كشفت دراسة ميدانية حديثة عن تراجع ميول السوريين في العودة إلى بلادهم مع مرور كل عام.
وقال نائب مدير مركز أبحاث السياسات الاجتماعية التابع لجامعة TOBB للاقتصاد والتكنلوجيا “باشاك يافشان”، إنهم توصلوا إلى تلك النتيجة من خلال مقارنة نتائج استبيانات دراستين يفصل بينهما عامان، ولاحظوا تراجع رغبة السوريين الملحوظ في العودة إلى بلادهم.
وأضاف يافشان أن نسبة السوريين الذين أكدوا رغبتهم بالعودة في حال انتهاء الحرب بغض النظر عن طبيعة النظام الحاكم الذي سيتواجد حينها انخفضت من 9 بالمئة إلى 5 بالمئة، فيما ارتفعت نسبة السوريين الذين أكدوا استحالة عودتهم تحت أي ظرف من 26 إلى 33 بالمئة.
وتابع مشيراً إلى أن نسبة السوريين الذين عبروا عن رغبتهم بالعودة حتى في حال استمرار الحرب انخفضت بدورها من 11 بالمئة إلى 5 بالمئة فقط.
وأردف أن تراجع ميول السوريين في العودة مع مرور كل عام ظهر واضحاً من خلال مقارنة نتائج الدراستين، فيما ازدادت ميولهم وتوجهاتهم نحو الاستقرار في تركيا.
وفيما يتعلق بالمسافة الاجتماعية، أضاف يافشان أنهم لاحظوا تقارب الفئة العاملة من السوريين من الشعب التركي، وهو ما يؤكد بأن التكيف مع العمل يجسّد المعنى الحقيقي للاندماج الاجتماعي.
وأردف مشيراً إلى أنهم صُدموا بأن طلبة الجامعات السوريين الحاصلين على الجنسية التركية أو منح للدراسة كانوا على مسافة بعيدة جداً من أقرانهم الأتراك.
وتابع أن الطلبة السوريين قالوا في مقابلات أجراها مسؤولو المركز معهم، إنهم يواجهون ردود فعل واسعة من قبل الطلبة الأتراك لدى الكشف عن حصولهم على الجنسية التركية أو تلقيهم منح للدراسة في الجامعات، مؤكدين على أن الأمر يدفع الأتراك للتحامل عليهم.
أما بالنسبة لطلبة المدارس، أشار يافشان إلى وجود قرابة مليون طفل سوري في سن التعليم تبلغ نسبة التحاقهم بالمدارس نحو 65 بالمئة.
وأكمل أن أعداد من هم في سن التعليم الابتدائي يُقدر بنحو 382 ألف طفل، بينهم 368 ألفاً مسجلون في المدارس.
ولفت الانتباه إلى وجود انخفاض لا يُصدق في نسبة الطلبة الملتحقين بمدارس المرحلتين الإعدادية والثانوية، مضيفاً أن “البلوغ المبكر” يلعب دوراً هاماً في التسبب بذلك الانخفاض من خلال عمالة الأطفال غير المسجلة.
وختم حديثه بالإشارة إلى انتشار ظاهرة الزواج المبكر بالنسبة للفتيات وشيوعها لدى السوريين.
المصدر: جسرترك