برزت مؤخرًا مجموعة من الحقائق التاريخية المذهلة التي قد تعرفها لأول مرة عن العطور ولا شك أنها تثير الدهشة والتشويق، فالعديد منا يعرف أنواع العطور الرجالي والعطور النسائية، وعلاماتها التجارية، من دون أن يكون لدينا معلومات عن الخلفية التاريخية لحقيقة نشأة العطوروبداية استخدامها، إنها علاقة تمتد جذورها إلى الأزمنة القديمة بين البشر والعطور سواءً العطور الرجالية أو العطر النسائي.
ولأن العطر ليس مجرد إكسسوار لاكتمال أناقة الرجل بل هو عنصر أساسي لا تكتمل إلا به، يسرد موقع “listverse”، أهم المعلومات التاريخية المثيرة عن تاريخ صناعة العطور منذ بداية استخدام الحضارات القديمة لها، حتى بداية انبثاق أنواع العطور الرجالية والنسائية المختلفة.
الحضارات القديمة وصناعة العطور
من المذهل معرفة أن البشر لم يستخدموا العطور بداية من التاريخ الحديث بل يمتد الأمر لما قبل الميلاد، فالرغبة في التمتع برائحة أفضل؛ جعلت أصحاب الحضارات ما قبل الميلاد يبتكرون أنواعًا مختلفة من العطور الطبيعية التي بالتأكيد تصلح لكي تكون عطورًا رجالية وعطورًا نسائية.
ولعل أقدم أنواع العطور التي تم اكتشافها يعود إلى العصر البرونزي، حيث وجد العلماء في جزيرة قبرص أكثر من 12 نوعًا مختلفًا من العطور تحتفظ بخواصها العطرية منذ 2000 عام قبل الميلاد، وتم استخدام زيت الزيتون والأزهار المختلفة لصناعتها.
أما بالنسبة إلى الفراعنة فإن العطور لم تكن لها مجرد سوائل ذات روائح طيبة، فالأمر تداخل مع معتقداتهم الدينية، حيث اعتقدوا أن العطور ما هي إلا عرف إله الشمس رع؛ ليتحول الأمر إلى وجود إله للعطور يدعى نفرتوم.
وبالسفر إلى العراق وبالأخص في عهد الحضارة البابلية نجد براعة كبيرة في صناعة العطور من أبناء تلك الحضارة العريقة، حيث كان قصر الحاكم يحتوي على وظيفة التابوتي Tapputi الخاصة بالنساء، وهي صانعة العطر التي تستخدم الأزهار والأعشاب والمياه والزيوت لإنتاج العطور عبر عملية التقطير.
صناعة العطور من الحيوانات
توجد عطور فاخرة سواء عطورًا رجالية أو عطورصا نسائية مستخلصة من الحيوانات وما تفرزه من سوائل منذ قرون عديدة وحتى تلك اللحظة تباع بأغلى الأسعار، بالتأكيد من الأمور التي قد تصيب كثيرين بالدهشة، ولكنها على أي حال من المعلومات الصحيحة التي قد تبدو مقززة بالنسبة إلى البعض.
فعلى سبيل المثال عطر العنبر التي يعد أغلى العطور الفاخرة التي عرفها البشر وتستخدم قاعدة أساسية لصناعة العطور حتى اليوم؛ وما هي إلا إفرازات قيء حيتان العنبر التي تحمي جهازها الهضمي عبر تقيؤ تلك المادة النادرة.
أما عطر المسك الطبيعي فهو من العطور الفاخرة المستخرجة من إفرازات غدد غزال المسك، كما يتم استخراجه عطور المسك أيضًا بعد عصر الغدد الشرجية الخاصة بحيوان قط الزباد أحد الحيوانات الليلة التي يشتابه شكله الخارجي مع القطط وحيوان النمس وتستخدم فضلاته أيضًا لصنع أفخر أنواع القهوة بعد تقديم له حبوب القهوة النيئة كطعام وانتظار عملية هضمها وإخراجها برازًا.
مكافحة الأمراض بالعطور
مع قصور المعلومات الطبية في الماضي، وقلة معرفة الأطباء بمصادر وأسباب الأمراض، ظهرت نظريات قديمة تشير إلى أن الهواء والمصادر كريهة الرائحة هي السبب الرئيس للأمراض؛ لهذا كان استخدام العطور للقضاء على الروائح الكريهة في شوارع أوروبا أمرًا شائعًا للغاية.
ومع انتشار الطاعون استخدام الأطباء أقنعة طويلة تشبه منقار الغراب محشوة بالعديد من أنواع الأعشاب العطرية لمتابعة المرضى ووقاية أنفسهم من الإصابة بالأمراض والأوبئة.
وبالنسبة إلى الأثرياء فإن منازلهم احتوت على أوعية مصنوعة من الذهب والفضة تحتوي علىزيوت العطور الطبيعية التي يتم شمها في حال الإصابة بالأمراض.
وفي القرن الـ 14 ظهر في أوروبا أول العطور الذي يحتوي في تكوينه على الكحول، وحمل اسم ملكة مياه هنغاريا، حيث ساد الاعتقاد بأن شرب هذا العطر يحمي من النقرس، ولكن سرعان ما تحول استخدامه من الجانب الطبي إلى أن يصبح أحد أنواع الخمور؛ بسبب الكحول الذي يحتوي عليه.
صناعة العطور الفاخرة
إن مجال صناعة العطور الفاخرة سواء العطور الرجالية أو النسائية أمر مثير للغاية؛ بسبب علامات الشركات التجارية الكبرى، والمنافسة بينها على تقديم الأفضل، فعلى سبيل المثال يحتاج عطر شانيل نو 5 “Chanel No. 5” إلى قطف ما يزيد على 1000 زهرة ياسمين باليد من أجل إنتاج زجاجة واحدة.
أما فيما يخص العطور الفاخرة الأخرى فهناك عطر دكني جولدن ديليشس DKNY Golden Delicious الذي تستغرق صناعة زجاجات الإصدارات الخاصة منه أكثر من 1500 بسبب ترصيعها بالألماس والياقوت وأحجار الزمرد.
عطور غريبة
هناك العديد من أنواع العطور الغريبة التي عرفها البشر، ففي عام 2008 أطلقت سلسلة مطاعم “برجر كنج” العالمية رذاذًا عطريًا برائحة البرجر المشوي على الفحم، مضافًا إليه بعد المكونات العطرية الأخرى.
ولكن هذا ليس كل شيء، فهناك عطور أخرى أكثر غرابة حيث تتواجد عطور برائحة فراء القطط، ورائحة الفضاء الخارجي التي أوضح رواد الفضاء أن هناك رائحة معدنية نفاذة للغاية في الفضاء الخارجي.