اجتمع المجلس الاستشاري الأعلى في تركيا، برئاسة الرئيس رجب طيب أردوغان لأول مرة، ما يثير التساؤلات حول هذه الخطوة التي تأتي في ظل استقالات لقيادات مؤسسة في حزب العدالة والتنمية مؤخرا.
وقد شارك في الاجتماع رؤساء سابقون للمجلس البرلماني التركي، منهم من حمل حقائب وزارية سابقا وهم: نائب رئيس الوزراء الأسبق بولنت أرينج، ورئيس البرلمان الأسبق كوكسال توبتان ووزير العدل الأسبق جميل شيشاك، ورئيس البرلمان الأسبق محمد على شاهين ورئيس الوزراء الأسبق يلدريم أكبولو، ورئيس البرلمان الأسبق إسماعيل كهرمان.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قرر في أيار/ مايو الماضي، تشكيل المجلس الاستشاري الأعلى في البلاد.
اجتماع أول أمس الأربعاء، جاء بالتزامن مع تطورات داخلية وخارجية متلاحقة شهدتها البلاد، كان آخرها انشقاق كل من رئيس الوزراء الأسبق أحمد داوود أوغلو من حزب العدالة والتنمية، ووزير الاقتصاد الأسبق علي باباجان.
كما جاء بالتزامن مع إعادة افتتاح البرلمان التركي، أعماله، للعام البرلماني الجديد، الثلاثاء الماضي، وسط الجدل حول مقترح لتعديل الدستور من أجل تخفيض الحد الأدنى لانتخاب رئيس الجمهورية من 50+1% إلى 40+1%.
وذكرت صحيفة “يني شاغ” المعارضة، أن الاجتماع استمر نحو ساعتين، فيما لم يترشح أي معلومات حول نتائجه.
ورات الصحيفة أن الاجتماع جاء لمنع أي محاولات من أعضاء في صفوف حزب العدالة والتنمية للإنضمام إلى داوود أوغلو وباباجان.
من جهته قال الكاتب التركي، يوسف كاتب أوغلو، إن المجلس الاستشاري الأعلى أسس بناء على طلب الرئيس أردوغان، للاستفادة من خبرات من كانوا على رأس أعمالهم بالسابق من قيادات حزب العدالة والتنمية القديمة والمخضرمة في مجال السياسة.
ووصف أن تلك الخطوة من الرئيس أردوغان، بـ”الايجابية”، وتأتي في سياق الرد على الإدعاءات التي تزعم أنه يتفرد بالقرار لوحده، مؤكدا أن حزب العدالة والتنمية يخضع لمعايير مؤسساتية جماعية.
وأشار إلى أن استحداث المجلس الاستشاري تحت سقف وبنية رئاسة الجمهورية، يسعى من خلالها الرئيس أردوغان، إلى ترسيخ العمل المؤسساتي، ودعم القرار السياسي في قمة الهرم الرئاسي.
واستبعد الكاتب التركي، أن تشكيل المجلس يرتبط بالتطورات الداخلية داخل الحزب الحاكم، وما تبعها من انشقاقات من بعض الشخصيات المؤسسة فيها، موضحا أنه لا ضير من تعددية الأحزاب، إلا أنه بالوقت الحالي كان الأصل من أولئك المنشقين دعم مسيرة الحزب بعيدا عن أي خطوات انفرادية.
بدوره رأى الكاتب المختص بالشأن التركي، طه عودة أوغلو، أن قرار تشكيل المجلس الاستشاري الأعلى في هذا التوقيت له دلالات عديدة في ظل الأوضاع الراهنة التي تمر بها البلاد خصوصا على صعيد الحزب الحاكم.
وأشار في، إلى أن الخطوة تهدف بالدرجة الأولى، إلى محاولة من قبل الرئيس أردوغان لإرضاء بعض القيادات المبعدة في الحزب، أمثال نائب رئيس الوزراء التركي السابق بولنت أرينج.
كما رأى الكاتب التركي، أنها تأتي لإضفاء صورة إيجابية داخل صفوف الحزب الحاكم، بـأنه يقوم بإجراء تغييرات في ظل الحديث عن استمرار نزيف الاستقالات والتصدعات في صفوفه.
وأكد على أن النقطة الأهم من تفعيل المجلس الاستشاري، هي منع حصول انشقاقات واسعة في الحزب وانتقالها إلى حزب علي باباجان المرتقب تشكيله قريبا.
وأضاف أنه من الصعب التنبؤ بنجاح أو فشل هذه الخطوة في ظل حالة التخبط والإرباك التي تضرب المشهد التركي منذ أشهر.
وتابع بأنه يمكن القول إن الكرة في ملعب أردوغان، وأي خطوات تأتي لتدارك الأخطاء السابقة والعمل على عودة شخصيات مؤثرة لإتخاذ القرار، بهدف طمأنة القاعدة الشعبية داخل الحزب الذي وجه رسائل متعددة مؤخرا عنوانها العريض “الانزعاج الكبير من سياسة الحزب الأخيرة”.
.
المصدر/arabi21