أكدت الشرطة التركية مقتل الصحفي الإيراني المعارض مسعود مولوي قبل أيام في حي “شيشلي” بإسطنبول بـ 11 طلقة.
وقدم مولوي (32 عاماً) نفسه لمتابعيه على مواقع التواصل الاجتماعي بصفة “عالم ومخترع”، وحاصل على شهادة الدكتوراه من الولايات المتحدة و”أحد عباقرة الذكاء الاصطناعي”.
وقال في تصريحات سابقة إنه يتعاون مع السلطات التركية في تصنيع طائرات مسيرة (درون).
من قتله؟
قامت الحكومة الإيرانية بقطع الانترنت عن البلاد مع اندلاع موجة الاحتجاجات التي اجتاحت البلاد والتي قتل خلالها العشرات. وراجت تقارير تحدثت عن تقديم مولوي نصائح حول كيفية تجاوز قطع الإنترنت ومتابعة الأخبار في مواقع التواصل الاجتماعي.
وكان مولوي مستقراً في تركيا منذ سنوات وأسس شركة تقنية بحسب وسائل الإعلام المحلية .
وتزامن خبر مقتل مولوي، مع انتشار فيديو نشرته وسائل الإعلام المحلية، يقال إنها تعود لعملية قتل مولوي من قبل المخابرات الإيرانية وسط اسطنبول حسب نشطاء سياسيين إيرانيين معارضين.
وقد تم العثور على أغلفة الرصاص في مكان الحادث، لكن السلطات التركية لم تشر إلى الجهة التي تقف خلف ذلك واكتفت بالقول إنها قد تكون “جهات أجنبية”.
وأصدرت وكالة أنباء IHS التركية، شريطاً مصوراً التقطتها كاميرات المراقبة، والتي يبدو فيها القتلة يرتدون قبعات سوداء وملثمين لحظة القيام بإطلاق الرصاص.
“الصندوق الأسود”
كان مولوي يدير موقعاً على موقع تلغرام يدعى “الصندوق الأسود” .
ونشر الشاب معلومات حول الزعماء الإيرانيين وعلى أعلى المستويات بمن فيهم رئيس البلاد.
ومنذ مقتله في الـ 14 من نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، توقف موقع الصندوق الأسود عن تقديم الأخبار.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، إنه ينتظر تقرير الأجهزة الأمنية التركية بخصوص مقتله، لكنه لا يستطيع التعليق على مقتله في الوقت الراهن.
ويقول موقع “نيوزباوند” المستقل: “يحتمل أن يكون مولوي عميلاً مزدوجاً لصالح إيران والولايات المتحدة وربما تركيا أيضاً”.
علاقات رفيعة المستوى
بحسب ما كتب في موقعه، عمل مولوي في وزارة الدفاع الإيرانية بضع سنوات قبل أن ينشق، ونشر صوراً تجمعه مع الرؤساء الإيرانيين السابقين بمن فيهم أكبر هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي ومحمود أحمدي نجاد.
وقبل عام أجرت وكالة “مهر” الإيرانية للأنباء مقابلة معه على أنه “حاصل على ميداليات وبطولات اختراع”، وقيل إنه اخترع مصباحاً ورقياً يستهلك القليل من الكهرباء.
وفي مقابلة له، وصف مولوي أداء الرئيس الإيراني حسن روحاني “كرصاصة في جسد النخب العلمية في إيران”.
كما أوضح أنه: “سافر إلى تركيا منذ بضع سنوات وتعاون مع شركاتها العسكرية لبناء طائرات درون من النوع الثقيل”.
ويقول نشطاء سياسيون إيرانيون معارضون إن مولوي كان المسؤول الرئيسي عن موقع “الصندوق الأسود” الذي كشف عن “أسرار تتعلق بالزعامات الإيرانية” واتهم مراراً الجهاز القضائي الإيراني وقوات الأمن “بالفساد وارتكاب الجرائم”.
وأطلق بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي اسم خاشقجي 2 على مسعود مولوي، وقارنوا بين عملية مقتل الإثنين في اسطنبول.
لكن الكثيرين يشيرون بأصابع الاتهام إلى أجهزة الاستخبارات الإيرانية، بعد مقتل المعارض الإيراني سعيد كريميان، مدير تلفزيون GM في اسطنبول بطريقة مشبوهة أيضاً قبل عامين.
.
المصدر/ BBC