“نبع السلام” تحاصر “تل تمر” الاستراتيجية

تستمر الاشتباكات على أطراف بلدة تل تمر في محور رأس العين، التي تعد بلدة استراتيجية، لا سيما مع إعلان الجيش الوطني السوري المعارض، استئناف عملية “نبع السلام” فيها، حتى السيطرة عليها، ما يثير تساؤلات عن أهميتها الاستراتيجية حيث باتت هدفا لفصائل المعارضة السورية.

وتعد تل تمر أولى المناطق التي دخلتها قوات النظام السوري وانتشرت فيها، بموجب الاتفاق الذي وقعه نظام الأسد مع “قسد”، بالتزامن مع عملية “نبع السلام”، التي أطلقها الجيش التركي، في 9 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

وبحسب المحلل السوري أحمد الطيب، فإن لتل تمر أهمية استراتيجية، لا سيما أنها تتميز بأنها تمثل “عقدة مواصلات” في محافظة الحسكة.

 

وأوضح ، أن تل تمر يتفرع منها طريق حلب “أم 4” إلى الحسكة والقامشلي، ويمر فيها طريق رأس العين الحسكة.

وتبعد تل تمر 40 كيلومترا عن الحسكة و35 كيومترا عن رأس العين. وتعد كذلك الرابط الرئيس ما بين دول الجوار الثلاث لبنان وتركيا والعراق، ما يزيد من أهميتها.

ولفت الطيب إلى أن تل تمر، تعد “أكبر تجمع قروي آشوري على ضفاف نهر الخابور”، لا سيما أن قرى آشورية تنتشر على الطريق الواصل بين تل تمر ورأس العين، وهي تل طويل وتل جمعة وتل كيفجي وتل قربيط.

 

وتهتم أمريكا بتل تمر، لا سيما أنها سبق أن أعادت بعض جنودها إليها، بعد انسحابها منها، بالتزامن مع بدء عملية “نبع السلام” التركية حينها.

 

من جانبه، اعتبر العميد الركن المتقاعد، والخبير العسكري السوري، أحمد الرحال، أن “ما يحصل في شرقي الفرات عامة وتل تمر خاصة، لا ينبع من أهمية تلك المناطق في سوريا، بقدر أهمية أن كل دولة تسعى لتمكين مناطق نفوذها”.

وأوضح أن “أمريكا مع قسد من جهة، وروسيا مع النظام السوري من جهة، وتركيا مع الجيش الوطني المعارض، بالإضافة لفيتو دخول إيران لتلك المنطقة، كل ذلك جزء من الخرائط الجديدة التي يحاول أن يرسمها النفوذ الإقليمي والدولي”.

وأضاف أن “الصراع اليوم ليس على نصرة الأسد أو إسقاطه، بل الصراع على النفوذ لتلك الدول في الملف السوري”.

 

ولفت إلى أن “تل تمر تأتي في صراع من يستحوذ عليها، فأمريكا عادت إليها، والنظام السوري يحاول أن يسيطر عليها، وقسد تريد البقاء فيها، بالتالي نحن أمام صراع نفوذ دولي في خريطة الحل النهائي في سوريا”.

وقال: “في النهاية ستكون هناك مناطق نفوذ للدول المتواجدة في سوريا، وكل طرف سيتواجد في الحل السياسي سيشارك بناء على حجم نفوذه في الداخل السوري، بالتالي فإن هذا هو الصراع حول تل تمر وغيرها”.

واعتبر الرحال أن ما يحصل من معارك تدور في تل تمر ومحيطها، وشرق رأس العين، “حرب في الوكالة”.

وعلل ذلك بأن “الجيش الوطني لا يقاتل هناك لإسقاط الأسد، بل لتحقيق المطلب التركي، ونظام الأسد لا يقاتل من أجل السيادة السورية بل يحاول أن يحقق ما تطلبه منه موسكو، وكذلك قسد تقاتل وفق ما تطلب منها الولايات المتحدة الأمريكية”.

وختم بالقول: “الأطراف الداخلية السورية، باتت اليوم أدوات لتحقيق المشروع الخارجي للدول المتحكمة في سوريا”.

 

وتتهم المعارضة وتركيا، قوات حماية الشعب الكردية بإطلاق النيران من “تل تمر” التابعة للحسكة، على الجنود الأتراك و”الجيش الوطني السوري”.
وميدانيا، أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن اشتباكات متواصلة بوتيرة متفاوتة على محاور عدة ضمن المنطقة الواقعة بين تل تمر وأبو رأسين (زركان)، بين قوات سوريا الديمقراطية من جهة، وفصائل المعارضة السورية من جهة أخرى.

وأكد أن فصائل المعارضة “تمكنت من تحقيق تقدمات جديدة بإسناد بري مكثف، عبر القصف العنيف بالقذائف الصاروخية والمدفعية بالإضافة للإسناد الجوي المتمثل بالطائرات المسيرة التركية”.

وأضاف: “تمثل هذا التقدم بالسيطرة على منطقة المناخل الواقعة على بعد نحو 4 كلم عن بلدة تل تمر، وبذلك باتت الفصائل على مشارف تل تمر الشمالية”.

.

المصدر/ arabi21

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.