واصل الرئيس المصري بعد الانقلاب، عبد الفتاح السيسي، إطلاق تصريحاته الغريبة والمثيرة للسخرية، خلال مشاركته في المنتديات والمؤتمرات التي نظمها خلال عام 2019، والتي كان آخرها دعوته لـ”استلاف 20 تريليون دولار في العام، حتى يستطيع تحويل مصر لـ عروسة”.
ووفقا للمتابعين فإن التصريحات الغريبة، التي أثارت موجات من التعليقات الساخرة ضد السيسي، جاءت جميعها في المنتديات التي نظمها بمصر، بينما لم تشهد تصريحاته بالمؤتمرات الخارجية التي شارك فيها خلال العام، أي خروج عن النص المكتوب.
وقبل أن ينتهي عام 2019، قدم السيسي خلال مشاركته بمنتدى شباب العالم، الذي اختتم أعماله بشرم الشيخ قبل أيام، العديد من التصريحات التي أفسحت المجال أمام النشطاء والمعارضين، ليسخروا منه، كان منها حديثه الركيك باللغة الإنجليزية، خلال استقباله للطفل زين، الذي تعرض للإصابة بالسرطان أكثر من مرة.
وفي نفس المنتدي جاء تصريح السيسي المثير للجدل والسخرية في وقت واحد، والخاص بمبلغ العشرين تريليون دولار، لكي يحول مصر لعروسة.
وقبل منتدى الشباب بساعات، أطلق السيسي واحدة من أغرب تصريحاته، في منتدي أسوان للسلام، عندما وصف المرأة المصرية بأنها كانت “بفر”، وساعدته في تمرير الإصلاح الاقتصادي، ومنعت عنه أي غضب جماهيري، ولذلك لم يخرج مواطن واحد يعترض على خطوات الإصلاح الاقتصادي.
ويعد حديث السيسي، الذي رد فيه على اتهامات المقاول المصري محمد علي، للسيسي بالفساد في بناء القصور الرئاسية، الأكثر غرابة، حيث اعترف السيسي ببناء القصور، وبرر بأنها ليست من أجله، وإنما من أجل مصر، وتحدى الجميع قائلا: “وهابني كمان وكمان، واللي مش عاجبه يتفلق”.
ورغم الإشادة السابقة بالمرأة المصرية، إلا أنها جاءت في مرمى نيران السيسي في مؤتمر آخر، عندما انتقد خلال افتتاحه لمشروعات تابعة للجيش، حالة السمنة التي أصبحت عليها المرأة المصرية نتيجة عدم الحركة، مطالبا بتنظيم ماراثون للمشي للقضاء على سمنة المرأة المصرية.
تصريحات السيسي الغريبة، أثارت التساؤلات لدى المختصين والسياسين، الذين تحدثوا حول إصراره على الوقوع في نفس الأخطاء كل مرة، مؤكدين أن استمرار هذه الكوارث، ليس دليلا فقط على فشل السيسي، ولكنها أيضا دليل على فشل المؤسسات المحيطة به.
انفصام الشخصية
ويرصد وكيل لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان المصري السابق، محمد جمال حشمت، فرقا واضحا بين تصريحات السيسي خارج مصر، والأخرى التي يطلقها من الداخل، مؤكدا أن الفرق يعود في الأساس، لجمهور الحضور، لأنه خارج مصر، لن يجد “المطبلتية”، أو “فرقة المنافقين”، وإنما سيجد صحفيين وإعلاميين محترفين ينتظرون السقطة والغلطة.
ويشير حشمت إلى أن المؤتمرات التي ينظمها نظام الانقلاب، ليس لها هدف إلا حشد الجماهير التي تخضع لسيطرة كاملة من أجهزة الدولة، ليظهر أمامهم السيسي في ثوب الحكيم، والرئيس القريب من الشعب، والذي يتحدث بعفويته وطبيعته، ولأنها خطة مرسومة، ولا تعبر عن حقيقة وطبيعة شخصيته العسكرية، وضعف ثقافته، وغياب شعبيته، وخوفه من التعامل المباشر مع الجماهير، فإن كل خطاباته لا تمر إلا بمثل هذه الكوارث، على حد قوله.
وبحسب حشمت فإن تكرار نفس الأخطاء، يعكس طبيعة الشخصية الديكتاتورية التي تحكم مصر، فهو لا يستمع لنصائح مقربيه، لأنه يعتبر نفسه فوق النقد وأكبر من التوجيه، وهي أبرز سمات الشخصيات الديكتاتورية، التي لها في الغالب خلفيات عسكرية.
ويؤكد البرلماني السابق، أن السيسي حدد طريقة تعامله مع مستشاريه، والأجهزة المعنية بطريقة ظهوره الجماهيري، عندما قال صراحة خلال رده على فيديوهات محمد علي: “الأجهزة باست (قبلت) إيدي عشان مردش (لا أعلق)، لكن أنا قلت لا، وأصريت على الرد، وأنا عارف إنهم هيزعلوا”.
التعليم الأولي والعسكري
ووفق الكاتب الصحفي، والنائب السابق لمدير تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية، أحمد حسن الشرقاوي، فإن هناك عدة أسباب، وراء ظاهرة تصريحات السيسي الغريبة والمثيرة للسخرية، أهمها الضعف الواضح في خلفيته التعليمية، المتعلقة بالعلوم الأساسية التي يتلقاها الطلاب بمراحل التعليم الأساسي، مثل التاريخ والجغرافيا واللغات الأجنبية واللغة العربية.
ويؤكد الشرقاوي ، أن السبب الثاني، هو أن السيسي ليس مشهورا عنه أنه صاحب عقلية عسكرية فذة، فهو لم يختبر في حرب فعلية، ولم يقدم خططا استراتيجية، أو تقديرات لمواقف عسكرية حرجة، ولم يحقق إنجازا عسكريا مشهودا به طوال فترة خدمته بالقوات المسلحة.
ويشير الشرقاوي إلى أن الشخصية الأصلية، والحقيقية للسيسي، هي التي نراها داخل مصر، وتحديدا في المؤتمرات التي ينظمها تحت إشرافه، لأنها تكون بدون الرتوش أو “الماكياج”، التي يضعها له المعاونون والمستشارون والخبراء في المجالات المختلفة، وهو ما يبرر انضباط تصريحاته خارج مصر.
ويرى الكاتب الصحفي، أنه رغم أن الرئيس الأسبق حسني مبارك، كان من نفس المدرسة العسكرية، إلا أن هناك فارقا كبيرا بينهما، خاصة أن مبارك لم تكن لديه تلك الفجوة الكبيرة بين تصريحاته الداخلية والخارجية، لأسباب عديدة، من بينها أن التعليم الأساسي لمبارك وكذلك السادات وعبد الناصر كان أفضل كثيرا مما تلقاه السيسي.
وبحسب الشرقاوي، فإنه بالإضافة للتعليم الذي يحدد ملامح الشخصية، فإن المدرسة الحربية التي التحق بها السيسي بعد الشهادة الابتدائية، وكانت بوابة دخوله للكلية الحربية، رغم قصر قامته، وعدم لياقته، ليس معروفا عنها أنها تقدم تعليما عسكريا جيدا.
.
المصدر/ arabi21
أثار وزير الخارجية التركي هاكان فيدان ضجة كبيرة بعد لقائه مع قائد الحكومة الجديدة في…
اتخذت وزارة التجارة قرارًا جديدًا يتعلق بالغرامات الإدارية. وفقًا لهذا القرار، تم زيادة الغرامات المفروضة…
علق رئيس حزب المستقبل التركي، أحمد داوود أوغلو، الأحد، على تعيين عزام غريب محافظًا جديدًا…
نشرت وسائل إعلام المحلية، الاثنين، تحذيرات بأنه سيتم حظر استخدام بطاقة الهوية القديمة في…
أكد المتحدث الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف، الاثنين، أن الادعاءات القائلة بأن أسماء الأسد، زوجة…
أعلنت جمعية اللغة التركية (TDK) وجامعة أنقرة، الاثنين، عن كلمة العام لعام 2024. وقالت أنه…
هذا الموقع يستعمل ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) لتحسين تجربة استخدامك.
عرض التعليقات
يله يحمار يابن الحمار انتا بتدور علي حاجه تقولها عن الراجل علشان تطلع فيه عيب السيسي ماشي بالبلد صح وربنا يوفقه وعمره مهيرضي كل ناس.. يله غور انتا وتركيا بتاعتك