تتوالى ردود الأفعال المنتقدة للمسلسل المصري ذو الإنتاج الإماراتي “ممالك النار” الذي بدأت مجموعة “إم بي سي – MBC” بعرض حلقتها الأولى، الأربعاء الماضي، تزامناً مع عرض الحلقة الأولى للمسسل التركي التاريخي “المؤسس عثمان” والذي يعدّ استكمالاً لمشوار “قيامة أرطغرل” ذو الشهرة العالمية الواسعة.
ويتناول المسلسل فترة سقوط دولة المماليك على يد الدولة العثمانية بقيادة السلطان سليم الأول، ويسلط الضوء على حياة السلطان المملوكي طومان باي الذي انهزم أمام السلطان العثماني سليم الأول في معركة الريدانية التي جرت في مصر عام 151م، 922هـ، إلا أنه يتضمن العديد من المغالطات المنهجية والمنطقية.
وفي معرض تعليقه على الأمر، قال الدكتور عمر قورقماز، كبير مستشاري رئيس الوزراء التركي السابق، إن المسألة ليست فقط في الهجوم على تركيا، وإنما بالهجوم على الإسلام والتاريخ الإسلامي.
وأضاف أن هناك “دولا تتحرك من ذاتها، وهناك دول موجهة، وبما أن مسلسل “أرطغرل” التركي حصد شهرة عالية في العالم كله، أرادت الإمارات تشويه هذه السمعة”، مبيناً أن “ممالك النار” “سيكون بمثابة دعاوى تاريخية، لأن المتابعين للمسلسل سيتحققون مما يُذكر فيها، وسيكتشفون في النهاية زيف الحقائق التي يضمّها المسلسل الإماراتي”، وفقاً لما نقله موقع “الجزيرة نت”.
بدوره، قال المحلل التركي مصطفى أوزجان، إن المسلسل يسيء للأتراك دولة وشعبا، مرجحا أن يكون هناك رد رسمي من الجانب التركي على خلفيته.
ويعيد أوزجان التذكير بالاستياء الشديد الذي أبداه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في ديسمبر/كانون الأول 2017، من تغريدة وزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد آل نهيان، واعتبرها مسيئة للعثمانيين والأتراك، وآنذاك، انتقد أردوغان التغريدة التي تتهم فخر الدين باشا الحاكم العثماني للمدينة المنورة بين عامي 1916 و1919 بارتكاب جرائم ضد سكانها وسرقة متعلقاتهم.
ووفق المحلل التركي، فإن ما “تفعله الإمارات هو محاولة البحث عن ثغرات في التاريخ العثماني تعطيها مساحة للتزييف، لذا لا أعتقد أن المسلسل سيمرّ مرور الكرام دون أن يُحدث أزمة”.
أما المؤرخ التركي وخبير العلاقات الدولية الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، فيؤكد أن إنتاج هذا المسلسل الإماراتي لتزييف التاريخ العثماني خطوة غير صحيحة، على حد تعبيره.
وأكد أن “السلطة في الإمارات تتوّهم بأنها يمكنها خداع الشعب العربي بمسلسلات زائفة. لكن نحن نقول لهم، مكتبة الشعب مفتوحة لكم وفيها أرشيف الدولة العثمانية بالكامل”
وأضاف “الدراسات التي تحكي قصة السلطان سليم وفترات كثيرة، لذا يمكن لأي أحد الرجوع إليها لمعرفة الحقيقة كاملة”.
ويتابع أن سؤالا واحدا نطرحه على مؤلف المسلسل، “ما مرجعيتك في الوقائع التي سردتها؟ نحن من نملك أشهر الكتب التاريخية عن العثمانيين. فما النتيجة من تزييف الحقائق إذًا؟”.
ويتزامن توقيت عرض المسلسل الإماراتي الذي بدأ في 17 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري مع عرض المسلسل التركي “عثمان المؤسس” الذي بدأ عرضه يوم أمس الأربعاء (20 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري)، وهو ما قد يكون محاولة لمنافسة الدراما التاريخية التركية.
ويرى الكاتب التركي زكريا كورشن في مقال له بصحيفة يني شفق التركية، أن توقيت المسلسل وفكرته يدلان على أنه أُنتج فقط لمهاجمة تركيا، مثلما حصل في التعديلات التي أُدخلت على المناهج الدراسية بمصر والسعودية، والتي تصوّر التاريخ التركي بطريقة سلبية.
ويشارك مجموعة من كبار الفنانين العرب في المسلسل، أبرزهم النجم المصري خالد النبوي الذي يلعب دور طومان باي، ويجسد الفنان السوري محمود نصر شخصية السلطان سليم الأول، ويلعب رشيد عساف دور سلطان المماليك قانصوه الغوري، ويشارك أيضا عبد المنعم عمايري، ومنى واصف، وديمة قندلفت، وكندة حنا، وسهير بن عمارة، ورنا شميّس، ونضال نجم.
والمسلسل من إخراج البريطاني بيتر ويبر في أول عمل له بالمنطقة العربية، بعد أن أخرج أفلاما ملحمية شهيرة، مثل “الإمبراطور” عام 2012 عن الأيام التي تلت استسلام اليابان في نهاية الحرب العالمية الثانية، وفيلم “الفتاة ذات القرط اللؤلؤي” عام 2003.
.
المصدر/ turkpress