صحافي يكشف عن تجارة زواج المتعة بين رجال الدين بالعراق!

نشرت صحيفة “إندبندنت” مقالا لأحد مراسلي تلفزيون “بي بي سي”، الذي أبقى هويته مجهولة، الذي يقول: “لا أستطيع الكشف عن هويتي، ولا أستطيع العودة إلى العراق لفترة، لكن عندما أفكر في الأمر والأمور المخيفة التي شاهدتها، أدرك أن كشف الحقيقة يستحق المخاطرة”.

 

ويبدأ الصحافي مقاله،  بالقول: “سألت: هل بإمكانك ان تجد لي فتاة صغيرة، ربما 12 عاما؟، لا أستطيع أن أصدق أن هذا الكلام خرج من فمي، أنا في قلب بغداد، والرجل الذي أمامي رجل دين شيعي محترم يدير مكتب زواج يعلن عن زيجات دينية، وما لا يعلنه هو أنه يرتب زواج متعة، أو زواجا مؤقتا، وهو ضمان لأن تكون ممارسة الجنس مع الفتيات الصغيرات حلالا أو مسموحا بها في الإسلام، وسمعت إشاعات بأنه مستعد لأن يستخدم هذه الثغرة لتنظيم تجارة بغاء حتى لفتيات أعمارهن 12 سنة”.

 

ويقول الكاتب إنه لم تكن لدى رجال الدين أي فكرة أنه صحافي يعمل مع “بي بي سي”، “لقد كان يعتقد أنني طبيب أسنان عراقي من لندن، في زيارة للعراق، وأبحث عن فتاة لأجعل رحلتي ممتعة، ودون أن يعلم أن كاميراتي المخفية تصور، كان يسعده جدا أن يجد لي عروسا مؤقتة عمرها 12 عاما، مجانا بالطبع”.

 

ويتابع الصحافي قائلا: “سألته: (ماذا يحصل لو آذيتها؟)، لأعرف كيف يرد على فكرة كون رجلا كبيرا مثلي قد يتسبب بأذى نفسي وجسدي لفتاة صغيرة، وكانت كاميراتي الخفية في يدي وموجهة بشكل مباشر إلى وجهه، وملت إلى الخلف على الكرسي وتظاهرت باللامبالاة، فرد علي قائلا: (لا تفض عذريتها، لكن (إن جامعتها) في الدبر أمر مقبول.. وإن تضررت، فالأمر بينك وبينها إن كان بإمكانها تحمل الألم أم لا)”.

 

ويشير الكاتب إلى أنه بعد ذلك قام رجل الدين بإعطائه بعض النصائح، قائلا: “مهما فعلت لا تتعرف على عائلتها، ولا تقل لهم أين تعيش، وفي الواقع إن وجدت فتاة لا عائلة لها يكون أفضل، فستكون مشكلاتك أقل عندها”، تم غادر مكتبه، ويقول الصحافي: “لا أستطيع تصديق ما استمعت إليه”.

 

ويلفت الصحافي إلى أن التحقيق استمر عاما ليكتشف أنه ليس رجل الدين الوحيد الذي يقدم هذه الخدمات، فبعد عشرات اللقاءات، وتصوير العديد منها سرا، أصبح لدى الصحافي دليل راسخ بأن رجال الدين، وهم بعض أقوى الأشخاص في البلد، لا يسمحون فقط بل يشجعون بغاء القاصرات مع أضعف البنات في العراق.

ويقول الكاتب: “كنت أعرف عن الزواج المؤقت، وللأسف فإن زواج القاصرات ليس غير عادي في بعض دول الشرق الأوسط، بما فيها العراق، لكن ما صدمني هو اكتشاف أن هناك رجالا يفعلون الأمرين، حيث تقع فريستهم فتيات ونساء شابات من النازحين من الموصل أو من اللواتي فررن من عائلاتهن، ثم يقومون بإلقائهن في الشوارع بعد ذلك، هذا بالإضافة إلى أن هناك قوى نافذة تقوم بتنسيق تجارة جنس القاصرات ممن يشغلون مراكز رفيعة في المجتمع”.

 

ويستدرك الصحافي قائلا: “فكرت لو أن أحدا علم ما الذي أقوم به فأنا ميت لا محالة”، مشيرا إلى أنه استطاع مغادرة العراق دون أن ينكشف أمره، أو يضطر لتسليم المادة المصورة التي جمعها لضباط الأمن.

 

ويقول الكاتب: “الآن حان الوقت لتجميع المادة المصورة وشهادات الضحايا وانتظار صدور الفيلم Undercover With the Clerics: Iraq’s Secret Sex Trade (متخفيا مع رجال الدين: تجارة الجنس السرية في العراق)، وقد واجهت النساء والفتيات أهوالا يصعب وصفها، وتساءلنا هل ستكون هناك تداعيات على فريقنا أو مصادرنا التي بذلنا ما بوسعنا لحمايتها؟ هل يمكن أن يؤدي الفيلم في المحصلة إلى فرض شيء من المساءلة ضد رجال الدين الفاسدين، أو أن يضع حدا لتجارتهم المثيرة للاشمئزاز؟ وهل يمكن له أن يغير حياة شخص ما؟”.

 

ويفيد الصحافي بأنه يتطلع بفضول لمعرفة ردة الفعل، خاصة من الناس داخل العراق، مشيرا إلى أنه بعد أيام قليلة، قرأ بعض التعليقات على النسخة العربية على “يوتيوب”، حيث لفت انتباهه تعليق: “تعالوا إلى المظاهرات في ساحة التحرير.. غدا سنطالب بنهاية وجود هؤلاء الزعماء الدينيين الفاسدين في السلطة”.

 

ويختم الكاتب مقاله بالقول: “لا أزال لا أستطيع الكشف عن هويتي، ولن أستطيع العودة للعراق لفترة من الزمن، لكن عندما أفكر في الشيخ الذي عرض علي طفلة، والنظرات في عيون النساء اللواتي تحدث معهن تلفزيون (بي بي سي) العربي، أقول إن الأمر كان يستحق لأخرج الحقيقة إلى العلن”.

.

المصدر/ arabi21

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.