حذر خبير تركي في مجال البيئة من حدوث كارثة تلوث الهواء مماثلة لتلك التي ضربت العاصمة البريطانية لندن، خمسينيات القرن الماضي، وأودت بحياة 12 ألف شخص خلال بضعة أيام، داعيا الحكومات إلى اتخاذ إجراءات فورية لمواجهة هذا الخطر المحتدم.
وقال حسين طوروس، الخبير في علوم الغلاف الجوي وجودة الهواء في جامعة إسطنبول التقنية، للأناضول، إنه “إذا استمرت مشكلة تلوث الهواء في التفاقم، فقد تواجه المدن الكبرى في العالم مصير لندن عام 1952، حيث تشير الأرقام إلى مصرع نحو 12 ألف شخص بسبب الضباب الدخاني الكثيف الذي تسبب في اختناق المدينة”.
وفي ديسمبر/كانون الأول 1952، اجتاح ضباب غامض كامل أنحاء لندن، حيث غطى المدينة بطبقة كثيفة من الملوثات، وجعل سكانها غير قادرين على التنفس لعدة أيام.
وأضاف طوروس: “إذا لم يتم اتخاذ التدابير اللازمة من قبل الحكومات والجهات المعنية، فإن الحادث المميت – المعروف باسم (الضباب الدخاني العظيم في لندن) والذي تسبب في وفاة قرابة 12 ألف شخص في 5 أيام معظمهم من الأطفال والمسنين والأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الجهاز التنفسي، قد يكون مصير المدن الكبيرة الأخرى في المستقبل”.
وأوضح: “في القرن الماضي، كان تلوث الهواء في ازدياد بسبب التحضر المكثف وغير المخطط له والتصنيع المتصاعد وزيادة عدد السيارات التي تعمل بالوقود الأحفوري واستخدام الوقود المنخفض الجودة”.
ولفت إلى أن تلوث الهواء يعتبر الآن “مشكلة خطيرة تؤثر سلبا على حياة الكائنات الحية بشكل عام، وتتسبب في خسائر اقتصادية”.
وأشار طوروس، في هذا الصدد، إلى أن تقارير منظمة الصحة العالمية تفيد بأن “تلوث الهواء يتسبب في وفاة نحو 7 ملايين شخص كل عام، وأن 9 من كل 10 أشخاص حول العالم يعانون من معدلات أعلى من الطبيعية لتلوث الهواء”.
وحذر، أيضا، من أن “ما يقرب من مليون نوع من الحيوانات والنباتات معرض لخطر الانقراض نتيجة الاستخدام التعسفي للموارد”.
وفي حديثه عن جودة الهواء في تركيا، قال طوروس إن تلوث الهواء قد انخفض في بلادنا مقارنة بالحال في تسعينيات القرن الماضي، وذلك بفضل تزايد استخدام الغاز الطبيعي كمصدر للطاقة والتحسينات التي تم فرضها على عمل المنشآت الصناعية من حيث السلامة البيئية.
وقال إنه يمكن للناس تحسين جودة الهواء من خلال رفع كفاءة استخدام موارد الطاقة، وزيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، وتقليل النفايات.
.
المصدر/ a.a