“شاهد” قوات الامن العراقية “تسترجل” على تظاهرة نسائية وتثير موجة غضب واسعة.. قمعت الطالبات وكسرت رؤوسهن
أثارت مقاطع فيديو جرى تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، لعناصر في قوات الامن العراقي وهم يعتدون على طالبات مدارس تظاهرن ضد الحكومة في بغداد، غضبا واسعا، وسط مطالبات بمحاسبة المتورطين.
ووفق ما تداوله النشطاء، فإن الحادثة وقعت، الأحد، حين توجهت طالبات مدارس منطقة حي البنوك في العاصمة بغداد للمشاركة في التظاهرات.
وأظهر المقطع المصور الاول قوات الأمن وهي تقمع الطالبات بضربهن بالعصي لإجبارهن على التراجع وفض احتجاجهن.
وأفاد أحد شهود العيان أن القوات الأمنية تعاملت بشراسة مع الفتيات ومن ثم مع الشباب الذين حاولوا التدخل للدفاع عنهن.
وتطوع عدد من النشطاء على “تويتر” و”فيسبوك” بالعمل على كشف هوية الجنود الذين يظهرون في المقطع المصور، مطالبين في الوقت نفسه الحكومة العراقية بـ”محاسبتهم وتقديمهم للعدالة”.
وعلق علي عامر عبر “فيسبوك” على الواقعة بالقول، “مع الأسف المفروض هم يحمون الفتيات من الأخطار، لكن هذا الشاب عديم الغيرة”، في إشارة إلى أحد الجنود الذين يقومون بالضرب.
وكتب آخر يدعى عقيل العكيلي، “بعد هذه المشاهد الصادمة، المفروض كل شخص يحمل غيرة وشرف وضمير يشارك ويحتج في التظاهرات من أجل إسقاط العملاء المجرمين”.
ضرب طالبات المدارس من قبل المليشيات في العراق….#المنظمة_الاحوازية_لحقوق_الانسان pic.twitter.com/3Hndu2uZwk
— Ahwazi Organization for Human Rights (@AhwazyR) October 28, 2019
القوات الحكومية تعتدي بالضرب على طالبات المدارس في منطقة الاعظمية بـ #بغداد. pic.twitter.com/1pUHVkmlrD
— وكالة أنباء العراق الدولية-واعد (@wa3ediq) October 28, 2019
شر البلية ما يضحك..
من جانبها، تبرأت وزارة الدفاع العراقية من الجنود الظاهرين بالفيديو، وقالت إنهم لا يمثلون الجيش، لكنها لم تذكر أي شيء بخصوص محاسبتهم.
وأهابت الوزارة في بيان بكافة منتسبيها قادة وآمرين وضباطا بالالتزام “بحماية أبناء شعبنا عموما والمتظاهرين خصوصا والمنشآت الحيوية والممتلكات العامة والخاصة”.
ويشهد العراق موجة احتجاجات جديدة منذ يوم الجمعة قتل خلالها 81 شخصا في مواجهات بين المتظاهرين من جهة وأفراد الأمن ومسلحي فصائل الحشد الشعبي المقربة من إيران من جهة ثانية.
ومنذ يوم أمس، انضم الكثير من طلاب المدارس والجامعات الى الاحتجاجات وهو ما شكل ضغوطا متزايدة على الحكومة التي توعدت بـ”عقاب شديد” للموظفين المتخلفين عن الحضور لدوائرهم.
وموجة الاحتجاجات الجديدة هي الثانية من نوعها خلال أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، بعد أخرى قبل نحو أسبوعين شهدت مقتل 149 محتجا وثمانية من أفراد الأمن.
وطالب المحتجون في البداية بتحسين الخدمات العامة، وتوفير فرص عمل، ومكافحة الفساد، قبل أن يرتفع سقف مطالبهم إلى إسقاط الحكومة؛ إثر استخدام الجيش وقوات الأمن العنف المفرط بحقهم، وهو ما أقرت به الحكومة، ووعدت بمحاسبة المسؤولين عنه.
ويسود استياء واسع في البلاد من تعامل الحكومة العنيف مع الاحتجاجات، فيما يعتقد مراقبون أن موجة الاحتجاجات الجديدة ستشكل ضغوطا متزايدة على حكومة عادل عبد المهدي، وقد تؤدي في النهاية إلى الإطاحة بها.