يعرف المهر أو الصداق أنه عربون المحبة بين العريس وخطيبته، إلا أنه أصبح في بعض الدول العربية مشكلة كبيرة تقف في طريق الشباب المقبلين على الزواج لارتفاع قيمته.
تعرف المغرب بارتفاع قيمة المهر أو الصداق، بالإضافة إلى تكاليف الزواج التي تجبر الشباب على الاقتراض والاستدانة من الآخرين مع بداية الزواج، وهو ما يخلق لديه شعور أن زوجته عبء عليه منذ البداية.
يرجع بعض المختصين ارتفاع المهر في المغرب إلى التقاليد والعادات الراسخة منذ سنوات، فيما يراها البعض الآخر وسيلة للتفاخر بين العائلات خاصة في المناطق الشمالية والجنوبية.
في هذا الشأن يقول الأستاذ الجامعي في كلية الرباط، الدكتور خالد فتحي، “ارتفاع المهر ظاهرة في بعض مناطق المغرب خصوصا منطقتي الشمال والجنوب فأحيانا نسمع عن مهور خيالية ولكن ذلك يبقى في بعض العائلات بعينها وهذا يعود لتقاليد وعادات راسخة ورغبة في بعض الأحيان للتفاخر خلال حفلات الاعراس لإظهار هدايا ومبلغ المهر للضيوف” .
وحول علاقة ارتفاع المهر بزيادة نسبة العنوسة يقول المتحدث “الصداق مظلوم مرتين: عند من يغالون فيه فيكون سببا للعنوسة وإثقال كاهل الزوج أو الخاطب خصوصا وأن تكاليف الحياة بعد الزواج باهظة جدا، ثم عند من ينظرون له على أنه صفقة بين الخطيبين لا تتفق وحالة الحب والتفاهم التي يعيشونها وهؤلاء لا يعرفون القيمة الرمزية للصداق الذي هو عربون محبة ودليل على الالتزام”.
كما قال المتحدث أن ارتفاع قيمة المهر، يلعب دورا في ارتفاع نسبة العنوسة إلى أنه توجد عوامل أخرى ساهمت في ارتفاع العنوسة، “أعتقد أن المهر من بين أسباب العنوسة ولكن بشكل أخف لأن هناك أسبابا أخرى أشد وقعا أهمها البطالة وتغير نظرة المرأة لدورها التقليدي وارتفاع نسب الطلاق التي تشكل عاملا محيطا للعزاب”.
في نفس الاتجاه ذهب بعض الأخصائيين، إذ رفضوا تحميل المهور المسؤولية وراء ارتفاع نسب تأخر سن الزواج مستشهدين بدول ومجتمعات لا يطلب أهلها مهورا مرتفعة مثل المجتمع اللبناني، وبالرغم من ذلك فإن نسبة تأخر سن الزواج به تشكل أعلى النسب في العالم العربي.
وفي ظل كل هذا الجدال، يرى المدافعون عن المهور المرتفعة أحقية العروس وأهلها في طلب ما يرونه مناسبا وأن قيمة المهر ترفع من قيمة العروس وتزيد من ثقتها في نفسها وسط أقرانها، كما يجعل زوجها يقدرها ويعلم حقها.
المصدر: وكالات