أخذت المنطقة الآمنة في سوريا حيزاً واسعاً من الجدل في الآونة الأخيرة، وسط سعي تركي لإنشاء هذه المنطقة لإبعاد خطر الإرهاب عن حدودها، وتأمين عودة اللاجئين السوريين إليها.
وبدأت في الأيام الماضية دوريات تركية أمريكية شمالي سوريا، على الأرض إلى جانب دوريات جوية، بعد اتفاق بين الجانبين على إنشاء ما يسمى بـ ” الآلية الأمنية”على طول الحدود السورية التركية المقابلة لمناطق سيطرة منظمة ” ي ب ك – بي كا كا ” الإرهابية.
إلا أن الجانب التركي عبر غير مرة عن عدم رضاه بما اعتبره مماطلة أمريكية بخصوص إنشاء المنطقة.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عرض في كلمته، أمام قادة العالم في الجمعية العامّة للأمم المتحدة، أمس الثلاثاء، في نيويورك رؤية تركيا للمنطقة الآمنة، والتي تمتد 480 كيلومتر على طول الحدود السورية التركية.
وبإمكان المنطقة الآمنة في سوريا التي اقترحتها تركيا على مسافة طولها 480 كيلومتر شرقي الفرات استيعاب نحو 3 ملايين سوري.
و تضم هذه المساحة على عمق 30 كيلومتر من شمالي وشمالي شرقي سوريا، مدن جرابلس و منبج و عين العرب و عين العرب ( كوباني)، و تل أبيض و سلوك و رأس العين و الدرباسية و عامودا و القامشلي و المالكية.
يشار إلى أن جزء من ريف مدينة جرابلس التي تم تحريرها من قبل الجيشان التركي والسوري الحر في عملية درع الفرات عام 2016 ما يزال تحت سيطرة منظمة ي ب ك – بي كا كا الإرهابي.
ويشكل الطريق الدولي (M4) الذي يربط غربي وشرقي سوريا ( حدود المنطقة الآمنة و يضمن ذلك تعطيل الفعاليات العسكرية لمنظمة ي ب ك بي كا كا الإرهابية التي تستخدم هذا الطريق لنقل الأسلحة و المواد اللوجستية.
وبين أردوغان في كلمته أن بلاده تواصل مباحثاتها مع الولايات المتحدة حيال إقامة منطقة آمنة شمال شرقي سوريا.
وأضاف “في المرحلة الأولى، ننوي إقامة ممر سلام بعمق 30 كم وعلى طول 480 كم، وتوطين مليوني سوري في هذه المنطقة بدعم من المجتمع الدولي”.
وقال إنه بالإمكان رفع عدد السوريين الذين سيعودون من تركيا ودول أوروبية إلى 3 ملايين في المنطقة الآمنة، في حال تمت توسعتها لتصل إلى خط محافظتي دير الزور والرقة السوريتين”.
وأوضح أردوغان أن بلاده تخطط لعقد مؤتمر دولي يشارك فيه لبنان والعراق والأردن، حول أزمة اللاجئين.
وتحتل “ي ب ك” ثلت مساحة سوريا و تتمركز على ثلاثة أرباع الحدود السورية التركية. المصدر/A.A