شكك مراقبون للشأن السوري، بالأنباء التي تشير إلى تقدم النظام نحو مدينة عين العرب (كوباني) بريف حلب الشرقي، نظرا لأهمية موقع المدينة فيما يخص “المنطقة الآمنة” التي تريد تركيا إقامتها شمال شرق سوريا.
وبعيد إعلان الولايات المتحدة إخلاء مواقعها العسكرية في عين العرب، أعلنت “قسد” عن عقدها اتفاقا مع النظام السوري، يقضي بدخول الأخيرة إلى المدينة، وفرض سيطرته عليها، تفاديا لاقتحامها من قبل القوات التركية، والجيش الوطني السوري، في إطار عملية “نبع السلام”.
بدوره قال إعلام النظام السوري، صباح الاثنين، إن وحدات من قوات الأسد دخلت مدينتي منبج وعين العرب في ريف حلب، بعد يوم من اتفاق بين النظام وقوات سوريا الديمقراطية “قسد”.
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قال الاثنين، “لا يوجد لدينا أي خلافات مع روسيا حول عين العرب (كوباني)، وأيضا لا خلافات مع الولايات المتحدة حول منبج”، وذلك في تعليق على التطورات الأخيرة شرقي الفرات.
المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالن، أكد صبيحة اليوم أنه بلاده “لن توقف عملية نبع السلام إلا بعد تحقيق أهدافنا”، وفق قوله.
جاء ذلك في تغريدة له على “تويتر”، معلقا على الطلبات الأوروبية بوقف العملية التركية “نبع السلام” في سوريا.
من جانبه، اعتبر الكاتب السياسي التركي، الدكتور أديب اليوسف، أنه “لا معنى للحديث عن إقامة أي منطقة آمنة على الحدود السورية التركية، دون السيطرة على منطقة عين العرب”.
و أوضح أن عين العرب هي صلة الوصل بين مناطق عمليات الجيش التركي في ريف حلب الشمالي “درع الفرات، غصن الزيتون”، ومنطقة عمليات “نبع السلام”، في شرق نهر الفرات.
وتابع اليوسف “إن سيطرة النظام على “عين العرب” تعني حرمان “المنطقة الآمنة” من مصدر مياه الشرب (نهر الفرات)، وفصل مناطق العمليات العسكرية التركية في الأراضي السورية عن بعضها البعض”.
وبالبناء على كل ذلك، بدا اليوسف جازما بأن تركيا لن تفرط أبدا في عين العرب، وقال “السيطرة على مدينة عين العرب، لم تكن ضمن المرحلة الأولى من عملية “نبع السلام”، والحديث الآن عن تحركات من النظام السوري نحوها، قد يجعلها من ضمن أولويات المرحلة الأولى، ما يعني أن المعارك قد تحتدم في محيط المدينة قريبا، وذلك قطعا للطريق على تقدم النظام نحوها”.
من جانبه، أكد الكاتب التركي، يوسف كاتب أوغلو، أن تركيا لن تتنازل عن إقامة منطقة آمنة على طول الشريط الحدودي الذي يفصل أراضيها عن الأراضي السورية.
وقال إن “التفاهمات التركية – الأمريكية، التي أقرها الرئيس دونالد ترامب، تنص على إقامة منطقة آمنة على طول الشريط الحدودي، من الضفة الشرقية لنهر الفرات غربا، وصولا إلى المثلث التركي- العراقي- السوري شرقا”.
بدوره أشار الباحث بالشأن السوري، أحمد السعيد إلى ما وصفه بـ”الرمزية المصطنعة” لمدينة عين العرب، المستمدة من كونها المدينة التي شهدت بداية الحرب الدولية على تنظيم الدولة في سوريا والعراق، في العام 2014″.
و اعتبر السعيد، أن الهدف من تهديدات “قسد” بتسليم المدينة إلى النظام السوري، هي زيادة الضغط على الولايات المتحدة، ودفعها إلى إبقاء جزء من قواتها في محيط المدينة منعا من تقدم قوات “نبع السلام” نحوها.
وقال أما عن إعلان النظام، بأن قواته بدأت بالتحرك نحو الشمال لمواجهة القوات التركية، فهو حديث إعلامي يشبه تماما الحديث عن انتشار مزعوم لقواته في مدينة عفرين، لعرقلة التقدم التركي في حينها.
وتابع السعيد بالإشارة إلى إدخال تركيا معدات لتركيب جسور عسكرية عائمة إلى مدينة جرابلس على الضفة الغربية من نهر الفرات، وعلق بقوله “هي خطوة تؤشر إلى أن تركيا بصدد البدء بتحركات عسكرية نحو عين العرب التي تقع على الضفة المقابلة لجرابلس”.
.
المصدر/ arabi21