أثار استطلاع للرأي -أجراه مركز أبحاث تركي لصاحبه عادل غور- حول عودة السوريين إلى بلادهم، صدى إعلاميا واسعا، وذلك بعد إعلان نسبة كبيرة من السوريين المقيمين في تركيا عن عدم رغبتهم بالعودةحتى في حال أنشئت المنطقة الآمنة”.
وكان استطلاع الرأي الذي نُشر قبل أيام، قد ذكر بأنّ 44 بالمئة من السوريين في تركيا، لن يعودوا إلى بلادهم حتى لو أنشئت المنطقة الآمنة، فيما أوضح 30 بالمئة أنّهم لم يحسموا قرارهم بعد، في الوقت الذي قال فيه 23 بالمئة، إنّهم يفكرون بالعودة أيّا كانت المغريات والظروف.
وعقب الإعلان عن استطلاع الرأي، أعدّت قناة خبر ترك حلقة حول النسب التي تمّ طرحها، حيث دعا الأستاذ الجامعي (أرسان شين) -أحد الضيوف المشاركين- إلى إجراء استفتاء شعبي، لمعرفة نسبة الأتراك الراغبين بإعادة السوريين إلى بلادهم، في إشارة منه إلى أنّ غالبية الأتراك سيصوتون بـ نعم ليرحل السوريون.
إجراء استفتاء شعبي لإعادة اللاجئين اقتراح رجعي
الكاتب والإعلامي “أرجومينت أكدينيز” وصف دعوة الدكتور “أرسان شين” بإجراء استفتاء شعبي حول إعادة السوريين بالرجعي، قائلا: “ليس من المهارة بمكان اقتراح استفتاء والتنبّؤ بنتيجته، إنّ المهارة تكمن في معرفة بأنّ حقوق الإنسان الرئيسة لا يمكن عرضها للاستفتاء”.
وتابع أكدينيز بأنّه ما من دولة تعاني من الهجرة، تعرض أمر إعادة المهاجرين إلى بلادهم على الشعب المضيف، مضيفا: “لا يمكن لأي دولة في العالم أن تجري استفتاء حول إعادة اللاجئين أو المهاجرين المقيمين فوق أراضيها”.
وأعطى أكدينيز أمثلة حول تلك البلدان، قائلا: “على سبيل المثال ألمانيا عن الأتراك، وبنغلادش عن مسلمي أراكان، وأمريكا عن مهاجري المكسيك، ما من دولة من بين هذه الدول تجري استفتاء حول إعادة المهاجرين إليها، واقتراح إجراء استفتاء شعبي لإعادة السوريين اقتراح رجعي، ففي حال القبول بهذا فإن الأمر سينتهي بمناهضة العالم بأسره لـ اللاجئين”.
غالبية السوريين باقون في تركيا
ولفت أكدينيز إلى أنّ نسبة كبيرة من السوريين في تركيا سيختارون البقاء فيها، موضحا بأنّ هذه الحقيقة تبلورت مؤخرا أكثر من ذي قبل، ولذلك بدأت الحكومة التركية بالبحث عن نماذج وسبل لدمج السوريين داخل المجتمع التركي، مشيرا إلى أنّ هذه النماذج التي تمّت دراستها موضوعة لغاية 2023، وهي نماذج دُرست من قبل إدارة الهجرة ووزارة الداخلية.
وذهب الكاتب إلى أنّ السوريين في تركيا هم تحت بند الحماية المؤقتة، ولا يحملون صفة اللاجئ، مضيفا: “أن السوريين منذ 8 سنوات تحت الحماية المؤقتة، وهم بهذا الوصف ليسوا في وضع استراتيجي، فمن جانب آخر يتم استخدام مصطلح المهاجرين “göçmenler” فيما يخص السوريين، بالرغم من أنّهم لاجئون أكثر من كونهم مهاجرين”.
.
المصدر/ orientnews