نشرت صحيفة “يني شفق” شهادات لأطفال سوريين وقعوا ضحيةً للتنمر والرفض الاجتماعي من قبل أقرانهم الأتراك، في ظل انتشار خطاب الكراهية وارتفاع حدّته في وجه اللاجئين السوريين.
واستهلّت الصحيفة مقالها، بالإشارة إلى أن المواقف التي يسردها المقال نجمت بطبيعة الحال عن تأثر الأطفال الأتراك لا شعورياً بخطاب الكراهية المتفشي عبر منصات التواصل الاجتماعي على يد من وصفتهم بـ “السياسيين غير المسؤولين”، إضافة إلى عنصرية الأبوين.
“س – ه / 9 أعوام” هي طفلة سورية في الصف الـ 3 الابتدائي، لجأت إلى تركيا برفقة والدتها وأشقائها بعد أن استشهد والدها في دمشق، تحدثت للصحيفة مشيرة إلى أنها تحظى بمعاملة سيئة من قبل مدرّسها وزملائها الأتراك في إسطنبول.
أضافت “س – ه” قائلة إن مدرّسها يتعمد تجاهلها كل ما رفعت يدها للإجابة على أحد الأسئلة، فيما يسألها زملاؤها باستمرار: “لماذا أتيت إلى بلادنا؟”، ويعتدون عليها بالضرب دون أن ينالوا أيّ عقاب من المدرّس.
“لا أملك أيّ صديق، فهم يقصونني من كافة ألعابهم، لا أرغب بالذهاب إلى المدرسة، وأبكي في معظم الأحيان خلال ذهابي إليها”، هكذا ختمت الطفلة شهادتها.
“ج – م / 6 أعوام” هو طفل آخر لجأ وعائلته إلى تركيا قبل عام ونصف قادماً من إدلب بعد أن قضي والده أيضاً في الحرب، يقول “ج – م” إن أيامه الأولى في المدرسة مرت بصعوبة، مضيفاً أن مدرّسه التقط له مقطعاً مصوراً خلال مشادة جمعته مع زميله التركي من ثم طرده خارج الصف.
ويضيف قائلاً: “استدعى المدير والدتي، وطردوني من المدرسة دون أن يستمعوا حتى إلى سبب تلك المشادة، شعرت بحزن كبير في ذلك اليوم، أرغب كثيراً بالذهاب إلى المدرسة”.
بدوره قال “م – أ / 7 أعوام” للصحيفة، إنه حظي بأصدقاء جيدين خلال المرحلة التحضيرية، غير أن ذلك لم يدم طويلاً، حيث انتقل مؤخراً إلى المرحلة الابتدائية، واصطدم بزملاء قابلوه بتنمّر وعمدوا إلى سلبه أقلامه والخربشة على دفاتره.
يضيف “م – أ” أن أحد زملائه الأتراك صارحه مؤخراً بسبب عدائه قائلاً: “والدي لا يحبكم (السوريين)، لهذا السبب أنا أيضاً أكرهكم”، من ثم غرس القلم في يد الطفل السوري متسبباً بإيلامه.
“في ذلك اليوم عدت إلى المنزل وألقيت حقيبتي على الأرض، (لن أذهب مرة أخرى إلى المدرسة) صرخت باكياً، جميع الأطفال يذهبون إلى المدرسة وأنا أيضاً أرغب بذلك، لكن لا أحد هناك يحبني”، يقول “م – أ”.
أما “ب – ج / 15 عاماً” فيواجه بدوره تنمّراً من مستوى مختلف، وصل إلى حدّ التقاط زملائه الأتراك صوراً عارية له خلال تبديله ثيابه في حصة الرياضة، ومطالبتهم إياه بدفع 100 ليرة لقاء حذفهم تلك الصور.
“بالرغم من معرفة المدرّس بالأمر إلا أنه لم يفعل شيئاً”، يقول “ب – ج” مضيفاً أن مدرّس الفيزياء يصرخ أيضاً في وجهه قائلاً: “اخرس أنت” حينما يحاول الاستفسار عن معلومة لم يتمكن من فهمها في الحصة.
يتابع “ب – ج” حديثه معرباً عن قلّة حيلته، ومشيراً إلى أنه لم يشهد سابقاً مثل هذه الظروف السيئة، حيث وصل الحد إلى تجنّب الجميع محادثته.
ويختم قائلاً: “لو لا الحرب لما جئنا إلى هنا، أحب تركيا وكل ما أرغب به أن ينصت المدرسون إلي”.
ويأتي مقال الصحيفة التركية بالتزامن مع حادثة انتحار الطفل السوري “وائل السعود” في ولاية كوجالي (غرب) قبل عدة أيام، والتي تواصل الصحيفة تبرير دوافعها بعدم تحمّل الطفل الإقصاء والرفض الاجتماعي الذي طاله على يد مدرسيه وزملائه في المدرسة، بالرغم من نفي السلطات الرسمية ذلك، مستندة إلى شهادة والده.
.
المصدر/ jisrturk