكامل والبناء المشترك والأمن، وأصبحت الشركات التركية هي الأولى والأكثر مصداقية في كثير من دول العرب”.

 

وحول مستقبل العلاقات التركية العربية، قال الدويلة إنه “إذا استمرت حكومة أردوغان ستتطور العلاقات العربية التركية رغمًا عن الأنظمة”.

 

وحمّل الدويلة مسؤولية “أي فشل” قد يلحق بالعلاقات التركية العربية مستقبلاً، لأطراف ليبرالية تركية مناهضة للتقارب التركي العربي، قائلا إن “المصلحة الاستراتيجية العربية تتحقق مع تركيا أكثر من أي كتلة أخرى سواء شرقية أو غربية، لكن بعض الدول العربية الموالية لتركيا أصبحت تتخوف من مستقبل العلاقة مع تركيا بسبب نتائج انتخابات إسطنبول وبعض التصريحات التي صدرت من شخصيات ليبرالية تركية مناهضة للتقارب العربي الإسلامي”.

 

ورأى أن “هذا جهل كبير من تلك التيارات لأن المصالح الاستراتيجية مع العرب هي التي تحقق المصلحة والقوة لتركيا، وليس الأيديولوجيات المناهضة للعرب و الإسلام”.

 

اقرأ أيضا

“عملاق العصائر” في تركيا تعلن إفلاسها

وأضاف في السياق نفسه أن “مصلحة الشعوب العربية والتركية أن تلتف على بعضها البعض، فبينها أرضية مصالح كبيرة وقاعدة الإسلام العظيمة”، مشددا أن “تطوير تلك العلاقة سيحقق مصالح الأتراك والعرب معا، ويقوي دولهم ومستقبل أجيالهم”.

 

ورأى الدويلة في سياق حديثه أن “وضع الجمهورية التركية اليوم وضع مختلف جدًا عن مراحل تطور وسقوط الدولة العثمانية، فالمبادرة الآن بيد الاتجاه الإسلامي رغم قوة ومناكفة التيار المناهض له، ومرحلة الجمهورية اليوم مرحلة مخاض عسير للانتقال من التحرر الغربي إلى القيم والتاريخ و الجذور الإسلامية”.

 

وعن سبب شن بعض الأنظمة العربية هجمات متعددة الأوجع على تركيا، قال الدويلة إن “السبب هو اختلاف المشروع السياسي، فالأنظمة العربية التي تهاجم تركيا هي أنظمة مناهضة للمشروع الإسلامي وممالئة للمشروع الغربي، وهي في عمومها أنظمة دكتاتورية بوليسية، تعتبر الحرية الدستورية عدوة لها و مهددة لأمنها”.

 

وتابع أن “الأنظمة العربية الثلاثة المناهضة لتركيا (لم يسمّها) ستبقى على ما هي عليه، بخلاف باقي الدول العربية، لكن ذلك مرتبط بشخصيات القادة وليس بمصالح الدول، وستتغير مواقف تلك الدول بمجرد حدوث أي تغيير في قياداتها”.

 

وأضاف أن”العرب يميلون نحو مزيد من الاستقلال والسيادة الوطنية ويرفضون أي وصاية من أي جهة، لكنهم يميلون في مشاعرهم نحو العالم الإسلامي خاصة تركيا وباكستان”.

 

وأوضح أن “تركيا وباكستان تمثلان اليوم عمقا حقيقيا للعرب السّنة”، مؤكدًا أن “الشعوب العربية ستبقى تقف مع تركيا ما دامت الأخيرة تحترم استقلالها وأمنها وتدافع عن مصالح المسلمين والمسجد الأقصى، ولن تقف الشعوب العربية مع العدوان أو الأنظمة الدكتاتورية”.

 

وختم الدويلة حديثه أن “حكومة أردوغان تواجه تآمرا دوليا عالميا وهي صامدة بوجه هذا التآمر الذي يجد له عملاء من الداخل، حتى من بعض المحسوبين على التيار الاسلامي للأسف بسبب الأحقاد والضغائن والغيرة والحسد، لكن إن شاء الله يهدي الله الأمة التركية العظيمة لقيادة العالم الإسلامي من أجل التقدم و الرقيّ”.

.

المصدر/ وكالةrt

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.