أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يوم أمس الأربعاء، أن الولايات المتحدة “ستحاول تسوية الأمر” مع تركيا فيما يتعلق بهجومها على شمال شرقي سوريا لكن العقوبات ستكون “مدمرة” إذا لم تمض المباحثات مع أنقرة بشكل جيد.
هل ستؤثر تصريحات الرئيس الأمريكي فعلا على الاقتصاد التركي وتدمره؟ وما هي المقومات التي ينهجها الاقتصاد التركي لردع الانهيار؟
أعلن المحلل الاقتصادي التركي، يوسف كاتب أوغلو، أنه من “الواضح تماما بأن لا قيمة للتصريحات الأمريكية التي صرح بها حول تدمير الاقتصاد التركي أكثر من مرة، لأنه لم تؤخذ على محمل الجد في الأسواق التركية، والدليل على ذلك تحسن الليرة التركية بنسبة 1%، والتي كانت الأسواق التركية تتوقع أن يكون هنالك جدية أكثر من ذلك في خطابه الأخير”.
وأضاف أن “البورصة التركية تحسنت عوضا عن تنخفض أو تتأثر بهذه التصريحات سلبا. تحسنت البورصة التركية إلى الآن 94500 نقطة. والليرة التركية تحسنت من 5.92 إلى 5.88 (سعر صرف الليرة أمام الدولار)”.
وأشار إلى أنه “إذا لا تأثير يذكر على الأسواق المالية. أما بالنسبة للاقتصاد التركي، فهو اقتصاد يعتمد على ذاته كونه اقتصاد انتاجي قوي ولا يعتمد على السوق الأمريكي ولا يعتمد على التصريحات الأمريكية”.
وأردف أنه “ربما كان هناك تأثرات لحظية آنية ولكن ما تزال المؤشرات الاقتصادية الحالية قوية جدا، ونتكلم عن استمرار في انخفاض الفائدة من 21% إلى 15% وربما نسمع عن انخفاض في الفائدة في شهر 12 (تخفيض في الفائدة 420 نقطة) لتصل إلى 11%”.
ونوه إلى أن ” العائدات من السياحة ارتفعت هذا العام 12% عن العام السابق لتصل إلى ما يقارب 37 مليون سائح وحاصدات حوالي 40 مليار دولار”.
أما بالنسبة للصادرات، فقال الخبير إنها “تحقق أرقاما قياسية، فقط الصادرات لـ9 الأشهر الأولى تكاد تقترب من 165 مليار وبالتالي ومن المتوقع أن تنهي تركيا العام بصادرات 170 مليار دولار وهو رقم قياسي على جميع الأزمنة”.
وأردف “لذلك لا يمكن الحديث عن أزمة اقتصادية ستلحق بالاقتصاد التركي جراء تصريحات إنسان لديه اضطرابات عقلية أو كلام غير منطقي يستعرض به “الكاو بوي” الأمريكي ليكون له “شو” فقط رسائل ربما للداخل الأمريكي لها تأثير أكثر من الخارج الأمريكي”.
ماذا يمكن لتركيا أن تفعله في حال تراجع الليرة التركية؟
وقال الخبير الاقتصادي معلقا على ماذا يمكن لتركيا أن تفعله في حال تراجع الليرة التركية ” الضربة التي لا تكسر الضهر تقويه، تركيا الآن باقتصادها الآن اقتصاد مبني على حقائق، حيث لديها 565 طن من الذهب تمتلكه حقيقة”.
وأضاف ” لذلك، عندما تقول لي ماذا ستفعل تركيا عندما تتراج الليرة التركية، أقول لك ماذا ستقولون في الأخبار إذا ما تحسنت الليرة التركية؟”.
مشيرا إلى أن “قضية التذبذ في العملة التركية الآنية هذا واضح لأنه اقتصاد حر. الأسواق المالية في تركيا، تعتمد على العرض والطلب، فإذا ما استثنينا المضاربات المالية المسيسة، كما شهدنا في العام الفائت في شهر أغسطس من عام 2018 (كان هناك مضاربات مسيسة من دول معينة ومحددة بذاتها لضرب العملة التركية وضرب الاقتصاد التركي) هذا تم قطعه بالمطلق وتم تغيير القوانين وتم تحسين النظام المالي المصرفي في تركيا”.
وتابع “وبالتالي لا يمكن للاقتصاد التركي أن يتأثر بشكل واضح أو ملحزظ إلا إذا كان هناك مؤشرات سلبية اقتصادية ستؤثر بهذا الاقتصاد التركي”.
وأردف “الآن لا يمكن الحديث عن إفلاس أي بنك تركي، لا يمكن الحديث عن انسحاب أي شركة أجنبية من مشاريعها العملاقة، بالعكس تماما هناك شراكات واستثمارات أجنبية مع القطاع الأجنبي الخارجي”.
واختتم قائلا “استمرار تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة لتصل إلى رقم قياسي 217 مليار دولار منذ عام 2002 إلى الآن، لذلك إذا أردت أن تسألني، فيجب أن يكون السؤال ما هو وضع الليرة، وليس إذا ما انخفضت الليرة، حيث لا توجد مؤشرات لانخفاض الليرة، على الأقل في الوقت الراهن إلا من خلال الشائعات الإعلامية أو المضاربات المالية”.
ويشار إلى أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، هدد في وقت سابق، نظيره التركي بفرض “عقوبات مدمرة” على بلاده، في حال لم ينجح اللقاء الذي من المتوقع أن يجمع رجب طيب أردوغان بمايك بنس
المصدر: سبوتنيك