نشرت الصحف التركية خلال يوميين الماضيين تقرير متعددة تطرح أسباب استقالة رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو ويسلط التقرير التالي الضوء علي أبرز محطات الخلاف بين الرئيس أردوغان وأحمد داوود أوغلو .
في شباط 2015، استقال هاكان فيدان من منصبه رئيسًا للاستخبارات العامة في تركيا، على أن يقوم بالترشح لعضوية في البرلمان التركي في انتخابات برلمانية جرت في 7 حزيران 2015.
الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عارض حينها ترشح فيدان لعضوية البرلمان، وقال إنه ليس من صلاحياته الموافقة على طلبات الترشيح أو رفضها، وأنه أخبر داوود أوغلو أنه لا ينظر لترشيح فيدان بإيجابية.
وقيل حينها إن الاستقالة كانت بناءً على طلب رئيس الوزراء آنذاك، أحمد داوود أوغلو.
وبعد أسابيع من الاستقالة سحب فيدان ترشيحه، وعاد إلى منصبه في رئاسة الاستخبارات العامة.
واعتبر داوود أوغلو أن عودة فيدان إلى مؤسسة الاستخبارات العامة جاءت بعد تشاور مع الرئيس، ولم يصف ما جرى بأنه اختلاف في الرأي، وقال آنذاك، “إذا واجهنا قناعات مختلفة فإننا سنتشاور”.
حاول داوود أوغلو، مطلع عام 2015، تطبيق خطة شفافية في الحكومة، لكنها واجهت خلافًا مع أردوغان.
تضمنت الخطة كشف حسابات جميع السياسيين المالية، بالإضافة إلى اتخاذ بعض الترتيبات في قرارات تقسيم المناطق من الوزارات والبلديات.
أردوغان جمع حينها مجموعة من أعضاء الحزب الذين عارضوا الخطة، وقال إنه لو تم شمل رؤساء البلديات ورؤساء المناطق بقانون كشف حساباتهم المالية، فإنه لن نجد من سيحق له استلام هذه المناصب، بحسب ما نقلت صحيفة “ميليت“، في 18 كانون الثاني 2015.
بعد خلاف طويل بين تركيا وحزب “العمال الكردستاني” توصل الطرفان إلى خارطة طريق، أعلن عنها داوود أوغلو من مكتب رئاسة الوزراء في القصر العثماني “دولما باهشة”، معتبرًا أنه اتفاق تاريخي.
حضر الاتفاق، في عام 2015، كل من نائب رئيس الوزراء حينها، يالشن أكدوغان، ووزير الداخلية وأعضاء من حزب “الشعوب الديمقراطي”.
وقال نائب رئيس الوزراء، يالشن أكدوغان، إن “عدم الاحتكام للسلاح سوف يسرع من التنمية الديموقرطية في البلاد، نحن مصممون على الوصول بالعملية إلى النتيجة النهائية”.
وتم الاتفاق عن موقع الإعلان عن حل الخلاف وأين سيقام ومن سيحضر، وفي نفس الوقت تم الكشف هن هيئة ستتوجه للقاء عبد الله أوجلان المسجون في جزيرة “ايمارلي”، لكن ذلك كله كان قبل إعلان الرئيس، رجب طيب أردوغان، عن موقفه الصريح مما يجري.
قال أردوغان حينها، “أتابع ما يجري في الصحف، لا علم لدي بأي مما يجري أنا لا أنظر لهذا الأمر بإيجابية، لم يتم ذلك لإرضاء شخص ما. يجب أن تبقى العملية الأخرى في إطارها الخاص”.
وأردف أن “هناك روائيين منهم (من حزب العمال الكردستاني) أُرسلوا إلى الجبل، ماذا كانت النتيجة؟ هل سيكتبون روايات جديدة؟ لاحاجة لهم، ولا أجد أن ما يجري أمرًا صحيحًا”، مشيرًا إلى ضرورة إبقائهم في السجن.
في 7 من حزيران 2015، جرت انتخابات برلمانية في البلاد، وفشل خلالها حزب “العدالة والتنمية” في الفوز، منفردًا بتشكيل الحكومة.
أحمد داوود أوغلو بدأ على الفور بإجراء مفاوضات مبكرة لإنشاء حكومة ائتلافية في البلاد، لكن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لم يكن يدعم فكرة هذا الائتلاف وكان يؤيد إعادة الانتخابات.
قال أردوغان، “سنرى في الأيام المقبلة ان كان سيشكل هذا الائتلاف أم لا، لو نظرنا للسنوات الثلاثين الماضية فإن أطول تحالف حصل في تركيا استمر لمدة ثلاث سنوات ونصف، وقبلها كان هناك تحالف استمر لـ 16 شهرًا”.
داود أوغلو، ألمح إلى عدم دعمه الكامل للتحول إلى النظام الرئاسي، وقال، “نود أن يتغير النظام، وجلبنا النظام الرئاسي إلى جدول الأعمال. أود أن أضعه في الإعلان”، لكنه أردف، “أنا لست ضد النظام البرلماني ولم أكن أبدًا“.
وتطلب الوصول إلى النظام الرئاسي إعادة الانتخابات التي فشل فيها “العدالة والتنمية” في المرة الأولى.
وأضاف، “النظام في تركيا ليس نظامًا برلمانيا، تصورنا عملية تحول إلى النظام الرئاسي لكن شعبنا لم يوافق عليه بحسب الأصوات التي حصلنا عليها في الانتخابات (الأولى)، والآن (بعد إعادة الانتخابات) يقع على عاتقنا مسؤولية العمل بالنظام الحالي”.
الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، كان له رأي مغاير، إذ اعتبر أن “الرئيس ملزم بالطبع بالقيام بواجباته في إطار الصلاحيات المنصوص عليها في الدستور، وهو مسؤول مباشرة أمام الأمة”.
وأردف، “هذا ما سيفعله أي أحد يجلس على هذا الكرسي. سواء قبلنا أو لم نقبل، النظام في تركيا تغير”.
بعد انتخاب أحمد داوود أوغلو رئيسًا للحزب، في آب 2014، حصل خلاف جديد بينه وبين أردوغان، حول تشكيل قائمة تضم 50 عضوًا كامل العضوية و25 عضوًا بديلًا.
حينها، تمت محاولة تعيين بن علي يلدريم، أحد أقرب الأسماء للرئيس أردوغان رئيسًا للحزب ،عن طريق جمع تواقيع 900 من أعضاء الحزب، ولكن لم يتم تعيينه، بعد نقاشات جرت في كواليس الحزب رفضت هذه الطريقة وطالبت بإجراء انتخابات داخل الحزب، وتمت إعادة انتخاب داود أوغلو رئيسًا بالإجماع.
بعد أن أصر داود أوغلو على قائمته الخاصة، بدأ بن علي يلدريم عملية الترشح رسميًا لرئاسة الحزب.
عارض داوود أوغلو اعتقال الأكاديميين الذين انتقدوا العمليات ضد حزب “العمال الكردستاني” عن طريق عريضة وقعها 1100 أكاديمي تركي، في كانون الثاني 2016.
وقال داوود أوغلو، “أنا ضد اعتقال الأشخاص قبل محاكمتهم من حيث المبدأ، مالم يكن هناك التزام قانوني، ماذا لو كان الذي تم اعتقاله بريئًا، لا يمكن لأحد أن يعوضه حقه”.
وأوضح، “دعهم يعطوني أعظم عقوبة، لكن لا تسلبوا حرية التعبير (…) أنا لا يمكنني قبول أي تقييد للتفكير”.
وأرجع موقفه هذا إلى كونه أكاديميًا عاش أحداث انقلاب 28 شباط 1997، حينها انقلابًا عسكريًا أطاح بحكومة رئيس الوزراء نجم الدين أربكان.
موقف الرئيس التركي أردوغان كان معارضًا تمامًا لفكرة محاكمة الأكاديميين دون اعتقال، إذ انتقد الفكرة علنيًا في خطاب، في 5 من نيسان 2016.
وقال الرئيس التركي، “يقولون إنه يجب محاكمة الأكاديمي دون أعتقال، ما هذا، إذا كان مذنبًا وأقر الحاكم فيجب أن يتم اعتقاله ومحاكمته”.
وأضاف، “لا يوجد فرق لدينا، هناك أكاديمي داعم للإرهاب، صحفي لكنه جاسوس، مظهره سياسي لكنه عميل، يجب أن نكون حذرين بهذا الشأن”.
أحد أكثر الأمور التي أزعجت رئيس حزب “العدالة والتنمية”، أحمد داوود أوغلو، هي انتزاع صلاحياته في تعيين أعضاء الهئية التنفيذية للحزب (MKYK)، في نيسان 2016، بحسب ما ذكرت “جمهورييت” آنذاك.
وقال أحد أعضاء الهئية التنفيذية، لموقع “onedio“، إن داوود أوغلو كان غير مرتاح من التغييرات التي كانت تحصل في بنية الحزب، خاصة مع نزع صلاحياته في تعيين أعضاء الهئية ومنحها لنائب رئيس الحزب”.
وأوضح، “50 من أعضاء الهئية التنفيذية للحزب مقربون من أردوغان، و47 منهم قاموا بتوقيع عريضة بشكل سري، العديد من أعضاء الحزب اعتبر ما جرى بانقلاب على أحمد داوود أوغلو”.
داوود أوغلو من مواليد 26 من شباط 1959، وعيّن بعد انتخابات 2002 في منصب كبير مستشاري رئيس الوزراء آنذاك والرئيس الحالي أردوغان، ثم تولى منصب وزير الخارجية في الحكومة عام 2009، واستلم منصب رئيس الوزراء في 2014.
عُيّن داوود أوغلو وزيرًا للخارجية في أيار سنة 2009 واستمر فيها حتى استلامه رئاسة الحكومة التركية في 28 من آب من 2014.
وهو متزوج ولديه أربعة أبناء، وله العديد من الكتب والمقالات في السياسة الخارجية، واختارته مجلة “فورين بوليسي” في العام 2010 ضمن أهم 100 مفكر في العالم.
استقال داوود أوغلو من رئاسة الحكومة، في 5 من أيار 2016، وقال في المؤتمر الصحفي الذي عقب للإعلان عن استقالته “لن يسمع أي كان كلمة مسيئة مني بحق الرئيس أردوغان، ولا أرضى بأي تشكيك في علاقتي الشخصية معه، مضيفًا، “خسارة منصب رئيس حزب العدالة والتنمية أهون علي من خسارة رفيق درب”.
في أواخر شباط 2019، تحدثت مصادر صحفية تركية عن نية داوود أوغلو الإعلان عن حزب سياسي جديد بعد صدور نتائج الانتخابات البلدية التركية، التي جرت في 31 من آذار، لكنه حتى الآن لم يعلن عنه رسميًا.
.
وكالات
اندلع حريق هائل في أحد المنازل الصفيحية الكائنة بشارع 1615 في منطقة إيكين التابعة لماماك…
بعد سقوط نظام بشار الأسد، تواصل الحكومة السورية المؤقتة خطواتها لتشكيل إدارة جديدة. ورغم أن…
مع اقتراب الاجتماع الرابع والأخير للجنة تحديد الحد الأدنى للأجور في تركيا، يترقب الملايين من…
فاز اللاعب التركي الدولي، اردا جولار، نجم ريال مدريد، بجائزة أفضل لاعب شاب تحت 23…
أدلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتصريحات بارزة عقب اجتماع مجلس الوزراء، الذي عقد في…
أعلن رئيس فرع حزب العدالة والتنمية في إسطنبول، عثمان نوري كاباك تبه، عن انسحابه من…
هذا الموقع يستعمل ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) لتحسين تجربة استخدامك.