أثارت وسائل إعلام إسرائيلية الجدل حول ضغوط أمريكية تمارس على المملكة المغربية للتطبيع مع إسرائيل، وذلك على خلفية زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، للرباط.
وبدوره، نفى مسؤول كبير في الخارجية الأمريكية أن يكون ملف التطبيع نوقش مع المسؤولين المغاربة خلال لقائهم بمايك بومبيو.
وأكدت صحيفة “هسبريس”، صباح اليوم الجمعة، أن وسائل إعلام عبرية تعمدت ترويج إشاعة التطبيع مع دول عربية، ضمنها المغرب، تزامنا مع إعلان وزير الخارجية الأمريكي بومبيو زيارته إلى الرباط. وما زكى هذه الإشاعة بشكل أكبر هو اللقاء الذي جمع بنيامين نتنياهو مع بومبيو في البرتغال، ساعات قبل قدومه إلى الرباط.
وأوضحت الصحيفة أن مسؤول في الخارجية الأمريكية أكد في تصريح صحفي من واشنطن أن مايك بومبيو لم يناقش مع المسؤولين المغاربة ملف العلاقات المغربية الإسرائيلية، في وقت كان الإسرائيليون يأملون في تحقيق إنجاز دبلوماسي ينقذ الرصيد السياسي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قبل موعد الانتخابات البرلمانية الثالثة.
وحرصت الولايات المتحدة الأمريكية على توضيح موقفها من “التسريبات” الإسرائيلية، مؤكدة على لسان مسؤول دبلوماسي:
لقد صدمتنا هذه التسريبات التي انتشرت في الصحافة الإسرائيلية، والتي جاءت متزامنة مع رحلتنا إلى المغرب، ولم يكن هذا الأمر مطروحا على جدول أعمالنا.
تسريبات إسرائيلية
وشددت الصحيفة على أن المغرب لم يرد على هذه “التسريبات” الإسرائيلية لأن الأمر “مجرد إشاعة ولم يكن أصلا مطروحا كما أكدت ذلك الولايات المتحدة الأمريكية على لسان مسؤول في الإدارة الأمريكية”.
وحول إلغاء استقبال العاهل المغربي، الملك محمد السادس، لوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، بعد الحديث عن رفض المملكة مقترح التطبيع بشكل قاطع، أوضحت مصادر “هسبريس” أن “ما يروج غير صحيح بتاتاً”، مشيرة إلى أن “الأجندة الدبلوماسية هي التي حالت دون ذلك، خصوصا أن العاهل المغربي عاد أمس إلى البلاد، وبومبيو غادر مبكرا بسبب التطورات المتسارعة في بلاده”.
وأضافت المصادر ذاتها، اليوم الجمعة، أن تطورات عزل الرئيس دونالد ترامب، والتي تزامنت مع يوم زيارة بومبيو إلى المغرب، حالت دون إتمام برنامج الزيارة إلى الفترة المسائية، مشيرة إلى وجود علاقات قوية تجمع الرباط وواشنطن على مستويات عدة.
مباحثات مكثفة
وكان وزير الخارجية الأمريكي وصل إلى العاصمة المغربية، الرباط، الخميس، ثم عقد مباحثات مع رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، ووزير الخارجية ناصر بوريطة، والمدير العام للأمن الوطني المدير العام لمراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف حموشي، بمقر المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني بتمارة.
وفي وقت سابق من مساء أمس الخميس، ألغي مؤتمر صحفي لوزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، مع نظيره المغربي ناصر بوريطة، وسط تساؤلات وتقارير حول علاقة زيارته بإسرائيل.
وأفادت وكالة “رويترز” بأنه ألغي مؤتمر صحفي يجمع بومبيو وبوريطة، في آخر لحظة دون توضيح أسباب، وذلك في وقت وصل بومبيو في زيارة إلى المغرب صباح أمس الخميس، لإجراء مباحثات مع كبار المسؤولين.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن بومبيو “سيستعرض خلال هذه الزيارة الشراكة الاقتصادية والأمنية القوية” بين واشنطن والرباط.
علاقات استراتيجية
كما قالت الخارجية المغربية في بيان نقلته “رويترز”: “هذه الزيارة تكتسي طابعا متميزا على أكثر من مستوى… وتأتي لتجديد متانة العلاقات الاستراتيجية بين المغرب والولايات المتحدة”.
وسبق أن قالت قناة عبرية إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بحث مع وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، تطوير العلاقات بين بلاده ودول عربية.
وأفادت القناة العبرية الـ”12″، مساء أمس الخميس، بأن نتنياهو بحث خلال لقائه بومبيو، في البرتغال، تطوير العلاقات الإسرائيلية العربية، خاصة مع المملكة المغربية، التي يرى أنها الدولة العربية الأقرب لإقامة علاقات دبلوماسية معها.
وأوردت القناة العبرية أن إسرائيل تأمل إقامة مثل هذه العلاقات الدبلوماسية، خاصة مع المغرب، حتى أنها تأمل في تدشين هذه العلاقة قبيل الانتهاء من تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة.
وذكرت القناة العبرية على موقعها الإلكتروني أن وزارة الخارجية الأمريكية أجرت اتصالات مكثفة، خلال الأونة الأخيرة، بدول عربية عدة – دون تسميتها – بهدف إقامة علاقات دبلوماسية معها، خاصة في منطقة الشرق الأوسط، مع التركيز على الملف الاقتصادي، كبداية لتشكيل أو إقامة هذه العلاقات الثنائية.
4 دول عربية
وأوضحت القناة العبرية أن الدولة العربية الأكثر تداولا خلال حديث نتنياهو وبومبيو كانت المملكة المغربية، حيث يأمل نتنياهو أن يسرع وزير الخارجية الأمريكي في إقامة علاقات دبلوماسية معها.
يشار إلى أن قناة عبرية زعمت أن الولايات المتحدة الأمريكية طلبت من 4 دول عربية لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، بحث عقد اتفاق جديد مع تل أبيب.
وادعت القناة العبرية الـ”13″، مساء الثلاثاء الماضي، أن الإدارة الأمريكية توجهت إلى أربع دول عربية لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، هي الإمارات والبحرين وسلطنة عمان والمغرب، بطلب يقضي توقيع اتفاقية “عدم اعتداء” بينها وإسرائيل.
ورأت القناة العبرية أن البيت الأبيض تحدث مع سفراء الدول الأربع، بهدف التوصل لاتفاق جديد مع إسرائيل، يكون نواة جيدة للتطبيع الكامل مع تل أبيب، فيما أجاب الدبلوماسيون بأنهم سيعودون سريعا بالرد – دون رد نهائي – على حد قول القناة.