نشر موقع المونيتور الأمريكي تقريرا مطولا لمحلل الشؤون الأمنية، متين غورجان، تناول فيه الخطوات التركية المتسارعة في إنتاج الطائرات بدون طيار، متسائلا عن الأساس المنطقي الاستراتيجي وراء طموح أنقرة للحصول على طائرات مسيرة بعيدة المدى مزودة بصواريخ كروز وقدرة دقيقة على الغارات الجوية.
ويستهل التقرير بالإشارة إلى أن شركة بايكار ماكاينا التركية الرائدة في إنتاج الطائرات بدون طيار التي تنتج طائرات من طراز TB2، تتعاون مع شركة تجارة الأسلحة الأوكرانية “أوكرسبيتس إكسبورت” الخاضعة لسيطرة الدولة لإنتاج محرك مزدوج للطائرة التركية أكينجي “Akinci”.
ويضيف أن الدافع الرئيس وراء مشروع التعاون بين باراك ماكينا والشركة الأوكرانية هو مشكلة المحرك الأبدية التي لم تتمكن صناعة الدفاع التركية من مواجهتها. وفي إطار هذا المشروع المشترك، ستشتري بايكار ماكينا محركات توربينية أوكرانية من نوع MS-500V-S، تولد ما بين 950 إلى 1050 حصانًا ومحركات AI-450C التوربينية التي تولد 450-630 حصان لطائرات أكينجي.
وقد تسملت تركيا عينات من تلك المحركات أوائل الشهر الحالي، وأجرت تجارب عليها في 7 أيلول/ سبتمبر الجاري.وبعد نجاح تجربة أول صاروخ كروز من نوع SOM-B2 برأس حربي قادر على اختراق مخبأ خرساني، فمن المتوقع أن تزود به الطائرة المسيرة أكينجي التي ستدخل الخدمة في الجيش التركي في عام 2021.
ويلفت التقرير إلى أن أنقرة تولي أقصى درجات الاهتمام لجهود بايكار ماكينا. وعلى الرغم من الأزمة الاقتصادية في تركيا، فقد مُنحت الشركة هذا الشهر دعما حكوميا بنحو 120 مليون دولار بالإضافة إلى إعفاءات التصدير والقيمة المضافة لبناء مصنع ضخم في حي إسينيورت في إسطنبول لإنتاج أكينجي، والذي سيكون أول مصنع في تركيا لإنتاج أول طائرة بدون طيار مسلحة طويلة المدى، وفي الوقت نفسه مضاعفة إنتاج الطائرة TB2.
ووفقًا للجريدة الرسمية التركية، فإن المصنع الجديد سيوفر 1000 وظيفة ويقوم بتصنيع 46 طائرة من نوع TB2، و37 محطة أرضية، والأهم من ذلك تصنيع 36 طائرة من طراز أكينجي في غضون عامين.
ومن المتوقع أن تسلم الشركة 24 طائرة من طائرات أكينجي إلى الجيش التركي خلال عامين وتصدر 13 طائرة إلى أوكرانيا. وعلاوة على ذلك، أبدت قطر وأذربيجان وماليزيا اهتمامها بشراء هذه الطائرة.
ويتسائل التقرير عنا لأساس المنطقي الاستراتيجي وراء طموح أنقرة للحصول على طائرات بدون طيار بعيدة المدى مسلحة بحمولات ثقيلة وقدرة دقيقة على الغارة الجوية، وما هي نوع العمليات التي تخطط أنقرة لاستخدام هذه الأنظمة فيها.
ويجيب بأن تعريف أنقرة للطائرة أكينجي بأنها “طائرة مقاتلة جو – أرض بدون طيار” – أكثر منها طائرة بدون طيار، فضلا عن أنها مزودة بصاروخ كروز وبمدى طويل يمنح تركيا قدرة صاروخية غير مأهولة تصل إلى مسافة 600 كيلومتر (373 ميل).
وهذا يعني وفقا للتقرير أن الطائرة أكينجي ستحل محل طائرات F-16 العاملة حاليًا في شمال العراق ثم في شمال سوريا ضد تنظيم “بي كي كي”. وعندما تدخل الطائرة الخدمة ،ستحصل تركيا على قدرة مراقبة جوية منخفضة التكلفة ومنخفضة المخاطر على مدار الساعة فوق بحر إيجه وشرق البحر المتوسط.
ويشير إلى أن قرار واشنطن فتح المجال الجوي في شمال شرقي سوريا أمام الطائرات بدون طيار التركية وليس أمام المروحيات التركية يُظهر لأنقرة أهمية التفوق الجوي في محيطها. وهذا هو السبب في أن الطائرات بدون طيار وربما الطائرات المسيرة المقاتلة ستكون أولويات أنقرة في المستقبل القريب.
ووفقا للتقرير فإن تركيا تواجه في الوقت الحالي ثلاث مشاكل مهمة تتعلق بأكينجي:
الأولى، ضمان استمرار شراء المحرك من أوكرانيا عندما يبدأ إنتاج المسلسل بدون طيار. والثانية الانحرافات المحتملة لأحمال الذخيرة وقضايا مركز الثقل الناشئة عن كتلة آكينجي وجناحيها. والثالثة اعتماد الطائرة على نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، مما يمثل خطورة كبيرة.
وفيما يتعلق بالمشكلة الأخيرة، فإن البديل العالمي الوحيد لنظام GPS الذي تسيطر عليه الولايات المتحدة هو نظام GLONASS الروسي الذي وصل إلى تغطية عالمية كاملة قبل عامين.
والسؤال المطروح هو هل ستبقى الطائرة أكينجي مرتبطة بنظام GPS أم ينتقل إلى GLONASS؟
ويجيب بأن الولايت المتحدة إذا لم تسهم في تزويد تركيا بالنظام، فإن تركيا ستكرر تجربة منظومة S-400 الروسية، أي شراء المنظومة الروسية GLONASS. وهذا يعني أنه كلما اردادت حدة الأزمة بين أنقرة وواشنطن في مجالات الدفاع والأمن ، زادت العلاقات بين أنقرة وموسكو، وهذا بدوره يعني المزيد من الأزمات مع الولايات المتحدة.
.
وكالات