أقيم في مدينة إدلب مساء أمس حفل زفاف جماعي لرفاق الساروت، تكفّلت والدته بنفقته، بعد رفضها استلام أي مبلغ تبرعات جُمعت في أعقاب استشهاد ابنها، وتوسّطت صورة “عبد الباسط الساروت” صالة الحفل الذي ضمّ عشرات الشبّان، وحضرته والدة بلبل الثورة وأيقونتها.
وقالت أم “الساروت إنها رفضت استلام المبلغ الذي جمعه سوريون لها بعد أن قضى “بلبل الثورة” على جبهات ريف حماة، لأن “الشهيد كان يرفض أي مبلغ مالي يدخل على بيته من مال الثورة”.
واعتبرت أن “الثوار أحق بهذه الأموال، فهم المرابطون على خط الدفاع عن الحرائر والأحرار والمعتقلين والأطفال”.
ودخلت أم الساروت حاملة وردة حمراء لكل عريس من أصدقاء ابنها الشهيد، وكان من المتوقع أن تبقى لعدة دقائق ولكنها بقيت حتى نهاية العرس، “تبكي تارة فنبكي الساروت جميعنا، وتضحك تارة أخرى فيرقص الجميع فرحة بالعرسان”، كما قال “عاطف نعنوع” مدير فريق ملهم التطوعي الذي نظم العرس الجماعي.
وحول اختيارها 40 شابا من أصدقاء “الشهيد” لتزويجهم قالت: “رفاق الساروت وكل شب ثائر بمثابة أولادي السبعة، فهؤلاء الشباب هم ما زالوا على خطى أولادي خطى الحرية والكرامة”.
وأضافت: “فرحت للشباب كما أفرح لأولادي وأتمنى لهم حياة سعيدة والثبات على درب الشهيد عبدالباسط والله يحميهم من أعداء الثورة”.
أم الوليد تمنت في ختام اللقاء لرفاق “الساروت” من الثائرين “الثبات على طريق الشهداء حتى النصر”، مؤكدة أن “إذا كان الموت حقا وواجبا على كل إنسان، فلتكن شهادة بشرف”.
وقبل عدة أشهر رفضت والدة “الساروت” مبلغ 40 ألف دولار، قُدمت لها من قبل “فريق ملهم التطوعي”، بعد حملة أطلقها الفريق لدعم عائلة حارس الثورة، الذي قضى في حزيران يونيو الماضي، بعد مسيرة طويلة من القتال ضد نظام الأسد وميليشياته.
ونقل “نعنوع” حينها عن والدة الساروت قولها: “يا ابني أنا مبسوطة وفخورة انو ولادي شهداء و انو ما طلع كلام سيء على حدا منهم ولا حدا منهم طلع ما منيح، الحمد لله على كل حال”.
وتابعت الأم: “عبد الباسط وإخوته وقت خرجوا بالثورة ما خرجوا لصيت أو سمعة أو مال.. خرجوا لوجه الله واستشهدوا في سبيله… عبد الباسط لم يدخل كل حياته ليرة من الثورة إلى هذا البيت، حتى أُدخل أنا من بعد ما استشهد”.
وتكنى أم الساروت بـ”خنساء حمص” بعد أن فقدت زوجها و6 من أبنائها على طريق الثورة، ولعل كلماتها التي قالتها عندما رفضت المبلغ المقدم لها ما يثبت بوضوح أي نوع من الرجال ربت هذه الأم، حيث قالت:”لبستي لابستها.. ولقمتي ماكلتها ما بدي شي غير إني إرجع على حمص، وأنا هيك رح كون رضيانة ومبسوطة إذا بتحققولي طلبي..بدي ارجع على حمص ولو عيش بخيمة”.