احتيال وتلاعب وطرود لم تصل.. شكاوى لا تنتهي بعد “الجمعة السوداء” في تركيا
مرت الجمعة الأسطورة (الجمعة السوداء) على تركيا كالعاصفة في رحلتها السنوية التي تجوب العالم؛ إذ شهدت بيع نحو 2.2 مليون منتج خلال 24 ساعة فقط، وسط احتدام النقاش بشأن التلاعب في الأسعار والحملات والتخفيضات المزعومة.
ولم يخلُ الأمر من مشاكل وشكاوى الزبائن خلال فترة إيصال الطرود إلى عناوينها في سياق عمليات الخداع الالكتروني.
وتمحورت الشكاوى حول عدم وصول الطرود إلى عناوينها بحجة عدم تواجد أصحابها وقت الوصول، أو تعذر إيصال المنتج قبل شهر من تاريخ الطلب.
واقترح اتحاد المستهلك على الشركات المتخصصة بإرسال الطرود ضرورة التوصل لحل لهذه المشكلة التي تتكرر كل عام، أو اتخاذ إجراءات قانونية عاجلة، مؤكدًا ضرورة إلزام الشركات بالحصول على إثبات وصول الطرد للعنوان.
ولم يسلم المتسوقون عبر الانترنت من عمليات الاحتيال التي طالتهم يوم التخفيضات الأسطورية، والذي يرجع أصله إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
فالضغط الشديد على شركات الطرود التي تتكبد عناء تجهيز الملايين من المنتجات وتوصيلها إلى عناوينها في مدة وجيزة، يتسبب في تمرد المنتظرين على القائمة.
وأكثر الشكاوى تأتي بفعل عدم رضا الزبون عن جودة المنتج مقابل الأموال التي تم دفعها.
وأوضح عزيز كوتشال رئيس منظمة حماية المستهلك (TÜKODER) أنه ينبغي عمل ترتيبات قانونية معينة لتفادي تكرر مثل تلك المشاكل التي تحدث في كل عام.
وقال إنه بسبب الضغوطات الشديدة في تلك الفترة على شركات إيصال الطرود يواجه القائمون مشاكل في إيصال الكمية الهائلة من الطرود في نفس اليوم؛ فيقومون بإرجاع الطرود التي لم يتم تسليمها بسبب عدم تواجد أصحابها على أن يتم إرسالها في اليوم التالي، لكن يتعذر إرسالها مرة أخرى لعدم وجود ترتيبات منظمة من الشركات.
وأضاف “وفي هذه الحالة ينبغي على الشركات إرسال رسائل للزبائن بهدف إبلاغهم بوصول الطرد من عدمه، كما ينبغي الحصول على وثيقة تثبت وصول المنتج إلى صاحبه بتوقيعه الخاص”.
وتابع “وفي حال تعذر وصولها يتحتم على الشركات وضع إجراءات قانونية لمساءلة القائمين على تلك الأعمال”.
وشدد على ضرورة إعطاء الحق للزبون بفتح الطرد قبل استلامه كحل للمشاكل الواردة من عدم تطابق الطرد والمنتج الذي تم اختياره.
وفي هذا السياق، اقترح رئيس منظمة الدفاع عن حقوق المستهلك، تخيير الزبون بدفع المبلغ المطلوب أو إعادة المنتج، من باب توفير الحلول للمشاكل التي يواجهونها مع الزبائن، معربًا عن أمله بوضع حلول عاجلة في هذا الأمر.
وفي ظل التلاعب بالأسعار وإيقاع المتسوقين في شراك التخفيضات الوهمية، أكد كوتشال ضرورة عرض سعر البيع الحقيقي الذي تم قبل موسم التخفيضات، إلى جانب عرض نسبة التخفيض الحاصلة في الموسم، بحسب قانون حماية المستهلك بند 6502.
وأشار إلى ضرورة محاسبة القائمين على تسويق بضائعهم معتمدين على غش الزبائن وخداعهم بالإعلانات المكذوبة، بعد التثبّت من تورطهم عبر عمليات التحري من وزارة التجارة وقسم الإعلانات التابع لها.
المصدر: تركيا الآن