كشفت شبكة الجزيرة القطرية، الستار عن فيلم وثائقي حول وفاة تورغوت أوزال، أحد أبرز رؤساء تركيا، وأكثرهم جدلاً.
وسّلط برنامج “نهايات غامضة” في حلقته التي عرضت يوم 17 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، الضوء على ملابسات وفاة أوزال.
ونقلت الشبكة القطرية عن نجله أحمد أوزال، قوله إن لديه شكوكا حول وفاة والده، مبيناً أن والدته توصلت برسالة تفيد بتسميم زوجها، وقال إنه سيعود لاحقا، لكنه اختفى تماما، مضيفا أن التحقيق أثبت أن وفاة أبيه مشكوك فيها بكل المقاييس.
وتفيد الرسالة التي حصل عليها فريق برنامج “نهايات غامضة” من ملف التحقيق بأن أوزال قتلوه بمادة “غليكونورينايد”، وأن قاتله في أذربيجان، واسمه حسن علي أوغلو.
وبعد البحث، تبين أن اسم القاتل موجود ولكنه توفي في فبراير/شباط 2012، أي قبل أشهر قليلة فقط من صدور قرار الرئيس السابق عبد الله غل بالتحقيق في ملابسات وفاة أوزال.
يذكر أن أذريبجان كانت آخر محطة سفر للرئيس أوزال، ووعد حينها بالدخول في نقاشات لحل القضية الكردية فور عودته إلى أنقرة.
وفي يوم 17 أبريل/نيسان 1993 أعلنت الرئاسة التركية، وفاة الرئيس الأسبق تورغوت أوزال إثر تعرضه لأزمة قلبية في أنقرة، فيما شكك العديدون في أسباب الوفاة وأنها لم تكن طبيعية.
من هو أوزال؟
قام أوزال بإصلاحات اقتصادية في تركيا، إلا أن نجاحاته جعلته مستهدَفا، كما حاول إيجاد حل القضية الكردية، وأدخله موقفه هذا في مواجهة مع الجيش والحكومة. وبينما كان يحرز تقدما في هذه القضية كان خصومه في تزايد مستمر، كما توالت سلسلة اغتيالات لداعمي القضية بشكل أو بآخر.
موسى أوزتورك رئيس الحرس الخاص بالرئيس الراحل أفاد بوجود محاولات اغتيال تمت الاستفادة فيها من ثغرة أمنية، حيث دخل القاتل الصالة وأطلق النار على الراحل، إلا أنه أصيب في يده فقط، وأشار إلى محاولة أخرى بعد العبث بطائرته الخاصة.
آثار الجريمة
أوضح أحمد أوزال أنه في يوم مقتل والده لم يكن هناك طبيب ولا سيارة إسعاف حسب المعتاد، وتم نقله بسيارة أخرى ولم يتم الإسراع بتوصيله إلى المستشفى، مع الإشارة إلى اختفاء اثنين من الخدم تماما بعد الوفاة.
وبعد صدور قرار التحقيق في ملابسات القضية، تم ضخ الماء على القبر فور إصدار قرار بالتشريح، وأكد التقرير الشرعي وجود أربعة أنواع من السموم المختلفة في جسد الراحل، مؤكدا أن السم أخذه على دفعات، مما تسبب في تدهور حالته الصحية قبل أيام من وفاته.
تجدر الإشارة إلى أن أوزال وهو الرئيس الثامن لتركيا، كان في صدام مع المؤسسة العلمانية التي كانت تسيطر على مفاصل الدولة آنذاك، وتتحكم به بشكل غير مباشر وغير علني.
وشهد التاريخ السياسي التركي، حالات عديدة للوفاة غير الطبيعي لسياسيين بارزين، أبرزعا إعدام رئيس الوزراء عدنان مندريس ووزيرين من رفاقه، وحادثة تحطّم مروحية السياسي البارز محسن يازيجي أوغلو، والتي خلفت هي الأخرى أيضاً، أسئلة واستفسارات وراءها، لم تجد إجابة لها حتى يومنا هذا.
ودأب الرئيس التركي الحالي، رجب طيب أردوغان، على تذكير شعبه بما تعرض له أوزال ومندريس، لا سيما وأن أبرز النقاط المشتركة بينهما كانت سياساتهما الإصلاحية التي نهضت بالبلاد، ومعاملتهما الحسنة للفئات المحافظة والمتدينة والتي تشكل الغالبية العظمى من المجتمع التركي.
يمكن مشاهدة الفيلم الوثائقي بالكامل عبر الرابط المرفق أدناه: