اتفاق رابح-رابح إلى حد ما

اعتبر خبيران مغربيان أن الاتفاق التركي الأمريكي بشأن عملية “نبع السلام”، جاء بعد أن حققت أنقرة أهم أهدفها المتمثلة في إنشاء منطقة عازلة.

وتوصلت تركيا والولايات المتحدة الأمريكية، الخميس، لاتفاق يقضي بأن تكون المنطقة الآمنة في الشمال السوري تحت سيطرة الجيش التركي، ورفع العقوبات الأمريكية عن أنقرة.

جاء ذلك في بيان مشترك يضم 13 مادة، حول شمال شرقي سوريا، عقب مباحثات، بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ونائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، وأخرى بين وفدي البلدين.

وقال الخبير المغربي في العلاقات الدولية، سعيد الصديقي، للأناضول، إن الاتفاق التركي الأمريكي بشأن عملية “نبع السلام” جاء بعد أن “حققت تركيا هدفها المتمثل في إنشاء منطقة عازلة على حدودها”.

وأضاف الصديقي، وهو أستاذ العلاقات الدولية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله (حكومية) بفاس (شمال)، أن “تركيا من الناحية العملية حققت أهم أهدافها العسكرية”.

ولفت إلى أن “إنشاء المنطقة العازلة كان هدف تركيا منذ الشهور الأولى لبداية الأزمة السورية”.

وأوضح الصديقي، أن “الاتفاق ينزع أيضا فتيل أزمة كانت ستعمق سوء الفهم بين الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا، وهو اتفاق رابح-رابح إلى حد ما مع الولايات المتحدة”.

وشدد على أن “القرار التركي بتعليق العملية العسكرية ينسجم مع توجهها الواقعي كونها لا تريد التورط بشكل كبير في الأزمة السورية”.

من جانبه، اعتبر محمد العمراني بوخبزة، الخبير المغربي في العلاقات الدولية، للأناضول، أن “تركيا نجحت إلى حد كبير في تحقيق أهدافها وبأقل الخسائر”.

وأوضح العمراني، وهو عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية (حكومية) بمارتيل (شمال)، أن “تركيا حققت مكاسب سياسية من عملية نبع السلام أكثر مما يمكن تحقيقه على المستوى العسكري، بعد أن فرضت إنشاء المنطقة العازلة بين سوريا وتركيا وتحييد وإضعاف قوات الأكراد”.

وتابع قائلا: “كما حققت شيئا مهما وهو رفع العقوبات الاقتصادية عليها التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية”.

وقال إن “الرئيس أردوغان حقق الشيء الكبير من العملية وربما مازال طامحا لما هو أكثر خاصة أن هذه العملية ستزيد من إشعاعه الداخلي”.

وأضاف أن “تركيا منذ بداية الأزمة السورية كانت تحاول فرض أجندتها، خاصة أنها قوة إقليمية أساسية في الملف”.

وفي 9 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، أطلق الجيش التركي، بمشاركة الجيش الوطني السوري، عملية “نبع السلام” في منطقة شرق نهر الفرات شمالي سوريا، لتطهيرها من إرهابيي “ي ب ك/ بي كا كا” و”داعش”، وإنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.

وتهدف العملية العسكرية إلى القضاء على “الممر الإرهابي”، الذي تُبذل جهود لإنشائه على الحدود الجنوبية لتركيا، وإلى إحلال السلام والاستقرار في المنطقة.

المصدر: الاناضول

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.