تناول كاتب تركي في مقال له، الجمعة، “خطة البنتاغون” بشأن حقول النفط في الشمال السوري، التي اقتنع بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بغرض تهدئة غضب أعضاء الكونغرس حيال قرار الانسحاب من سوريا، وفق قوله.
وأورد الكاتب، فهيم تاشتيكين، في مقال له على صحيفة “دوار” التركية، وترجمته “عربي21″، أن ربط الانسحاب الأمريكي من سوريا بالنفط، عكر المياه مجددا، بالتزامن مع التطورات الجديدة الأخيرة شمال سوريا، وعملية “نبع السلام”.
وأوضح الكاتب العوائق التي يمكن أن يواجهها قرار الإبقاء على قوات أمريكية عند منشآت النفط، والأسباب التي دفعت ترامب للاقتناع بالأمر.
وكان السيناتور الأمريكي المعارض للانسحاب الأمريكي، ليندسي غراهام، قال إن البنتاغون يعمل على إعداد خطة لحماية الحقول النفطية في سوريا، “في صيغة مشابهة لحروب القرن التاسع عشر والعشرين”، كما وصفها الكاتب التركي.
وأشار الكاتب التركي، إلى أن الرئيس الأمريكي بعد الاتفاق الروسي التركي، أكد أن عددا من الجنود الأمريكيين سيبقون في محيط حقول النفط، إلى جانب ما يقارب 150 جنديا قرب الحدود الأردنية، بهدف إبعاد الخطر الإيراني هناك.
إرضاء أنقرة و”قسد”
ورأى أن تصريحات ترامب حول حقول النفط، والوحدات الكردية المسلحة، وحجة “تنظيم الدولة”، تهدف لإبعاد تلك الوحدات عن الحدود التركية، إرضاء لأنقرة، كما يسعى لإرضاء “قسد”، وإيجاد بديل آخر لها حول المنشآت النفطية، ومنع النظام السوري للوصول إليها، وحرمانها منها.
ولفت إلى أن قرار ترامب الأخير، لا يعني أن مهندسي السياسة الأمريكية قد تمكنوا من جذب انتباهه إلى أهمية النفط السوري، مشيرا إلى أنه قبل أن يصل إلى البيت الأبيض كان رجل أعمال يتساءل دوما وينتقد الإدارة الأمريكية عن سبب احتلال العراق عام 2003، بما أن واشنطن لم تحصل على نصف النفط العراقي.
وأوضح الكاتب أن احتياطي النفط في سوريا متواضع جدا، ويصل لـ2.5 مليار برميل، بينما في السعودية 268، وإيران 158، والعراق 144، والكويت 104، والإمارات 98 مليار، لذلك فإن احتياطي النفط السوري لا يقارن استراتيجيا مع الدول الأخرى.
كرت أمريكي في سوريا
وأضاف أنه من غير المعلوم إن كان قرار ترامب بوجود القوات الأمريكية حول الحقول النفطية محدد بفترة زمنية، ولكن يمكن قراءة القرار في إطار السعي الأمريكي لمنع النظام السوري من الاستفادة من تلك الموارد، بالإضافة إلى جعله “كرتا” أمريكيا يمكن استخدامه مستقبلا، وحجة للبقاء في سوريا ولو بالحد الأدنى، في مواجهة “الوجود الإيراني” هناك، كما أن حصة النفط قد تستفيد منها الإدارة الأمريكية في تغطية مصاريف القوات الأمريكية هناك.
ولفت الكاتب التركي، إلى أن وزير الخارجية الأمريكي السابق ريكس تيلرسون، أول من أسس الربط بين الوجود الأمريكي في سوريا والنفط، مستدلا لتصريحاته خلال زيارته الكويت في شباط/ فبراير 2018، التي أكد فيها أن القوات الأمريكية والتحالف الدولي، تسيطر على 30 في المئة من الأراضي السورية ومعظم المنشآت النفطية، في إشارة لحقول الغاز الطبيعي في دير الزور.
وتابع بأن قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، وبدعم أمريكي سيطرت على منشأتي نفط في الشمال السوري من تنظيم الدولة نهاية عام 2017،، ومنع “التحالف الدولي”، النظام السوري ومليشياته من الوصول إلى منطقة الحقول.
وأضاف أنه حتى عام 2011، بلغ إنتاج النفط الخام في سوريا نحو 385 ألف برميل يوميا، وتشكل مدخلاتها 24 في المئة من ميزانية الدولة، إلا أن إنتاج النفط اليوم في المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري لا يتجاوز الـ24 ألف برميل.
عوائق الوجود الأمريكي حول حقول النفط
ونوه الكاتب إلى أن إبقاء الجنود الأمريكيين حول حقول النفط السورية يشوبه عدد من العوائق التي تهدد وجوده، ومنها التحرك السريع للنظام في إعادة سيطرته للأراضي السورية، التي لن تقبل الآن باغتصاب ثرواتها الوطنية، ما يضيق المجال أمام الأمريكيين هناك.
كما أن تركيا ستعمل بكل قوة لمنع استغلال حقول النفط في تمويل “العناصر الإرهابية” من الوحدات الكردية المسلحة، وفق ما أكده الكاتب.
بالإضافة إلى ذلك، أشار الكاتب إلى أن القبائل العربية لن تقبل بواقع جديد للوحدات الكردية المسلحة بالوجود على أراضيها، وقد يقوم النظام السوري لإشعال الاضطرابات بين “القبائل العربية” و”قسد” هناك.
ولفت إلى أن إيران، تكثف من وجودها إلى جنوب شرق محافظة دير الزور، في منطقة “بوكمال” بالتعاون مع النظام السوري، لسد الثغرة بعد الانسحاب الأمريكي من سوريا.
وختم الكاتب بأنه من غير الممكن ضمان بقاء عدد قليل من الجنود الأمريكيين، في ظل مطالب الحكومة العراقية بانسحاب القوات الأمريكية من البلاد بضغط من إيران، ما قد يثير الفوضى ضدها.
.
المصدر/arabi21